أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


فلسطين وإسرائيل في حفل تنصيب ترامب

بقلم : حسين بني هاني
22-01-2025 06:00 PM

يكاد المريب يقول خذوني، هذا ما بدا عليه حال نتنياهو بعد خطاب ترامب، وهذا ما جعل بعض المراقبين يقولون، أن نتنياهو استبدل العروة الوثقى، مع بايدن بالعقدة الصعبة مع ترامب، وبدا معه أن نتنياهو لن يفي بوعده، استئناف الحرب في غزة، بعد المرحلة الثانية كما وعد سيموتريتش، يعني ذلك أن قطباً آخر من المتطرفين سيخرج من الحكومة، وبالتالي انهيارها. هل هذا ما يريده ترامب؟ الغاضب من نتنياهو، ربما يكون ذلك صحيحا، وبالتالي تهيئة الظروف لعقد انتخابات اسرائيلية مبكره، لا يريدها نتنياهو ويعلم ان الناخبين سيطيحون به وبالمتطرفين أيضاً ،خاصة بعد أن أيقظ قول ترامب ، أنه يريد أن يتذكّره الناس كرجل سلام ، شهوة المتفائلين في الشرق الأوسط ، هذا وحده أحبط موقف اليمين الاسرائيلي، خاصة عندما وعد ترامب بشرق اوسط جديد، بعد انضمام السعودية للتطبيع مع إسرائيل.

أكثر ما يقلق قادة إسرائيل اليوم من ترامب خاصة نتنياهو ،هو قناعتهم بأنهم باتوا يتعاملون مع رجل متقلّب المزاج ، نرجسي الطبع كما بدا في خطابه، مما خلط عليهم منسوب الأمل والخوف من المجهول، خاصة بعد تركيزه على ان امريكا هي الأمل الأكبر للبشرية، الامر الذي عنى لديهم، ان بقية العالم ومن ضمنهم إسرائيل، يقع كصنف آخر في باب المطلق غير الواضح، وهو ما زلزل اليقين لديهم، رغم ما تحضى به إسرائيل من أهمية لدى الولايات المتحدة.

إغلاق مساحات الحروب كما قال ترامب، يعني بالنسبة لنتنياهو أن ذهاب حماس أو بقاءها في غزة، لن يمنع بقاء فلسطينيين وإسرائيليين يعيشون بين النهر والبحر، وبالتالي عدم التوصل إلى حل ينهي النزاع في المنطقة ، وهو أمر لا يرضي ترامب بتاتا، ويعني أن جولة جديدة من الحرب قادمة، وهو ما لا يريده ترامب، أو يحب أن يراه خلال السنوات الأربعة المقبلة.


إلزام ترامب لنتنياهو بالتقدم للمرحلة الثانية من الاتفاق ، يعني انفراط عقد حكومته، خاصة بعد أن يكشف الخارجين من انفاق حماس، الظروف الصعبة التي عاشوا بها في الأسر، هذه وحدها ستكون قصة إسرائيل السياسية، بل قصة نتنياهو الشخصية، عندما سيقنع حديثهم عن المعاناة في الأسر ، جميع الاسرائيليين بالحاجة لإنقاذ ما تبقى منهم، بعد أن تبين لهم، أن رئيس وزرائهم كان حريصا طوال الفترة الماضية، على تماسك حكومته، أكثر من خوفه على حياة المخطوفين.

لن يدفع ترامب تكاليف أي حرب اخرى، كما فعل بايدن، هذا ما استخلصه نتنياهو بعد خطاب ترامب، وهذا هو اكثر ما يقلقه، بعد أن شعر بأن حلقة مقربة من ترامب ، بدأت تجري مباحثات مع شخصيات اسرائيلية خلف الكواليس، لبحث ملامح المرحلة القادمة لفرض السلام، وان ترامب لن يسمح لنتنياهو، افساد صفقة وقف إطلاق النار ، ولا افساد اعادة إنتاج حالة التطبيع مع محيط إسرائيل العربي، بتشدده المعروف متوّجة هذه المرة مع السعودية ووفق شروطها، ولو أدى هذا الأمر الإطاحة بنتنياهو، عبر التنسيق مع قوى إسرائيليه أخرى، بدأت تدرك أن الوصول لحل مع الفلسطينيين بعد حرب غزة المكلفة، هو الذي سينهي الصراع، وليس الحرب ولا قوة الجيش ، وهو الأمر الذي ينسجم تماما مع ما قاله ترامب في
حفل التنصيب.





التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012