أضف إلى المفضلة
الإثنين , 27 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 27 كانون الثاني/يناير 2025


ماذا ينتظر «الأونروا» في 2025؟

بقلم : عوني الداوود
25-01-2025 08:01 PM

رغم بارقة الأمل المتحققة حاليًا في غزة جراء وقف إطلاق النار، إلا أن أهل غزة يواجهون اليوم تحدي إيصال المساعدات بصورة سليمة ومنهجية قادرة على إعادة نبض الحياة وإعمار المدينة التي شهدت حرب إبادة لأكثر من 15 شهرًا.
الأقدر على تقديم المساعدات ورعاية شؤون اللاجئين داخل غزة هي «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/ الأونروا»، لكن هذه الوكالة تواجه اليوم معوقات تحول دون تمكينها من القيام بدورها الإنساني على أكمل وجه. وقد أصدرت وكالة «الأونروا» تقارير أولية - يوم أمس - حول الوضع العام في غزة، ملخصها:
أ)- 1.9 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة بسبب الحرب، وهم يعيشون بلا مأوى.
ب)- معظم المنازل إما دُمِّرت بالكامل، أو أصبحت غير صالحة للسكن.
ج)- إعادة بناء البنية التحتية والعودة للحياة الطبيعية ومعالجة الصدمة في القطاع ستستغرق سنوات.
د)- 660 ألف طفل في غزة لا يزالون خارج المدارس، و88 % من المدارس في القطاع مدمرة.
هـ)- أكثر من 14 ألفًا و500 طفل قُتلوا خلال الحرب على غزة.
«الوكالة» اليوم لا تزال موجودة بصورة أو بأخرى داخل قطاع غزة، وتؤدي دورها رغم التحديات التي مرت بها وما زالت تمر بها، ومنها:
1 - القانون الذي اعتمده الكنيست الإسرائيلي والمتعلق بوقف عمل الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
2 - عودة الرئيس ترامب للحكم من جديد وتوقعات بوقف دعم هذه الوكالة، مكررًا ما فعله في دورة رئاسته الأولى، وتحديدًا مطلع 2018، حين خفضت إدارة ترامب تمويل الأونروا.
3 - الولايات المتحدة الأمريكية كانت هي الممول الأضخم من بين 100 جهة مانحة لـ»الأونروا». ففي عام 2016، وصل الدعم لنحو 369 مليون دولار من إجمالي ميزانية 1.25 مليار دولار.
4 - جاء ترامب فخفض التمويل ليصل إلى 60 مليون دولار.
5 - في 31 آب 2018 قررت إدارة ترامب وقف التمويل نهائيًا، مسحوبًا بقرار آخر بحجب 200 مليون دولار من المساعدات الإغاثية والطبية والتنموية، كان من المقرر أن تُصرف في الضفة الغربية وقطاع غزة.
6 - رغم قرارات ترامب، صمدت «الأونروا» حتى عام 2021، حيث استأنفت إدارة الرئيس جو بايدن تمويل الوكالة وأفرجت عن 150 مليون دولار.
7 - في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، اتهمت إسرائيل موظفي الوكالة بالعمل والتواطؤ مع حركة حماس في هجومها، وأعلنت إسرائيل في تشرين الثاني 2024 أنها في حِلٍّ من التزامها باتفاقية التعاون التي وقعتها عام 1967، والتي تشكل الإطار القانوني لأساس عمل الوكالة وعلاقاتها مع الكيان المحتل.
8 - الاتهامات الإسرائيلية في أعقاب 7 أكتوبر تسببت بإعاقة عمل الأونروا، حيث قطعت 16 من الدول المانحة مساعدات بقيمة 440 مليون دولار.
9 - في آذار 2024، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صادق على قرار بوقف تمويل وكالة «الأونروا» لمدة عامٍ واحد، وبدلًا من ذلك خصص 175 مليون دولار للجهود الإنسانية في غزة والضفة الغربية.
10 - مؤخرًا، ووفقًا لآخر تصريحات لـ»فيليب لازاريني»، رئيس الأونروا، فإن الوكالة «تعيش أحلك ساعاتها»، خصوصًا مع ما يمكن أن يفعله دونالد ترامب في ولايته الثانية بالأونروا.
ما تسعى إليه الولايات المتحدة وستقدم عليه بكل صلافة في عهد الرئيس ترامب - وستلحق بها كثير من الدول كما فعلت السويد مؤخرًا - أنها ستتنصل من دعم الوكالة، وتزيد بدلًا من ذلك مساعداتها لقطاع غزة عبر وكالات إغاثية أخرى. الأمر الذي يؤكد تمامًا أن استهداف «الأونروا» سياسي بالدرجة الأولى، لطيّ ملف اللاجئين نهائيًا، وهو ما يمهد لأبعد من ذلك من مخططات وأطماع إسرائيلية تتعلق بالتوطين، والتهجير، ويهودية الدولة، وطيّ ملفات عديدة في مقدمتها: «اللاجئون وحل الدولتين» وغير ذلك. وصارت «الحجة البديلة» لكثير من الدول المنسحبة من الدعم أنها ستزيد مساعداتها لغزة والضفة وحيث يتواجد اللاجئون الفلسطينيون، ولكن ليس عن طريق «الأونروا»!
*باختصار:
a)- المرحلة المقبلة ستكون صعبة وحاسمة في تاريخ هذه الوكالة التي لا يمكن استبدالها بأي وكالات أخرى لتاريخها الطويل بتقديم المساعدات لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في 5 مناطق في الإقليم (الضفة وغزة والأردن وسوريا ولبنان). والمخططات الإسرائيلية تهدف لإلغاء الوكالة «وشطب» ملف اللاجئين حيثما وأينما كانوا. فلا عودة للاجئين ولا تعويضات.. ولا بأس بمزيد من المساعدات بدلًا من ذلك.
b)- «الأونروا» ليست مجرد «وكالة غوث للاجئين»، بل هي رمز للعودة ورمز لبلد محتل، ودعم وجودها وبقائها - بهذه الرمزية - يحول دون تحقيق المخططات الإسرائيلية الرامية - ليس فقط لتوطين اللاجئين حيثما وجدوا - بل وتهجير الفلسطينيين من بلدهم. الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012