أضف إلى المفضلة
الجمعة , 31 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 31 كانون الثاني/يناير 2025


طوفان بشري للعودة

بقلم : محمود الخطاطبة
30-01-2025 08:27 AM

نستطيع القول إن حركة المُقاومة الإسلامية (حماس)، وبمُشاركة فصائل فلسطينية أُخرى، التي نفذت في السابع من شهر تشرين الأول (اكتوبر) 2023، عملية 'طوفان الأقصى' ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، قد وجهت ضربة موجعة وفي الصميم لهذا الكيان 'المسخ'، مُلحقة به إهانة.

لكن، أكاد أُجزم بأن الغزيين شكلوا 'طوفانًا بشريًا'، وهم يعودون إلى منازلهم، التي هُجروا منها، حاملين أمتعتهم على أكتافهم، مُتحملين أجواء الطقس البارد، في صورة قديمة جديدة، تؤكد تمسك صاحب الوطن بأرضه وبيته.. وما تلك الصورة التي رسمها الغزيون، خلال الأيام الماضية، إلا تأكيد على الصمود والثبات ورفض التهجير، وأفضل رد على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فيما يخص تهجير أهل قطاع غزة.

عندما يرفض الغزيون البقاء في مناطق جنوب غزة، ويُصرون على العودة إلى ديارهم وأراضيهم في شمال القطاع، فهذا يُعد بداية وضع اللبنة الأولى في عملية بناء، تهدف إلى إحباط مُخطط الشيطان ترامب بشأن عمليات 'التهجير' التي باتت مُنظمة ومُمنهجة، وبدأت منذ فترة ليست وجيزة.

فالغزي الذي يتشبث بالبقاء في بيته حتى لو كان مُدمرًا، ويرفض مُغادرته، على الرغم من أن البُنى التحتية مُدمرة، لن يرضى بأي حلول تأتي من هُنا أو هُناك، فالذي لم يُخيفه الموت إثر قصف ومجازر الاحتلال، لن يقبل بدارهم معدودة أو سكن في منطقة هادئة، خارج دياره، ولسان حاله يؤكد ضرورة إيجاد حل عادل لقضيته، وقبل ذلك إعمار ما دمرته الصهيونية الهمجية، التي أتت على كُل ما هو موجود على وجه الأرض.
إلا أنه يتبقى نقطة في غاية الأهمية، يجب التنبه لها بكُل الحواس، تتمثل أو تتمحور أولًا حول مدى قوة وبأس ورباطة جأش الغزيين، فذلك يُمثل التحدي الأهم بالنسبة لقدرتهم على البقاء، في بقعة باتت لا تصلح للعيش جراء ما حل بها من دمار.. والخوف من أن يغمز البعض من قناة 'الوضع الإنساني، والخوف على الغزيين'، كونهم يعيشون أوضاعًا مأساوية، يُرافقها صعوبة في وصول المُساعدات الإنسانية، أو بمعنى أصح 'التلكؤ' بإدخالها إلى داخل القطاع.
ذلك يقودنا إلى سؤال حول 'كيفية' مُساعدة الغزيين، من أجل دعم صمودهم، والبقاء في أرضهم؟، الأمر الذي يوجب دعمهم وبشكل لا محدود، وذلك يقع على عاتق الدول العربية والإسلامية، المُطالبة الآن بموقف جريء وواضح لا مواربة فيه، مُتضمن رفض مُطلق لما يُلوح به ترامب، خصوصًا أنه يأتي في أعقاب عودة الغزيين لشمال القطاع، ما يدفع هذه الدول لأن تكون صلبة وحجتها قوية.

كما يجب عدم التقليل من أهمية مُساندة دول المُجتمع الدولي، التي تؤمن بالحرية والعدالة، وبحق الإنسان في العيش بوطنه.. فلهذه الدول مكانتها واحترامها، على الأقل، إنسانيًا وأخلاقيًا.. فالخطر الأكبر أن تلجأ الإدارة الأميركية الجديدة إلى ضغط وتهديد، يُرافقها عقوبات اقتصادية.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012