أضف إلى المفضلة
الخميس , 06 شباط/فبراير 2025
شريط الاخبار
جرش .. إزالة انجرافات اتربة على طريق عمان الأرصاد: استمرار تأثير الكتلة الهوائية الباردة وتحذيرات من السيول والرياح الشديدة دوائر ومؤسسات تعلن جاهزيتها للتعامل مع الظروف الجوية تعليق الدوام في مدارس محافظات وألوية - أسماء رفع جاهزية الطاقة الكهربائية والنفطية للتعامل مع الظروف الجوية البيت الأبيض: نتوقع من الأردن ومصر قبول الفلسطينيين مؤقتًا حتى إعادة بناء وطنهم بلدية جرش تتعامل مع 12 شكوى منذ بداية المنخفض بلدية إربد تنفي مداهمة مياه الامطار لمحال تجارية الأمن العام يعلن تأجيل أقساط السلف لشهري شباط وآذار تأجيل أقساط السلف من صندوقي التعاون والادخار لشهري شباط وآذار الملك يؤكد لـ غوتيريش ضرورة دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة إرادة ملكية بتعيين مجلس أمناء مؤسسة تطوير الأراضي المجاورة لموقع المغطس - اسماء الملك يلتقي رؤساء اللجان الدائمة في مجلس الأعيان الملك ورئيس الإمارات: ضرورة مواصلة التنسيق للتعامل مع التطورات الخطيرة الامن: القبض على شخص ظهر في فيديوهات وهو يعتدي على مواطن
بحث
الخميس , 06 شباط/فبراير 2025


وعد ترامب !

بقلم : سهم العبادي
06-02-2025 07:03 AM

فلسطين ليست مشروعًا سياسيًا مؤقتًا، ولا قطعة أرض تنتظر توقيعًا للبيع، بل هي روح الأمة، وهي الحكاية التي لم تتوقف منذ آلاف السنين، رغم كل محاولات الطمس والتهجير والتزييف.
واليوم، يعود ترامب ليكتب فصلاً جديدًا متوهّمًا أنه قادر على هندسة التغيير بالقوة والمال.
ما لا يدركه ترامب أن الفلسطينيين لا يهاجرون إلا إلى أقصاهم، لا يغادرون إلا إلى أرضهم، لا يحملون جوازات الخروج، بل مفاتيح العودة، وأن كل مؤامرات التاريخ لم تغير خارطة أرواحهم المتجذرة في وطنهم. فكيف يعتقد أن غزة يمكن أن تُفرَّغ من أبنائها، وأن اللاجئ سيصبح لاجئًا مرة أخرى؟ كيف يتخيل أن القدس، التي سالت على بواباتها دماء الشهداء، يمكن أن تُنتزع من قلوب أصحابها كما تُنزع صفحة من كتاب؟
يريد ترامب أن يجعل من غزة ورقة مساومة، يخطط لترحيل أهلها إلى الأردن ومصر، لكنه يجهل أن الأردن ليس محطة لاستقبال التهجير، بل هو امتداد للنضال الفلسطيني، وأن مصر لم تكن يومًا إلا حامية للحق الفلسطيني، تقف بثقلها التاريخي لتؤكد أن القضية ليست ملفًا سياسيًا، بل حقاً مقدساً لا يسقط بالتقادم.
وهنا يبرز الدور الأردني، موقفٌ صلبٌ لم يلن يومًا، وقيادة هاشمية لم تساوم، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي كان وما زال الصوت العربي الأوضح في مواجهة المخططات التي تستهدف فلسطين. منذ توليه العرش، كان الأردن خط الدفاع الأول عن القدس، عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولم يتغير موقفه رغم الضغوط، ولم تهتز بوصلته أمام المغريات أو التهديدات.
لم يكن موقف الأردن يومًا موقفًا سياسيًا عابرًا، بل كان التزامًا ثابتًا، راسخًا في تاريخه، وفي ضمير شعبه، فحينما يتحدث الملك، فهو لا يتحدث بصفته قائداً لدولة، بل بصفته وصيًا على القدس، وحاملاً لإرث الثورة العربية الكبرى التي قامت على رفض الظلم والاستعمار. لهذا، فإن حديثه في المحافل الدولية ليس مجرد كلمات، بل رسائل واضحة بأن الأردن لن يكون طرفًا في أي مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأنه سيبقى داعمًا لصمود الفلسطينيين في أرضهم.
إذن القدس ليست مفاوضات، ولا حلًا مؤقتًا، بل هي جوهر الصراع، وهي التي قاومت الغزاة منذ أقدم العصور، وبقيت لأهلها رغم القهر والمجازر. كل من مرّوا بها حاولوا أن يغيّروها، لكنهم غادروا، وبقيت القدس عربية، شامخة، تروي قصص صمودها في كل حجر من حجارتها.
فالفلسطيني لا ينسى، لا يُهَجَّر، لا ينكسر. أرضه ليست حقيبة يحملها ويرحل، بل هي سجادة صلاته، وهواء حياته، ودمه الذي يسري في حجارتها. حاولوا اقتلاعه من دير ياسين، ومن اللد، ومن حيفا، ومن يافا، لكنه عاد، حملته الريح إلى وطنه، كما يعود الطير إلى عشه. واليوم، مهما كانت المؤامرات كبيرة، ومهما كان الدعم للاحتلال بلا حدود، فإن هذه الأرض تعرف أهلها، وتعرف من يستحق أن يبقى عليها واسألوا جنين والخليل وحيفا.
الاحتلال إلى زوال مهما طال عمره، وفلسطين ستبقى كما كانت، قضية الأمة، وعنوان العزة، والحق الذي لا يموت. وستظل فلسطين كما كانت وستبقى، دولة عربية، وعاصمتها القدس، كل القدس. وسيبقى الأردن بقيادته الهاشمية السند الأقوى لفلسطين، حاملًا راية الدفاع عن الحقوق، ومؤكدًا أن الحق العربي لن يُمحى مهما تعاظمت المؤامرات.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012