أضف إلى المفضلة
الجمعة , 21 شباط/فبراير 2025
شريط الاخبار
الخصاونة يرعى احتفالات جامعة جدارا بعيد ميلاد جلالة الملك ويوم الوفاء والبيعة - صور الملك يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة السعودية ترامب: فوجئت بعدم ترحيب الأردن بخطة غزة .. و سنمتلك غزة نتنياهو في طولكرم: سنشن عمليات عسكرية إضافية في الضفة الملك في لقاء أخوي مع قادة دول التعاون الخليجي والرئيس المصري ضبط 10 أشخاص من جنسية عربية بعد مشاجرة جماعية في صويلح مكتب إعلام الأسرى يعلن أعداد الأسرى الذي سيتم الإفراج عنهم السبت قرعة دور الـ16.. الريال يصطدم بأتلتيكو وليفربول يواجه سان جيرمان القسام تكشف عن أسماء 6 أسرى إسرائيليين تعتزم الإفراج عنهم غدا حماس ترد: أشلاء شيري بيباس اختلطت بأخرى وسط الأنقاض بعد غارة اسرائيلية الدفاع المدني: 1328 حالة إسعافية خلال 24 ساعة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى السعودية الأرصاد تحدد ذروة منخفض الجلمود الحمل الكهربائي الأقصى يسجل 3830 ميجا واط الخميس المياه: 25% نسبة أمطار الموسم الحالي من المعدل و24% تخزين السدود
بحث
الجمعة , 21 شباط/فبراير 2025


رويترز و'العاجل المضلِّل'.. تساؤلات عن توقيت الاعتراف بالخطأ

بقلم : د . خالد الشقران
18-02-2025 07:17 AM

أقرّت وكالة رويترز للأنباء، يوم امس الاثنين 17 شباط، بسحب خبر نَشَرَتْهُ على عُجالة يوم 11 من الشهر ذاته، تضمّن تصريحاٍ مبتوراً نسبته إلى جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
الاعتراف جاء بعد 6 أيام من نشر التقرير المُضلل، ما أثار تساؤلاتٍ حول أسباب التأخر في التصحيح، وإمكانية أن يكون الخطأ مُتعمَّداً في سياقٍ سياسيٍ حساس.
بين السحب والتأخير المُحيّر أوضحت «رويترز» في ملاحظةٍ للمشتركين فقط وليس على موقعها العام أن «العاجل» نُشر دون إدراج تعليقٍ تمهيديٍ للملك حول «مقترح عربي» لإدارة أزمة غزة، مما شوّه سياق كلامه، لكن اللافت هو الفارق الزمني بين تاريخ النشر (11 شباط) وتاريخ الاعتراف بالخطأ (17 شباط)، وهو ما دفع مراقبين إلى التشكيك في دوافع التأخير، فهل ذلك يعكس تعقيداتٍ في التحقق الداخلي؟ أم أن الضغط العام بعد تداول التصريحات المبتورة دفع الوكالة للتراجع؟ بل طرح البعض تساؤلاً أكثر إثارة: هل كان التضليل مقصوداً؟ خاصةً في ضوء حساسية الموقف الأردني المُعتدل في ملف فلسطين، والذي قد تتعارض تغطيته مع أجندات أطرافٍ إقليمية أو دولية.
التضليل المُتعمَّد هو السيناريو الأكثر إثارةً للجدل، فقد تستخدم الوكالات الدولية - عن قصد أو غير قصد - كأدواتٍ لتشويه صورة لاعبين إقليميين عبر «أخطاء» مُنمَّقة.
وما يزيد من غموض الوضع أن رويترز لم تُقدّم تفسيراً واضحاً لسبب التأخير، واكتفت بالإشارة إلى أن الخبر العاجل «لم يَستوفِ معايير التحرير»، وهو تعليلٌ عامٌ لا يُجيب على التساؤلات المشروعة حول الفارق الزمني.
اما عن تأثيرات الخطأ والاجابة عن السؤال المتعلق بمَن المستفيد من ذلك.. يذهب كثير من المحللين السياسيين الى ان الأخطاء الإعلامية - خاصةً في الشأن السياسي بشكل عام - نادراً ما تكون «بريئة»، فما بالك اذ كان الامر يرتبط في سياق الأزمة الفلسطينية، حيث تتعرض تصريحات القادة العرب حول غزة للتشويه لخدمة سردياتٍ مُعينة. وهنا من المشروع طرح التساؤل التالي: هل كان الهدف من التقرير المضلل:
- تشويه صورة الأردن كطرفٍ محايد في الوساطات الإقليمية؟
- إرباك الرأي العام العربي حول المبادرة المصرية-العربية؟
- تعزيز رواياتٍ تهدف إلى تصوير الحلول العربية على أنها «غير جادة»؟
لا تُجيب رويترز على هذه الاحتمالات، لكن الوقائع تُشير إلى أن التضليل الإعلامي - مقصوداً أو غير مقصود - يصبُّ في النهاية ضد جهود الحلول المُتوازنة، ويفتح الباب أمام تعقيد المشهد السياسي وزيادة مظاهر التأزيم وعدم الاستقرار في المنطقة.
خلال لقائه مع ترامب، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأولوية ستكون دائماً «لوضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار»، مشيراً إلى مبادرة عربية - تقودها مصر بدعمٍ من دولٍ أخرى - لمعالجة الأزمة في غزة عبر خطةٍ ثلاثية: تثبيت وقف إطلاق النار، تكثيف المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار دون تهجير الغزيين. كما أعلن عن استعداد الأردن عن استقبال ألفَي طفلٍ من غزة يعانون أمراضاً مستعصية لتلقي العلاج، في خطوةٍ تنسجم مع دور المملكة التاريخي كحاضنةٍ لقضايا المنطقة الإنسانية.
في الدروس المستفادة يمكن القول ان هذه الحادثة تطرح إشكاليةً أكبر تتعلق بدور الإعلام العربي في الدفاع عن السرديات العربية بشكل عام وكل موقف سياسي يتعلق بدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة سرديات الاحتلال والتضليل الاعلامي الذي يمارسه على مستوى واسع، وكذلك الدفاع عن الحقوق التاريخية لهذا الشعب في البقاء على ارضه واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، فكيف اذا كان الامر يتعلق بموقف الملك الواضح والداعم بقوة منذ خمسة وعشرين عاما لحقوق الشعب الفلسطيني.
وعليه، لو كانت هناك منصات إخبارية عربية ذات مصداقية دولية، لَكانت صحّحت الرواية فوراً، ولَما احتاج الأمر 6 أيام لاستعادة الحقائق وتصحيح الخطأ، فوجود وكالات انباء ومحطات عربية فاعلة تلتزم بمعايير المصداقية والموضوعية والنزاهة ينبغي ان تشكل درعا حصينا في مواجهة ودحض الرواية الغربية فورا عندما تمارس وكالات الانباء الغربية عن قصد او غير قصد اي خطأ قد يؤثر بشكل سلبي على الرواية او الرؤية العربية خاصة اذا كانت المسألة المثارة تتعلق بالقضايا العربية العادلة.
من جانب اخر تُذكّر هذه الحادثة بضرورة وجود عمل جمعي عربي لـ:
- مطالبة الوكالات العالمية بالكشف عن آلياتها الداخلية في التعامل مع الأخطاء.
- تفعيل آليات رقابية عربية لمتابعة التغطيات الإعلامية الدولية للقضايا المُتعلقة بالمنطقة.
- بناء تحالفات إعلامية عربية لتعزيز الرواية العربية الصادقة التي تستهدف الدفاع عن قضايا الامة العربية.
خلاصة القول؛ ان سحب رويترز للخبر خطوةٌ إيجابية، لكنها لا تُلغي الجرح الذي سببه التضليل. ففي زمن تتحوّل فيه الأنباء إلى «سلاح»، تُصبح الأخطاء الإعلامية - لا سيما المُتعلقة بملفاتٍ ساخنة - جرائم تُهدد الاستقرار. السؤال الأكبر: هل ستتخذ الأطراف العربية إجراءاتٍ عملية لمواجهة هذه «الأخطاء» المُتكررة، أم ستظلّ رهينةً لتصحيح الآخرين لـ«أكاذيبهم»؟

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012