أضف إلى المفضلة
الجمعة , 21 شباط/فبراير 2025
الجمعة , 21 شباط/فبراير 2025


هل أضاع ترامب هيبته وهيبة أميركا بكثرة التهديد؟!

بقلم : د. محمد المقاطع
19-02-2025 12:55 PM

لم يمر على العالم رئيس لأي دولة كبرى يثير الجدل، وينشر الذعر، ويمارس التهديد، ويزيد القلق، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب! فهو أعلن رغبته بضم غرينلاند! وطالب بأن تكون كندا الولاية الـ 51 الأميركية! وقرر رفع ضريبة الجمارك في مواجهة الصين وكوريا الشمالية، وهي دول ليست حليفة لأميركا. وقرر رفع ضريبة الجمارك في مواجهة اليابان وكندا والهند، وهي دول حليفة! وهدَّد أوروبا برفع ضريبة الجمارك في مواجهتها! بل هدَّدها بالتخلي عنها، إن لم ترفع مساهمتها في حلف الناتو بنسبة 5 في المئة. وقال إن أوروبا لن يكون لها مقعد في مفاوضات وقف الحرب في أوكرانيا! وطالب أوكرانيا بأن تمنح أميركا معادن نادرة بقيمة 500 مليار دولار! ودفعها ديوناً بقيمة 350 ملياراً قيمة أسلحة أرسلت لها من أميركا! وهدَّد بإذاقة غزة الجحيم، وأنه سيشتري غزة، وسيستولي على غزة، ويتملَّكها، ويطوِّرها عقارياً، لتصبح ريفييرا الشرق الأوسط! بحُكم السُّلطة الأميركية، وأنه سيهجِّر أهل غزة لمصر والأردن، وعليهما قبول ذلك! وهدَّد بوقف المساعدات عن مصر والأردن! وقد تناقل العالم وقنواته الإعلامية والإخبارية كل تلك الأخبار. وفي أذهان الجميع تساؤلات واستغراب ودهشة! كيف تصدر هذه التصريحات غير المنطقية، والتي ستؤدي إلى عدم استقرار العالم، واضطراب أحواله من رئيس أميركا، التي تدَّعي حرصها على السلام العالمي، والدفاع عن استقلال الشعوب، واحترام سيادة الدول، وتتباهى بأنها دولة حماية حقوق الإنسان. ولعله من الأهمية بمكان أن نقف أمام تساؤلات الجميع واستغرابهم ودهشتهم من هذه التهديدات والتصريحات غير المنطقية والبعيدة عن العقلانية والحكمة. لقد انتفضت أوروبا عن بكرة أبيها، وتداعت لاجتماع في قمة باريس لثماني دول أساسية (فرنسا ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، والدنمارك، وبولندا، وبلجيكا) يوم 17 فبراير 2025 لبحث تداعيات تصريحات ترامب عليها بشأن احتمالات تقليل الدور الأميركي في حلف الناتو، وتخفيض قواتها الموجودة بأوروبا (100,000)، وتخفيض إنفاقاتها، فضلاً عن مساعي ترامب لعقد اتفاق وقف الحرب في أوكرانيا مع روسيا دون مشاركة أوروبا وأوكرانيا، وهو ما وصفه مراقبون بزلزال أمني لأوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية! مما أثار غضب وسخط العواصم الأوروبية وقادتها، وبدأوا يتحدثون عن الحفاظ على أمنهم بشكل منفرد، وهو ما انعكس بانتقادات لاذعة على لسان المستشار الألماني ورئيس فرنسا ورئيس وزراء بريطانيا. ولا تزال التصريحات التصعيدية من دول أخرى حليفة أو مناوئة لأميركا تتوالى وتتعالى في مواجهة تصريحات ترامب من الصين واليابان وكوريا الشمالية وكندا والمكسيك والدنمارك، ودول أخرى. أما على المستويين العربي والإسلامي، فقد تداعت خمس دول عربية (السعودية، ومصر، والأردن، والإمارات، وقطر) لعقد قمة تشاورية في الرياض تسبق القمة العربية التي ستُعقد يوم 27 فبراير لبحث تداعيات تصريحات ترامب بشأن غزة وفلسطين، وعلى الأمن القومي العربي برمته. وقد تحرَّكت كل من تركيا وباكستان وماليزيا أيضاً بمواجهة تصريحات ترامب، ووجهت لها انتقادات متباينة! ويبقى السؤال: هل أضاع وسيضيِّع ترامب هيبته وهيبة أميركا، بسبب مثل هذه التصريحات والتهديدات المفاجئة والاستفزازية؟!

'الجريدة الكويتية'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012