أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 25 شباط/فبراير 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 25 شباط/فبراير 2025


فيصل الشبول يكتب : ما قبل قمة القاهرة

بقلم : فيصل الشبول
25-02-2025 12:08 PM

هل يشكل لقاء القادة 'الاخوي وغير الرسمي ' في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي منعطفاً نحو نظام عربي جديد ؟

حسناً فعل القادة الثمانية ( دول مجلس التعاون الست والاردن ومصر )

بان حصيلة اللقاء لم تكن سوى صورة جماعية وبملابس غير رسمية كتلك التي

يرتديها القادة في المناسبات الرسمية ، والقمم العربية .

لم تنشغل وسائل الاعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي بالتحليل والتفسير والتعليق وحشو الكلام ... لم يخرج بيان يخضع للتشريح .

ليس من بديل حتى اللحظة ، ولا يبدو ان ثمة بديلاً في الافق لجامعة الدول العربية . رغم ان اصلاحها بات صعبا ً.

منذ الهزة الكبرى ، والشرخ العميق الذي اصابها عام 1990 ، باستثناء بعض مجالات التعاون الفنية ، لم يعد المواطن العربي يتوقع عملاً عربياً مشتركاً حتى من القمم العربية العادية والطارئة .

صحيح ان ثقة الشعوب تراجعت الى ادنى مستوياتها في معظم الهيئات الدولية والاقليمية ، وعلى رأسها الامم المتحدة ، لكن الشعب العربي هو اكثر من خذلته جامعة دوله ، لأنه يعيش في منطقة لا تستريح من العدوان والاطماع والتدخلات ، والقتل والتهجير والدمار .

يعتقد كبير متطرفي الصهيونية بنيامين نتنياهو انه كسب حربا ًالى الابد ، وان دوام الاحتلال والقوة المفرطة والتفوق العسكري ستؤمن الاستقرار لاجيال . يزرع بذور الشر ويريد للاجيال الآتية ان تحصد السلام .

لايريد نتنياهو وجود اي فلسطيني في فلسطين . بالأمس تجاوز هذا الحلم وتعهد بحماية الاشقاء الدروز في جبل العرب ، واشترط ابقاء الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح .

نلوم نتينياهو ، ام نلوم من اعطاه كل الذرائع ليشكل الشرق الاوسط الجديد على خرائطه بدعم اميركي غير محدود فاق كل اليات وحدود الدعم منذ قيام دولة الاحتلال ؟

ام نلوم النفاق الاوروبي الذي دعم تدمير غزة بلا حدود . اوروبا تصحو اليوم على مخاوف جديدة لم تجربها

منذ الحرب العالمية الثانية ... تذهب يميناً هي الاخرى.

نعود الى ' لقاء القادة الاخوة ' في الرياض.

بعد اسبوع ستعقد القمة العربية في القاهرة.الاحوال العربية لا تسر صديقا ً.

ليس نتنياهو وحده من تسره هذه الاحوال . دول الاقليم كذلك طامحة بدوام تدخلاتها وهيمنتها ، وقوى عالمية ، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ترغب في دوام الحال العربي.

ماذا ستقول الدول العربية الجريحة المنكوية : سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا وغيرها ؟

ماذا سيقول الفلسطينيون ، وماذا لدى العرب؟

الاردن ومصر في قلب معركة التهجير وقتل القضية الفلسطينية ، لكن الاشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ليسوا بمنأى عن الآثار الكارثية ، ليس لافكار التهجير فحسب، بل لخطط فرض حلول بالاكراه تكون للولايات المتحدة واسرائيل وحدهما الكلمة الأولى والاخيرة فيها.

ليس في الصين ، ولا روسيا او اوروبا ، فرصة لتحالفات جديدة ، وليس في مصلحة الجوار ان يرى تضامناً عربيا ً حقيقيا ً ، على فرض وجود فرصة لمثل هذا التضامن .

رغم كل ذلك ، وكحد ادنى لموقف عربي ، فان قراراً عربيا ً حازما ً ضد تهجير الفلسطينيين ، ودعم اقامة الدولة الفلسطينية ، وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية ، وكذلك دعم الاردن ومصر وسوريا ولبنان في مواجهة الاطماع الاسرائيلية ، من شأنه ان يحيي الامل بتضامن عربي حقيقي جديد .

تنتظر الادارة الاميركية خطة عربية بديلة في غزة ، وكأن الخطة الاصلية هي التهجير .

المطلوب من قمة القاهرة ليس خطة بديلة ، بل خطة اصيلة لاسترجاع القضية الفلسطينية عربيا ً ورفض اي توصيف لصراع فلسطيني اسرائيلي فحسب .

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012