أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


التعامي عن تسونامي الفقر

بقلم : ماهر ابو طير
24-07-2012 01:03 AM
ملف الفقر في البلد، بات ملفاً كبيراً جدا، واسلوب المعالجة لم يعد مفيدا، لان الحكومات المتتالية، تتعامل مع ملف الفقر، على طريقة توزيع المسكنات، لتخدير الالم، دون حل المشكلة جذريا، وهذه مسكنات انتهت صلاحيتها.

ما لا تعرفه الجهات الرسمية ان الفقر بات ممتداً في كل مكان، وامراض الفقر اخطر بكثير من ذات الفقر، والذي يزور بيوت الناس، يكتشف ان المشاكل باتت ُمركبة ومعقدة، فالفقر يأتي بالتفكك الاجتماعي، والامراض والفساد الاخلاقي، الى آخر هذه السلسلة.

لم تعد كافية مساعدة الناس بسقف محدد من المعونة الوطنية، ولم تعد كافية اغاثة الناس عبر «بقج المساعدات» وطرود الخير، والارز والسكر، لان هذا يدمر الروح المعنوية والاجتماعية، ويكسر التقاليد التي كانت تمنع حياء مد اليد الى الغير.

هل جلس مسؤول واحد ليحسب راتب الموظف وليعرف كيف يعيش؟. بالطبع لا. الموظف الذي يعمل بثلاثمائة دينار يدفع منه في المتوسط مائة دينار ايجارا للمنزل، وثلاثين دينارا كهرباء وماء، وثلاثين دينارا اجور مواصلات، ولربما ثلاثين دينارا على الموبايل والسجائر، واربعين دينارا مصروف اولاده في المدارس، وستين دينارا وقوداً للشتاء مثلا وغازاً للمنزل.

قد لا تكون الحسبة دقيقة تماما، لان كل عائلة تتصرف بطريقة تختلف عن الاخرى، وعدد افرادها يختلف عن الاخرى، لكنك اذا دققت فانك تعرف ان اغلب العائلات لا تجد مالا للطعام واللباس والدواء والحياة، فأين هي كرامة الناس اذن؟!.

معنى الكلام ان اغلبية الشعب تنام على الطوى، او على الديون في حالات اخرى، لاننا لا نصدق ان الانسان بامكانه ان يعيش على هذه القروش القليلة، الا اذا كانت الزوجة تعمل، او ان هناك مورداً اخر للرزق من خارج البلد.

كيف يقرأ الخبراء الاجتماعيون ورجال الدين وضع البلد خلال العشر سنين المقبلة؟بالتأكيد ان القراءات ستأتي متشائمة، لان الحكومات باتت تتعامل مع الفقر باعتباره جزءا اصيلا من حياتنا، ولا تتنبه الى ان اعداد المنتسبين لهذا الحزب يزدادون يوما بعد يوم.

البلد يتغير بسرعة، والذين يرصدون المؤشرات يعرفون ان تداعيات الفقر الاجتماعية والاخلاقية باتت واضحة، من الادمان على المخدرات الرخيصة والمشروبات الكحولية وصولا الى تفشي الجريمة والعقوق وكل شيء.

الدولة عليها واجب ان تقف امام هول الفقر والحرمان في القرى والبوادي والمخيمات والمدن، كما ان الميسورين والاثرياء عليهم واجب تنظيم امورهم بطريقة مختلفة لخلع الفقر من بيوت الناس، بدلا من تركه ليتعاظم ومداواته ببضعة دنانير لا تحل المشكلة.

اذا بقي الانهيار الاقتصادي متواليا بهذه الطريقة دون تدخل من الجميع، فسنرى بلدا اخر تماما بعد عشر سنين، بلد تتحطم فيه ثقافة العيب، نحو اباحة كل شيء من جانب الناس من اجل ان يعيش الانسان، وهنا مكمن الخطر.

ليس من خطر، مثل تحطم معايير العيب في نفوسنا، لانه بدونها سنحلل كل محرم، فيما حكوماتنا تعاني من اغماءة متواصلة لا تجعلها تفيق ابدا لمواجهة هذا التسونامي الكبير.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-07-2012 07:19 AM

يا أخ ابو طير :- كلامك في الصميم فأنا موظف قطاع خاص وراتبي قرابة(1000) دينار اردني وعائلتي (5) افراد واقسم لك بأنني استدين 5 الشهر فالسؤال المحير اذا كان راتبي يعد بثلاث اضعاف الموظف الحكومي جاوبني يا ابو طير ؟؟؟ كيف يعيشون ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
24-07-2012 10:18 AM

...

رد من المحرر:
نعتذر

3) تعليق بواسطة :
24-07-2012 10:48 AM

اخي الكاتب , ربما تكون هناك سياسه مبرمجه وذلك لالغاء ثقافة العيب من المجتمع الاردني المحافظ , وهاي هي تؤتي اكلها بعد 10 سنوات وسوف تكتمل بعد 10 سنوات اخرى , وعلى قول المثل , الشالح ما بحب يشوف حدا لابس .

4) تعليق بواسطة :
24-07-2012 03:02 PM

In a society like ours , we have many factors which lead to poverty , in my opinion the multiplication of people.I mentioned it on this web site many times. The government had a shy campaign to have longer years of separation between pregnancies so we can control birth rate and they failed for main reason. Some one out there keep issuing FATAWI which says REZK comes from GOD with children. We still nowadays have couples have 6 and more of children.We have limited resources and is not increasing proportionally to the birth rate . Like your self now you refer the matter to the government.Every one now and those issued and keep telling people REZK comes from the heaven when REZK does not come they all turn to the government. This is not acceptable. Small families and TAX payers we end up financing those policies which Say REZK comes from GOD and actually we end up financing these big families. It is now that our government take firm step and impose fees or TAXES on those families have more than two children.e third or fourth child has to pay for treatment ......... If we impose this rule within the next 10 years as you say we will have minimum impact .The question is there any one may have the courage to propose this law or even write on it.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012