أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


وداع لا يليق

بقلم : فهد الخيطان
24-07-2012 02:33 AM
حظي اللاعبون المشاركون في أولمبياد لندن من مختلف دول العالم بتكريم من أرفع المسؤولين في بلادهم؛ فقد نظمت احتفالات مهيبة لوداعهم قبل التوجه إلى لندن. وشاهدت على قناة الجزيرة لقطات من تلك الاحتفالات في أكثر من عاصمة؛ الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز كان في وداع لاعبي بلاده، يحضنهم، يلتقط معهم الصور التذكارية، ويشحذ هممهم ويرفع من معنوياتهم قبل ولوج ميادين المنافسة. ومثله زعماء كثر يدركون أن الإنجاز في الرياضة، وخاصة في الأولمبياد، يدون في سجل الدولة الحضاري، ويحدد مكانتها بين الأمم.
أول من أمس، غادر سبعة من الشابات والشباب الأردنيين عمان لتمثيل الأردن في أولمبياد لندن، في مشاركة هي التاسعة في تاريخ البطولات الأولمبية. على شح الإمكانات وقلة الدعم للرياضة، تمكن 'السبعة' من نيل شرف المنافسة في رياضة السباحة والتايكواندو. أرفع شخصية كانت في وداعهم السفير البريطاني في عمان بيتر ميلييت، ومن الجانب الأردني أمين عام اللجنة الأولمبية لانا الجغبير!
حفل الوداع كان بسيطا كما وصفته 'الغد'؛ لم يحظ الشبان الطموحون بلفتة من أي مسؤول في الدولة، غادروا بدون أن يسمعوا كلمة طيبة من أحد، سوى الأهل والأصدقاء الذين احتشدوا لتحيتهم ومؤازرتهم.
يأخذ بعض المسؤولين علينا في وسائل الإعلام أننا سوداويون، لا نرى غير النصف الفارغ من الكأس؛ نكتب عن السلبيات ونتجاهل الإنجازات. بدورنا نسأل: أليست المشاركة في الأولمبياد إنجازا بحد ذاته يستحق الاهتمام منكم؟!
المشاركة في الأولمبياد ليست منافسة على الميداليات فحسب؛ إنها احتفالية عالمية بقيم الإنسانية والتعايش والتحضر والإبداع. مناسبة تذكرنا بالفارق الذي يصنعه المتميزون لشعوبهم.
في هذا الميدان، نحن في الأردن والعالم العربي عموما، في ذيل القائمة؛ كما نحن في مؤشرات التنمية، والبحث العلمي، والإبداع الفني، والأدب والموسيقى، والديمقراطية بالطبع.
هذه ليست صدفة أبدا؛ فكما التقدم مشروع شامل، فإن التخلف هو الآخر لا يستثني مجالا، رياضيا كان أو ثقافيا.
بلادنا فقيرة في ميدان المنافسة العالمية؛ كل ما لدينا أجيال من الشبان الطامحين في شتى المجالات، عندما تسنح لهم فرصة يذهلوننا بقدراتهم على التميز والإبداع، لكن المناخ السائد كفيل بإحباط آينشتاين وميسي.
ماذا يضير رئيس الوزراء لو شارك لبضع دقائق في حفل وداع اللاعبين، وجاملهم بعبارات الدعم، وشد على أيديهم قبل السفر؟ لا شك أن ذلك سيترك أثرا طيبا في نفوسهم، ويحفزهم على المنافسة لتشريف بلادهم في البطولة.
المسؤولون أنانيون، لا يتذكرون هؤلاء إلا عندما يظفرون بالألقاب والميداليات، فيتقربون منهم لكسب الشعبية.
نأمل أن لا يفت التجاهل الرسمي من عضد لاعبينا، أو يؤثر على معنوياتهم. عليهم أن يتذكروا وهم في ميادين المنافسة أن المشاركة في الأولمبياد تكفي للشعور بالفخر، حتى لو لم ينالوا الذهب ولا الفضة.


الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-07-2012 03:54 AM

Mr. Fahad, if the prime minister was choses through elections, he would be the first one in the airport to send those athletes to London. Our prime ministers and ministers do not care about these things, they do not care what the media or populists think of them, because they know very well that the only factor affecting their future careers in politics is the Royal Court and those who work in the Royal Court. Khalii 3annak, Kharbaneh min youm youmha

2) تعليق بواسطة :
24-07-2012 11:17 AM

يااستاذناالفاضل طبعك غريب كيف تطرح هكذا موضوع يهم بعض افراد الشعب والتي سيقدمون انفسهم باسم الوطن استاذنا الفاضل لو المسافر مدير احدى الشركات وتحت مسمى شريك استراتيجي او مستثمر من وزن اهل الجوازات لوجدت ما يسمى رئيس الوزراء او وزير التجارة والصناعة او او او يعني كل حسب رصيده بالبنك وكم يقدم بالنتيجة؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012