أضف إلى المفضلة
الخميس , 20 آذار/مارس 2025
شريط الاخبار
عبدالله كنعان يكتب : رسالة الى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال بمناسبة عيد ميلاد سموه هآرتس : إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار ولي العهد يساند النشامى قبل مباراتهم أمام فلسطين الأمانة للمواطنين: تجنبوا ربط المزاريب على مناهل الصرف الصحي الأمن للمواطنين: توخوا الحذر خلال المنخفض الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة حريق داخل الوسط التجاري في جرش ولا إصابات الملك يعود إلى أرض الوطن بعد زيارتي عمل لإيطاليا وفرنسا بـ 8 شاحنات مساعدات طبية وعلاجية .. اكتمال وصول طواقم المستشفى الميداني لنابلس - صور المعايطة: الدوريات الخارجية مصدر للأمن والطمأنينة على الطرق الجيش الإسرائيلي: بدأنا عملية برية محدودة وسط قطاع غزة الجيش يصرف إكراميات ذوي الشهداء النواب" يُقر 13 مادة من معدل قانون الجمارك ضوابط جديدة للدراجات والسيارات العاملة في توصيل الطلبات المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 5 يستقبل 24 جريحا أصيبوا بالقصف الاسرائيلي
بحث
الخميس , 20 آذار/مارس 2025


عبدالله كنعان يكتب : رسالة الى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال بمناسبة عيد ميلاد سموه
سمو الأمير الحسن بن طلال

20-03-2025 02:55 AM
كل الاردن -

يجد المرء نفسه في موقف ليس بالسهل عند محاولته صياغة الكلمات والعبارات لتُعبر عن مشاعره وأفكاره تجاه من يفخر ويعتز بهم ممن عرفهم وعمل بمعيتهم، وتعلم بمدرستهم الفكرية الشمولية الكثير والكثير مما يستحيل أن يفيهم حقهم عليه من الشكر والعرفان، فمن تشرف بالعمل وما زال مع حضرة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حفظه الله، لن تسعفه الكلمات والمعاجم اللغوية على كثرتها وبلاغتها، في صياغة عبارات ومقالات يُحملها مسؤولية ثقيلة في التعبير عما يجول في خاطره من مواقف وذكريات ورسائل محبة واعتزاز بأمير هاشمي هو مدرسة في تعليم المواطنة والتواضع والإخلاص في العمل للوطن والأمة والانسانية.
وذكرى عيد ميلاد سمو الأمير الحسن بن طلال حفظه الله، مناسبة غالية على قلبي وقلب كل أردني وحر في العالم، يؤمن بما ينادي به سموه من قيم التسامح والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية والتشارك والتشبيك بين المؤسسات والمجتمعات البشرية من أجل البناء والتنمية المستدامة، انطلاقاً من فكر سموه القومي العربي والاسلامي المتصل برسالة جده النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة أجداده من بني هاشم بمن فيهم المغفور له الشريف الحسين بن علي رائد النهضة العربية الكبرى، وفكر سموه الانساني الذي يرى أن الانسان وبغض النظر عن عقيدته وموطنه وأفكاره، بأنه انسان قبل كل شيء له الحق في الحياة الكريمة والحقوق والحريات الضامنة له وللأجيال مستقبل مشرق، أمير هاشمي يمضي على نهج الاباء والأجداد من بني هاشم الأخيار في المساهمة بكل ولاء وانتماء في مسيرة النهضة الوطنية والقومية التي يقودها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.
من هنا أحببت أن استذكر في هذا المقال وبشكل مختصر وبمناسبة ذكرى عيد ميلاد سموه بعض محطات العطاء خلال العام الفائت، فمقام الكتابة عن مسيرة الأمير بشكل كامل طوال عقود وببُعديها المحلي والدولي، وبما فيها من زخم معرفي وثراء فكري، تحتاج في حقيقتها لسجلات ومجلدات عديدة، ولكن الوقوف على بعضها من شأنه أن يعطي القارىء فكرة عامة عن طبيعة نهجها وفكرها، ومن المعلوم أن المفكر والمثقف يُعنى بمجتمعه ومحيطه تأثراً وتأثيراً، لذا فإن سمو الأمير الحسن بن طلال حفظه الله، تصدرت اهتماماته ومقالاته ما يجري في غزة هاشم والضفة الغربية من عدوان اسرائيلي وحشي مستمر نتج عنه حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح ونزوح مليوني فلسطيني، بعضهم اضطر للنزوح داخل منطقة منكوبة لأكثر من 25 مرة.
إن ما يجري في غزة من مشاهد مروعة لمجازر وابادة جماعية، يثير في عالمنا كما يقول سمو الأمير الحسن بن طلال: «ثورة الوعي ويستنهض في نفوسنا إرادة العمل والبناء»، ويحدد سموه وبكل موضوعية وبراعة جوهر المشكلة لما يحدث في اقليمنا الذي بات مهدداً في أي لحظة بحرب اقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وهو: «الاحتلال وغياب القيم الانسانية الفاضلة التي تُوجب على العالم كله الانتصار للمظلوم والوقوف معه »، وفي نفس السياق التحليلي لطبيعة الصراع في مشرقنا العربي يقول سموه بأنه:» ليس صراع بين حضارات أو ثقافات، بل صراع حول ماهية الثقافة ومن أبرز محطاته الابادة الجماعية الثقافية»، والمقصود هنا انعدام الإهتمام الانساني بالقواسم المشتركة الباعثة على الوحدة في العمل والمصير وتحقيق الأمن والطمأنينة، بل التمسك من البعض للأسف باساطير وخرافات يؤمن أتباعها بقدسية التدمير والقتل والتهجير، كما هو حال المنظومة الصهيونية في عدوانها على غزة والضفة الغربية وكل فلسطين المحتلة.
ويكرر سمو الأمير الحسن دعوته للسلام العالمي، وينطلق في ذلك من نظرة سموه الانسانية الشاملة المتمسكة بحقوق الأفراد، ويرى سموه أن الشرط الأساسي الكبير كقاعدة للسلام هو العدالة، ولن يتحق السلام الا إذا تحقق وترسخ في مجتمعاتنا معاني الرحمة والوسطية، وهذه الركائز التي أشار اليها سموه لتحقيق السلام والمتمثلة في ثلاثية القيم العُليا (الرحمة والوسطية والعدل)، تحتاج لارادة دولية وميزان سلوكيات ودبلوماسية دولية متوازناً، ينبذ التحيز والكيل بمكيالين، وقد نبه سموه لغياب هذه السياسة الرحيمة واستبدالها للأسف بالسلبية والقصور، مشيراً سموه للواقع المأساوي للطفل في غزة، وهو ما ينطبق تماماً على الشعب الفلسطيني ككل، يقول سموه عن ازدواجية عمل المنظمات الانسانية وتباين مواقفها:» في الوقت الذي تتداعي فيه المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان لتفعيل الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بالطفل وحقوقه...، نجد السلبية والقصور إزاء ما يواجهه الطفل الغزي كل يوم من قتل وظلم، ووجع وقهر، وجوع وحرمان»، خاصة في وقت تتعمد فيه اسرائيل اليوم من التضييق على عمل المنظمات واصدار تشريعات عنصرية لمحاربتها وايقاف عملها، كما جرى ضد منظمة الاونروا، وذلك بحظرها من قبل اسرائيل في القدس، والطلب منها اخلاء جميع مبانيها، في خطوة ممنهجة للقضاء على حقوق اللاجئين بالعودة، مما يعزز القناعة الدولية بأن اسرائيل وحكومتها الاستعمارية اليمينية تتعمد إنهاء حل الدولتين وإمكانية اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967م، وفي هذا صفعة مباشرة للشرعية والارادة الدولية الساعية للسلام والأمن في المنطقة والعالم.
ولأن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية، فإن سمو الامير الحسن بن طلال يحرص دائماً وطوال عقود للتوعية بمركزيتها في إحلال السلام، وقد شغلت هذه القضية مساحة كبيرة من سياسة وفكر ومقالات ومؤلفات سموه، وقد عالج سموه الكثير من الموضوعات المتصلة بها من الناحية السياسية والقانونية والانسانية، ومن ذلك ما جاء في متن ومضامين كتاب سموه (القدس دراسة قانونية)، اضافة الى الكثير من المقالات، وخلال العام الفائت تحديداً أشار سموه الى مخاطر متأصلة ويتم تنفيذها بشكل متسارع ضد مدينة القدس، ومن ذلك المستعمرات (المستوطنات) وهو المصطلح الذي يستخدمه سموه للدلالة على خطورته في مسلسل تهويد وأسرلة المدينة، حيث جاء في مقال سموه بعنوان (الأضحى بين الشعائر والمشاعر)، المنشور في صحيفة القبس:»... لدينا احتلال دام أكثر من 70 سنة لأعز ما نملك وهي مدينة القدس الشريف التي يجري تطويقها بالمستعمرات والكانتونات أو المعازل، واقتلاع أهلها وإحلال المهاجرين اليهود محلهم عبر استخدام قوانين مخصصة لهذه الغاية مثل قانون الغائبين وقانون التنظيم والبناء، مع تزايد عنف المستوطنين...»، فالاستيطان والقوانين العنصرية (الابرتهايد) والمصادرة والتهجير باتت تشكل اليوم جريمة ابادة ضد أهلنا في مدينة القدس، وبما أننا نعيش اليوم نفحات شهر رمضان المبارك نستذكر مقال سموه بعنوان (رمضان ومشروع النهضة حتى لا ننسى أرض الاسراء والمعراج)، الذي أكد فيه سموه أن الحق العربي الفلسطيني في القدس هو حق تاريخي وديني لا يمكن التنازل عنه، مشيراً سموه:» يجعلنا الإسراء من مكة إلى القدس أكثر إدراكًا بأن قضية فلسطين هي قضية بلاد الشام والجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية...، إن حق المسلمين الروحي في القدس...، هو امتداد للحق التاريخي للشعب الفلسطيني في وطنه»، واليوم تشكل الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ممثلة بصاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله الدرع الحامي للقدس والداعم لاهلها، والقاعدة الأساسية المعززة للوجود والهوية العربية والاسلامية في المدينة المقدسة، من هنا جاءت دعوة سمو الأمير الحسن بن طلال إلى ضرورة إحترام القدس بوصفها الملتقى الإنساني المؤثر على الصعيد القيمي والأخلاقي.
ان الفكر الهاشمي المتجذر في عراقته التاريخية ونظرته الانسانية الجامعة للقيم الداعية للسلام والمحبة، تتضح في مختلف الجوانب الفكرية لسمو الامير الحسن بن طلال حفظه الله، هذا الفكر الهاشمي العملي والعالمي الداعي للكثير من المبادرات المعنية بالحوار والتسامح والعيش المشترك واحترام الآخر، باعتبارها وصفة كفيلة بالمساعدة في تحقيق السعادة والتنمية والسلام في منطقتنا واقليمنا الذي يشهد حروب وويلات وتحديات عديدة، ومن ذلك دعوة سموه إلى إنشاء (مؤسسة عالمية للزكاة والتكافل الإنساني) مهمتها تأمين الاحتياجات الانسانية الضرورية، وإنشاء(نظام معلوماتي وطني لبناء إقتصاد معرفي) ليكون بهدف توفير المعلومات الوطنية المعنية بالموارد، لتكون معيناً في صياغة البرامج والخطط التنموية، وإنشاء (بنك إقليمي لبيانات المياه) يساهم في توفير الأمن المائي والغذائي العالمي في عالم بات فيه الماء والغذاء والمناخ تحديات عصرية تتطلب استجابة انسانية موحدة، كما يدعو سموه لجهود تعاونية وتشابك بغية (تعزيز كرامة الإنسان وتمكينه بالاستناد إلى فهرس الحرمان المتعدد) باعتباره أداة علمية ومؤشر تعتمده العديد من الدول لتحديد أوجه العوز والفقر ليسارع لمعالجته.
سيدي حسن حفظكم الله، إن مناسبة ذكرى عيد ميلاد سموكم تتزامن مع نفحات شهر رمضان الفضيل، واستذكر هنا حرص سموكم حفظكم الله على كل ما من شأنه تعزيز قيم البركة والخير في هذا الشهر وفي غيره، بما في ذلك توجيهات سموكم لي وللزملاء في أثناء عملنا في مكتب سموكم آنذاك، بتقديم العون والمساعدة للعديد من الحالات ونصرة كل صاحب حق ومظلوم، والتي يستمع سموكم لإحتياجاتهم عبر المقابلات والجولات الميدانية واللقاءات مع المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني ومطالب بعضهم عن طريق برامج اذاعية وتلفزيونية، وهي سُنّة حميدة ورثتها قيادتنا الهاشمية عن الأباء والأجداد وما تزال نهجهم كابر عن كابر لخدمة أهلنا في الأردن.
سيدي الأمير الهاشمي حفظكم الله، أسأل الله أن ينعم على وطننا بالسلام والأمان، وعلى أمتنا العربية والاسلامية بالوحدة والتكاتف في وجه التحديات، وأن يحفظ غزة والقدس وفلسطين أهلها ومقدساتها، وأسأل الله العلي القدير في شهر رمضان المبارك، أن يمدكم بطول العمر والصحة والعافية وراحة البال وهدوء الفكر، وأن يحفظ سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظهم الله والعائلة الهاشمية والأسرة الأردنية، وكل عام وانتم بالف خير.

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس 'الرأي'
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012