أضف إلى المفضلة
السبت , 03 أيار/مايو 2025
شريط الاخبار
وفاة 4 أطفال وإصابة 2 بحريق سكني بأبو علندا ترمب بزيّ بابا الفاتيكان.. صورة مثيرة في لحظة مفصلية زراعة الكورة تحذر مزارعي العنب من آفتي الحَلَم والعناكب ارتفاع سعر الذهب محليا ليصل إلى 66.1 دينارا للغرام القضاة: خطط تطوير برامج دعم الصناعة وفرت 3227 فرصة عمل الأردن يحتل المرتبة 123 على مؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي في الربع الأول سفارة هولندا: الدعم الهولندي لأمن المياه والتجارة بالأردن في الصدارة إنجازات رؤية التحديث الاقتصادي في قطاع التعليم خلال الربع الأول وفد اقتصادي أردني يزور إسبانيا الاثنين المقبل المومني: الحكومة تعتز بالصحافة الوطنية المسؤولة ونؤكد على دورها بتعزيز الشفافية طقس معتدل اليوم وزخات مطرية جنوبي وشرقي المملكة غدًا وفيات السبت 3-5-2025 نتنياهو يوافق على خطط توسيع القتال في غزة إغلاق خمارة وتحويل صاحبها للمدعي العام بعد افتتاحها بزفة تراثية الملك يبحث سبل التعاون وتعزيز التنسيق مع رئيس جمهورية الجبل الأسود
بحث
السبت , 03 أيار/مايو 2025


بهمّة هؤلاء الأبطال(!)أخشى أن نقع في الفخ

بقلم : حسين الرواشدة
20-04-2025 06:33 PM

أسوأ وصفة، في هذه المرحلة بالذات، يمكن أن نصرفها لبلدنا ( أقصد من يتصدرون مشهد النقاش العام )، هي وصفة التصنيف أو التقسيم على أي أساس، ديني أو وطني أو ديموغرافي، ليس فقط لأن تجربة غيرنا مع هذه الوصفات قاتلة ومفزعة، وإنما لأن مثل هذه القابلية أصبحت، للأسف، واردة لدينا وموجودة، وخاصة بالمجالين السياسي والديني اللذين يفترض ألا يقع الفاعلون فيهما بهذا «الفخ»، باعتبارهم المعنيين بتحصين المجتمع، وضبط حركته، وضمان استقراره.
بصراحة أكثر، أخشى ما أخشاه أن تنتقل عدوى التكفير الديني لمجالنا السياسي، ( والعكس أيضا) فتتحول السياسة إلى فتوى، والفتوى إلى سياسة، ويتناوب الطرفان وأتباعهم، إصدار أحكامهم فيما بينهم على قاعدة «الوطنية» والدين، يدخلون في ملتهما من أرادوا، ويطردون منهما من شاؤوا، وكأنهم الناطقون الحصريون الموقعون باسم الوطن والدين، عندئذ أخشى ان نجد بلدنا، بهمة هؤلاء الأبطال (!) الذين يقدمون مصالحهم الضيقة على المصالح العليا للدولة والمجتمع، مقسوما لفسطاطين: أحدهما وطني او متدين كامل الدسم، والآخر مشكوك بوطنيته وملته الدينية حتى يثبت العكس.
مع بروز أحكام (اتهامات) التصنيف المتبادلة على قاعدة الدين والوطنية، سنكون أمام مفاصلة خطيرة تفرز من الدولة والمجتمع أسوأ ما فيهما، لأن التقسيم على مستوى النخب سيستدعي بالضرورة اصطفافات اجتماعية قائمة على الهوية والديموغرافيا والدين والمذهب، كما يستدعي اقحام مؤسساتنا الدينية والسياسية بهذه الاصطفافات، وسيطرح أسئلة عديدة، منها: من هو الوطني وغير الوطني، من هو مع الدين او ضد الدين، من هو المؤمن والكافر، وهذه أسئلة مزدحمة بالرمزيات الخطيرة، والأحداث التاريخية الملغومة.
لا أتحدث، فقط، عن بعض أعضاء الطبقة السياسية التي خلطت بين السياسي والديني، وإنما عن طبقات أخرى وظفت الوطنية والدين لأهداف سياسية، وقسمت الأردنيين وفق مقاييسها بين من هو مع الدولة ومن هو ضدها، من هو مع الجماعة المؤمنة ومن هو ضدها، وهذه الطبقات موجودة ببعض المؤسسات العامة، وفي أطر المعارضة بأشكالها المختلفة، وفي المجتمع ايضا، ومن المفارقات أن بعض معايير التوظيف وتوزيع الحظوات والغنائم والولاءات، تخضع، احيانا، لهذه المسطرة، وبسببها تولدت داخل مجتمعنا «خزانات» كبيرة من الإحساس بالمظلومية والقهر، افتقدنا بسببها قيما عزيزة تأسست عليها الدولة في علاقتها مع الأردنيين، كالعدالة والانتماء والأسرة الواحدة.
أعرف، تماما، أننا ما زلنا نعاني من قلق الهوية، ولم نفلح بإطلاق مشروع وطني قادر على استيعاب مشتركاتنا، وتأطير تنوعاتنا، والاستثمار بطاقاتنا، وأعرف،أيضا، أن ثمة من يحاول أن يعبث بنواميسنا الوطنية والدينية، بقصد أو بدون قصد، ومن يتاجر بقضايا الآخرين على حسابنا، ومن وصل به الاستقواء على الدولة إلى تصنيع السلاح ( يا خسارة)، لكن حان الوقت لكي نتوافق جميعا على وقف هذه التصنيفات والدعوات القاتلة، وعلى الاحتكام للقانون وتجريم إصدار الأحكام والاتهامات على قائمة الوطنية والدين، باختلاف مسمياتها، ومن اي طرف كان، فكما أن الوطن ملك للأردنيين الذين يؤمنون به بدون استثناء، فان الوطنية أيضا صفة لهم وسمة من سماتهم، وكما ان الدين شأن يتعلق بعلاقة الناس مع خالقهم، فهو شرف يعتزون به، ولا يقبلون أن يحاكمهم باسمه أحد. الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :