تفاعلت على نطاق واسع خلال ال 24 ساعة الماضية في الأردن قضية التصوير السري لعمليات الغش الشعبية في إمتحانات الثانوية العامة بعد ساعات فقط من إثارتها عبر تقرير خاص نشرته (القدس العربي).
وأثار التقرير جملة واسعة من ردود الفعل الرسمية والشعبية فقد إستفسرت وزارة التربية والتعليم من مكتب القدس العربي عن حقيقة وجود سجلات كاملة للتحقيق السري الذي صوره أحد الصحفيين متخفيا لعمليات التواطؤ مع الغش داخل قاعات الإمتحان الحكومية.

وكان الصحفي الذي قام بعملية التصوير سرا على مدار عدة أشهر مصعب الشوابكه قد سجل نفسه رسميا في إمتحان الثانوية لأغراض إنجاز التحقيق الصحفي الإستقصائي وخوض التجربة للكشف عن ملابسات شبكات فاسدة تدير عملية تسريب الأسئلة والأجوبة.

وسعت وزارة التربية للتوثق من وجود محاضر التحقيق المفصلة لدى مكتب القدس العربي فيما إستدعى الوزير فايز السعودي الصحفي المتخفي الشوابكه ورفيقان له ساعداه في إنجاز المادة لمكتبه وقام بتهديده بمقاضاته في المحكمة بسبب ما إعتبره الوزير إساءة لأهم الإمتحانات العامة بالنسبة للبلاد ولوزارته.

نشطاء على فيس بوك قالوا فجر الأربعاء بان الوزير السعودي إتهم الصحفي الشاب بعدم الوطنية لإنه يسعى لنشر قصته عن الغش في الإمتحانات عبر وسائل الإعلام الخارجية, الأمر الذي يشوه قصدا سمعة البلاد حسب الوزير المعني بالموضوع.

لاحقا قال النشطاء بأن الوزير السعودي طرد الصحفي الشوابكه وزميليه من مكتبه فيما بدأت الوزارة فيما يبدو حملة باطنية لمنع وسائل الإعلام المحلية من نشر تفاصيل التحقيق الإستقصائي المثير الذي إخترق شبكات منظمة تتاجر بتسريب الأسئلة والأجوبة.

كما كشف الوزير حسب الشوابكه ورفاقه أن الوزارة عاقبت إداريا نحو 50 موظفا فيها يفترض أنهم خالفوا التعليمات أثناء العمل على إدارة عملية الإمتحانات.

التقرير المختصر الذي نشرته القدس العربي لاقى إهتماما كبيرا في العاصمة الأردنية عمان وكل الجهود الرسمية تعمل على تجنب فضح نتائج التحقيق الإستقصائي حيث أبلغ الوزير بأن الشوابكه شاب تقدم للإمتحان وطرد منه بسبب ضبطه وهو يحاول الغش علما بأن الصحفي المعني حاصل على درجة البكالوريوس ودخل التجربة خصيصا لكي يعايش ما يحصل ويتصل بالشبكات السرية.

التحقيق كان قد كشف عن عبقرية الغش عند طلبة الثانوية وأهاليهم عبر ترديد الأجوبة بمكبرات الصوت أو تهريب الأسئلة والأجوبة عبر أجهزة الخلوي والنسخ المصغرة او عبرسماعات إلكترونية حديثة توضع في الأذن.

القدس العربي