09-08-2012 12:08 PM
كل الاردن -
تجنبت السلطات الأردنية الإعلان عن أي تفاصيل لها علاقة بطبيعة وتوقيت الإقامة المتوقعة التي سيحظى بها رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب بعد الإعلان رسميا عن إستضافته في الأردن دون تحديد وقت هذه الإستضافة أو حتى الإعلان عن منحه اللجوء السياسي كما حصل مع منشقين آخرين أقل شأنا.
وخلت وسائل الإعلام الرسمي الأردنية من أي معلومات عن الظروف التي ستحيط بإقامة حجاب في عمان خصوصا بعد كثرة الرويات والفبركات الإعلامية والصحفية التي طالت قضية هروبه والتي لا زالت بين الأسرار التي لم تتضح بعد تفاصيلها رغم إعلان قصة كاملة عن الهروب في محطة الجزيرة القطرية يتخللها الكثير من الثغرات حسب متابعين ومراقبين سياسيين.
وبوضوح تجنبت عمان الإعلان عن حجاب بإعتباره يقيم بصفة لاجيء سياسي في الأردن, الأمر الذي يؤشر على أن الرجل لم يحدد خياراته بعد بخصوص مكان الإقامة الدائم مع ترشيح إجراءءه سلسلة إتصالات مع عدة دول يقال أن بينها السعودية وقطر.
وعلمت (القدس العربي) بأن حجاب والوفد المرافق له الذي يضم 25 فردا يشكلون عائلته الكبيرة لم يتم ترتيب إقامتهم في مكان خاص داخل الحيز المعني باللاجئين أو حتى بالمنشقين في المملكة.
وكان وزير الإتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة سميح المعايطة قد أعلن بأن بلاده تستضيف حجاب وأنه لم يتحدد بعد ما إذا قرر الإقامة في الأردن أم سيفضل الإنتقال متحدثا عن ترتيبات عادية لتأمين الحماية للضيف السوري.
وتعني هذه التعليقات بأن المكان الدائم الذي سيقيم به حجاب بعد وصوله رسميا إلى عمان لم يتحدد بعد.
لكن (القدس العربي) علمت من مصدر أردني مطلع بأن حجاب حل ضيفا على الحكومة الأردنية وفي مقر رسمي وآمن ويحظى بحراسة خاصة ومعزولة حفاظا على حياته.
وعلم بأن ترتيبات حماية حجاب ليست صغيرة او عادية أو بسيطة كما ألمح المعايطة لكنها حماية خاصة جدا وفي مكان معزول.
وسبق للمعايطة أن قال: لا نعرف بعد ما إذا كان سيقيم بيننا أو سيغادر.
لكن مقالات الصحف المحلية إنشغلت في تحديد الدور السياسي المعارض الذي يمكن لحجاب أن يلعبه إنطلاقا من الساحة الأردنية حيث ألمح الكاتب الصحفي فهد الخيطان إلى أن إقامة الرجل بيننا قد لا تكون دائمة فمن غير المعروف ما إذا كانت إستراتيجية الحكومة الأردنية تتضمن إستضافة معارضين يتحركون علنا في الساحة المحلية ضد الرئيس بشار الأسد.
وتردد أن حجاب موجود في العاصمة عمان وليس في مناطق شمالي المملكة وأنه قابل شخصيات مهمة مساء أمس في عمان.
بالوقت نفسه يستبعد كثير من الساسة بقاء الرجل في عمان بصفة دائمة لإن ذلك يعني أن يعزل تماما ولا يقوم بأي نشاطات على أساس أن عمان غير راغبة بنشاطات علنية فيها ضد النظام السوري ويكفيها في هذه المرحلة التوترات الحدودية.
لكن جميع الأوساط السياسية في الأردن وفي الجيش السوري الحر تحت إنطباع عام يفيد بأن حجاب سيبدأ فورا مباحثاته مع المعارضة وسيلعب دورا ضد نظام بلاده الحالي في المستقبل القريب وهو أمر لم يتقرر بعد بالصورة التفصيلية بالنسبة للبلد الذي لجأ إليه على الأقل.
وكانت محطة الجزيرة قد بثت ونشرت فجر الخميس رواية طويلة يتبناها الجيش السوري الحر لقصة إنشقاق ومغادرة حجاب الذي يقول الجيش الحر أنه إحتفظ به ليومين على الأقل في منطقة جنوب سوريا قبل تأمين خروجه مع عائلته إلى منطقة درعا.
وحسب رواية الجزيرة الجديدة شاركت عدة كتائب من الجيش الحر في تأمين خروج حجاب بعد عملية إستخبارية جدا تضمنت نقله أولا إلى ريف دمشق ثم إلى ريف درعا مع عدة مواكب تمويه وفي ظل إنقطاع الإتصالات ومع العبور عبر مساحات تتضمن معسكرات ومطارات عسكرية.
ووصف قائد عسكري سوري عملية تأمين إنشقاق حجاب بأنها تأخرت 24 بسبب صعوبتها وبسبب إنكشاف المناطق التي تحرك فيها الرجل للطائرات المقاتلة وإنقطاع الإتصالات عدة مرات .
القدس العربي