أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


مخيم الزعتري وقضايا اللاجئين المركبة

بقلم : طاهر العدوان
11-08-2012 03:36 AM
بثت الفضائيات خلال الاسبوع الماضي تقارير عن مخيم الزعتري الذي أقيم للاجئين السوريين الفارين من هجمات جيش النظام ، تصور الظروف القاسية التي يعيشها الرجال والنساء والأطفال في هذا المخيم الذي يبدو انه أقيم على عجلة مع ان الحديث الرسمي عن جاهزية الحكومة لإقامته بدات منذ عام على الاقل .
المخيم يفتقر الى ابسط المقومات لكي يوصف بانه ملاذ إنساني ، لقد نصبت الخيام على ارض صحراوية لا ماء فيها ولا شجر ومع حركة صهاريج المياه وسيارات المسؤولين والزائرين العرب والأجانب بالاضافة الى رجال الادارة المشرفة عليه يتحول الجو في سماء الزعتري الى كومة رمال طائرة تجعل التنفس صعبا خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في هذا الموسم .
لتشخيص العجز الاداري فان الفضائيات تبث يوميا مشاهد من المخيمات التركية التي أقيمت للاجئين السوريين ، مربعات من الخيام تفصلها طرق معبدة وأرصفة للمشاة وأماكن صحية للرعاية ولعب الاطفال... الخ . على الاقل كان من المفترض ان تجهز ارض الزعتري بالطرق المعبدة وبالمساحات لجعل الحياة ملائمة في حدها الأدنى ، لمخيم إيواء ناس من لحم ودم ، ولا اريد ان استخدم عبارات واجب الأخوة والإسلام والعروبة التي تتردد على هامش مثل هذه الماسي . واكرر ، خاصة وان الحديث الرسمي عن جاهزية اقامة مثل هذا المخيم بدأ منذ عام على الاقل ! .
ولتشخيص العجز السياسي يطول الحديث لان اي متابع للاتجاه الذي أخذه الربيع العربي في سوريا ابتداء من منتصف العام الماضي ، اي الاتجاه الأمني والاستخدام المفرط للقوة من قبل النظام ضد شعبه ، كان يفرض استنفارا سياسيا حول مسالة تدفق اللاجئين الى الأردن لوضع خطط وموازنات طارئة لمواجهة موقف تشير نسبة احتمالاته الى اكثر من ٩٠ بالمئة ، والواقع ان تاريخ تدفق الالاف من العائلات السورية الى الأردن بدأ منذ الصيف الماضي حيث أخذ المواطن العادي يشاهد السوريين في كل المدن والأرياف الاردنية .
مشهد اصطحاب وزير الخارجية ووزير التخطيط السفراء في زيارة لمخيم الزعتري يدل على ( سياسة الفزعة ) حتى في العلاقة مع العالم ، فسوريا ليست ليبيا البعيدة ولا هي العراق الذي حمل فيه العراقيون أموالهم وتجارتهم وسياساتهم الى الأردن . ان أول البديهيات في التعامل مع الازمة السورية والاستعداد لكل تداعياتها هو طرح كل الخيارات التي تفرضها حالة التداخل السكاني بين طرفي حوران وحتى بين عمان ودمشق . والواقع ان المردود الإعلامي للزيارة المذكورة الى الزعتري كان تلك التقارير عن سوء الأوضاع في المخيم بما يسيئ الى صورة الأردن .
قصة الزعتري تنكأ جرح قضايا اللاجئين التي اصبحت مركبة في الأردن وفي المنطقة ، بمعنى ان لاجئين فلسطينيين وعراقيين يعيشون في سوريا مجبرون اليوم على اللجوء الى بلد ثالث سواء كان الأردن او لبنان او تركيا . وكل هذا يحدث نتيجة تدخلات وصراعات دولية على النفوذ بالمنطقة ومن يدفع الثمن هى الشعوب واللاجئين منهم، وكذلك الدول محدودة الموارد مثل الأردن ولبنان . كل هذا يستدعي ان يتحمل المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول الكبرى والدول العربية مسؤولية اقرار السلم في هذه المنطقة التي مزقتها الحروب المستوردة وحروب الداخل . لقد شبع الأردن من ( مراجل وإنسانية ) هذه الدول في الدفاع بالكلام عن حريات وحقوق الانسان، ورعاية الصراعات بدل العمل الحازم على حلها . و الواقع انه لا العرب ولا الغرب تحملوا أعباء ولو جزء بسيط من معاناة اللاجئين المركبة والمزمنة في المنطقة وكل ما يفعلونه الحرص على تصدر موائد مؤتمرات لم تعرف حلا لأي مشكلة .

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-08-2012 09:11 AM

يا حيف على بعض كتابنا اصاحاب القلم الذي كان يقطر عسلا تمويها واصبح يقطر قطرانا وسماعند ساعة الصفر واخيرا تبين بانهم ظاهره مثل ظاهرة الرفيق عزمي بشاره البطل اليساري او القومي وصلاح جرار البطل الاسلامي الذي يود تحرير سوريا وهو تحت الاحتلال الصهيوني بعد ان ذاقوا طعم اموال البترو دولار

2) تعليق بواسطة :
11-08-2012 02:15 PM

عزمي بشاره عمره ماكان بطل يساري .كان في المانيا إنتهازي اناني وصياد فرص . إستغل حركات التضامن العالميه مع القضيه الفلسطينيه لجمع الثروه والشهره إكتشفته الصهيونيه ومعها عربان الخليج كرجل مناسب للمساعده في تنفيذ مشروع غسل دماغ الإنسان العربي عن طريق الجزيره والعربيه تمهيدآ لتنفيذ مشروعها الإستعماري التوسعي .. وهذا حال معظم الكتاب الذين لم يتعلموا من التاريخ الذي لم يقرأوه اصلآ ...! أنا أتسائل فعلآ هل لاتزال الصوره وما يجري في سوريه غير واضحه لهولأ الكتاب ام ان سبب ذالك يعود للإسطفافات المذهبيه والرجعيه المتخلفه....!!؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012