أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


بوصلة الوطن

بقلم : د. رحيّل غرايبة
16-08-2012 12:11 AM
كلنا جميعاً يجب أن نحتكم طائعين إلى 'بوصلة الوطن' لتكون هي المؤشر المعتمد للدلالة على الاتجاه الصحيح، مهما كانت درجة الاختلاف والتباين الفكري والسياسي، وعلى جميع الأصعدة الرسمية والشعبية، ويجب أن نخضع لمرجعية واحدة وصارمة، تقوم على فكرة الوطن فوق الجميع، والوطن للجميع، والوطن أهم من الأشخاص وأهم من الأحزاب، وأهم من المناصب.
كلنا يعمل لحماية هذا الوطن، وخدمة هذا الشعب وتهيئة مستقبل آمن للأجيال القادمة، ويجب أن ننخرط جميعاً في مشروع كبير وجامع تحت عنوان المصلحة الوطنية هي المصلحة العليا التي تتصاغر دونها كل المصالح الفردية والفئوية والحزبية.
الأحزاب والأطر السياسية كافة ، والنقابية، وكل التجمعات المهنية والجمعيات التطوعية، هي عبارة عن وسائل لرفع شأن الوطن، وحماية مصالح الأمة ، شأنها شأن الحكومات و الأجهزة الرسميّة كافة ، والتنافس بينها ينبغي أن يكون نزيهاً وشريفاً في تقديم الخدمة الأفضل والحماية الأكثر مناسبة وملاءمة لتحقيق المصلحة العامة، وهذا التنافس الذي يقوم على هذا الجوهر يجب ألا يكون سبباً في المنازعات والمشاحنات، ولا يشكل مبرراً للفرقة والخصام الذي يصل أحياناً إلى افتعال المشاكل التي تؤدي إلى إغارة الصدور وتنافر القلوب و ربما يتطور إلى استخدام العنف واستعمال القوة.
انقلاب الموازين واختلال القيم يؤدي إلى انقلاب المفاهيم، بحيث تصبح الأوطان مطية للمصالح الفردية والفئوية والحزبية، وتصبح المصلحة العامة مهملة ومهمشة أمام العناية بالمصالح الشخصية الضيّقة، والأنانية الفردية المقيتة، عند ذلك فقط تصبح الوظائف العامة، والمناصب العليا محلاً للتنافس المصلحي المقيت الذي يخضع لمعايير مختلة قائمة على حسابات خاطئة وطرق ملتوية، تبتعد عن معايير الأمانة والقوة والكفاءة، وتصبح السلطة وسيلة للإثراء غير المشروع، وطريقة للسطو على المال العام، ونهب مقدرات الشعب، والاستهانة بالمصلحة العامة.
إن ضياع البوصلة الموّحدة لدى كل فئات المجتمع و كل الأطراف المعنية بصياغة الحياة المشتركة، هي السبب الرئيسي في فساد الحياة السياسية و إذكاء جذوة الصراع المدمّر على دفّة الإدارة والتوجيه، التي هي في الأصل أقرب إلى المغارم منها إلى المغانم.
لا تكون السلطة محلاً للعشق، والصراع الدموي، وممارسة أساليب الإقصاء للآخر إلى درجة حرب الإبادة، إلاّ في ظل انقلاب الموازين، واختلال منظومة القيم المتعلقة بالعمل السياسي تحديداً، لأن الذي يصل إلى السلطة ومراكز صنع القرار يدفع ضريبة باهظة تتمثل بعدم الراحة، وعدم الإثراء، وعدم البغددة في المال العام، والبعد عن الترف والتنعم، وليس هذا فقط بل البعد عن الشبهات، حتى فيما يتعلق بماله الخاص، فضلاً عن رفض الهدايا القادمة بحكم الموقع، التي تعد نوعاً من أنواع الغلول المحرّم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-08-2012 04:34 AM

كل ما تفضلت به بالمقالة جميل و تكون اجمل بطرحك هذا ان تقول صراحتا ايضا ان المواطن الاردني الحر والوطني هدفه تحقيق الديمقراطيه الحقيقية لانها هى الحل وللدوله المدنيه التي اساسها المواطنه والتى تقف من الأديان مسافه واحده ولا تقحمها فى السياسه والتى يسود فيها حكم القانون وتحترم حرية و عدالة حقوق الأنسان . هنا تكتمل بوصلة الوطن .

2) تعليق بواسطة :
16-08-2012 04:36 PM

الإخوان المسلمين هو حزب شمولي سياسي له إرتباطاته الإديولوجيه واتنظيميه والتمويليه مع مثيلاته من أحزاب الإسلام السياسي في المنطقه العربيه منذ تأسيسه
لذالك ما تفضل به سماحة الشيخ الدكتور بعيدآ عن الواقع وعن المبدأ السياسي الذي تأسست عليه الجماعات الإسلاميه .كيف لنا ان نصدق يا دكتور ان إنتماءكم هو للأردن وانتم تنادون بإقامة الإماره الإسلاميه .!؟ كيف نصدق خوفكم على الأردن وانتم تدعمون كل من يحمل السلاح ويقتل وينهب ويسرق لمجرد إنتماءه لجماعة إسلاميه ؟كيف نصدق ما تدعيه وقد قمتم بإستعراض عسكري في عمان تلوحون بالقوه هادفين الإستحواذ على الحراك السلمي وعلى الدولة ايضآ ؟
كيف وكيف وكيف والأمثلة كثيره يا سماحة الشيخ.....!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012