أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


كسر الحلقة المفرغة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
17-08-2012 11:40 PM
الإصلاح والتغيير في المنطقة العربية لا يتم إلاّ بالانتقال من مرحلة الاستبداد وحكم الفرد المطلق، إلى مرحلة جديدة يصبح الشعب فيها صاحب السلطة العليا والإرادة المطلقة التي لا تعلوها إرادة، وهذا ما حدث في بعض البلدان العربية التي استطاعت كسر الحلقة المفرغة، وبدأت بداية جديدة وذلك بتغيير طاقم الإدارة وتغيير منهج الحكم، من خلال العزم على وضع دساتير جديدة، كما حدث في تونس ومصر وليبيا، وبشكل جزئي في اليمن والمغرب.
نحن في الأردن نحتاج إلى مقاربة في الإصلاح نصل فيها إلى النتيجة المطلوبة بإحداث الإصلاح الحقيقي بطريقة توافقية سليمة هادئة متدرجة بحيث تكون جميع الأطراف شريكة في إحداث النقلة نحو مرحلة جديدة، تتسم فعلاً بإرساء سلطة الشعب ومصدريته للشرعية، من دون دماء وأشلاء ومن دون فوضى وتدمير لمؤسسات الدولة.
إذا كان هذا القول محل توافق جميع الأطراف السياسية الفاعلة في المجتمع الأردني، فانه لن يتحقق ولن يتم عن طريق المؤسسات نفسها والأشخاص أنفسهم، الذين كانوا يمثلون سدنة المرحلة السابقة التي أدت إلى تعمق الفساد وتجذره وانتشاره بحيث طال أهم المؤسسات وأخطرها وأعظمها شأناً، والذين أوصلوا البلاد والعباد إلى حالة متدهورة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والعلمي، وبددوا مقدرات الدولة وباعوا أصولها، ولم ينعكس ذلك على الشعب الأردني إلاّ خسراناً وخيبة.
كل الأطراف مجمعة على وصف المرحلة السابقة بالضعف والفساد والعقم وكل الأطراف مجمعة على ضرورة الإصلاح والتغيير، وكل الأطراف مجمعة على المنهج السلمي الهادئ، وكل الأطراف مجمعة على أن مجلس النواب بهذه الهيئة، وبهذه الطريقة لن يكون قادراً على القيام بمهامه الدستورية، ولم ولن يكون قادرا على حمل رسالة الإصلاح ولذلك تم حل برلمان (2007) المزوّر سيئ الصيت، ويجرى الترتيب لحل برلمان (2010) الذي يطلق عليه برلمان الدوائر الوهمية، وبرلمان (111) للأسباب نفسها.
هذا المجلس الذي يراد حله لأنه ضعيف وغير مسيّس ومنقوص الشرعية، فمن باب المنطق البدهي أنه لن يكون قادراً على التأسيس التشريعي لمرحلة الإصلاح المقبل، لأن ذلك من شأنه أن يجعلنا ندور في الحلقة المفرغة نفسها، مما يحتم علينا التفكير في كسر هذه الحلقة حتى نشرع بالسير على طريق جديد وصحيح، وحتى نضع خطوتنا الأولى على سكة صالحة وموصلة نحو الهدف.
نحن بحاجة إذا إلى تشكيل حكومة إنقاذ تحمل مهمة واحدة كبيرة وهي العمل على صياغة دستور جديد للبلاد من خلال إيجاد جمعية وطنية تأسيسية تحقق هذه المهمة لمدة عام، أو عام ونصف، وتضع قانونا جديدا للانتخابات، ثم بعد ذلك تُجرى انتخابات عامة وفقاً للدستور الجديد والقانون الجديد، تُهيئ للمرحلة الدائمة والمستقرة التي تقوم على إيجاد برلمان يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ومكتمل الشرعية، يستطيع فرز حكومة برلمانية تملك برنامجاً سياسياً نهضويا، وبمشاركة شعبية واسعة، تحقق آمال وطموحات الشعب الأردني بالديمقراطية والحرية والتقدم والرفاه والأمن والاستقرار.
إذا لم نستطع كسر هذه الحلقة المفرغة، فسوف نبقى ندور وندور، ثم نعود إلى المربع الأول، ولذلك لن يتحقق الإصلاح عن طريق تدوير النخب نفسها التي أحكمت قبضتها على مقادير البلاد والعباد ومن خلال المؤسسات نفسها وبالمنهجية نفسها، فهذا لا يمثل إلاّ مزيداً من ضياع الوقت، ومزيداً من إحداث الترهل والارتباك الذي يزيد من الاحتقان، ويرفع مخزون الغضب لدى المواطنين والذي سوف يكون معرضا للانفجار في أي وقت والذي يلحق الضرر بكل الأطراف وبجميع مكونات المجتمع بلا استثناء، وعند ذلك لن ينفع الندم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-08-2012 01:27 PM

ياريت يا كل الاردن ان يظل هدا المقال على الواجه طول فترة عطلة العيد

2) تعليق بواسطة :
18-08-2012 03:21 PM

انتم تسعون ةفقط إلى إقامة إماره ليس لها علاقه لا بالدمقراطيه ولا بالحريه وهدفهكم الإستحواذ على السلطه مثلكوا مثل غيركوا . إذا كنت تطالب بلإنتقال من الحكم الفردي الإستبدادي أكتب ولو لمره واحده عن الحكم الإستبدادي القمعي الذي ليس له صله لابلإنسانيه ولابالحريه ناهيك عن الدمقراطيه في الخليج وبالذات في السعوديه وقطر ..! إذكروا ياايها "الإخوان المسلمون" ولو لمرة واحده عن التخلف الإنساني والحضاري في هذه المشايخ .!؟ كيف بنا ان نصدق دمقراطيتكم والحريه التي تنادون بها وانتم تنعمون وتنامون في احضان هذا التخلف ؟ أكتب الحقيفه ولو لمرة واحده كي يذكرها التاريخ لكم ولو كحالة إستثنائيه ....!

3) تعليق بواسطة :
18-08-2012 09:42 PM

الاصلاح لا يتأتّى بمخاطبة الضمائر ، ومن لا يحب صعود الجبال سيبقى ابد الدهر بين الحفر . كلمه ورد غطاها: الكرامه والعزه والحياة الكريمه لا تمنح .. انها تنتزع .

4) تعليق بواسطة :
19-08-2012 02:07 AM

كلام جميل جدا ولكن ناديت اذ ناديت

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012