أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


الكرك نهاية رمضان .. سياسة حتى الفجر

بقلم : د. مهند مبيضين
21-08-2012 12:00 AM
في ضاحية المرج شرق الكرك، حيث انتقلت حركة المدينة من القصبة إليها، تنتشر المقاهي والسوق الذي اضحى بديلا عن السوق القديم، وفيه من الفوضى في المرور وضبط الحركة، كما في أي منطقة من مناطق الكرك، وغيرها من المدن الأخرى، وهناك أيضا شكوى من ازمة خانقة في طريق الجامعة- مؤتة والتي ادت قبل ايام إلى إطلاق عيارات نارية بين طرفين، مما نتج عنه اصابات وانتهاء الأمر إلى مشاجرة عشائرية.

في قصبة المدينة، حيث الشارع الممتد من السراي العثماني نزولا باتجاه الجامع العمري، تنتشر البسطات وكذلك في الشوارع الأخرى، وهي حالة تشابه ما يحدث في جبل الحسين وجرش واربد وغيرها، وهي رغم أنها تكسب وعملها حلال، إلا أنها تظل خارج القانون وبعيدة عن الضبط وأضحت اليوم قوة يحسب حسابها، لكن أي حساب وتقدير يجب ان يكون لمن يعملون تحت القانون ويؤدون الرسوم ولا يحرقون الإطارات في المدن إذا ما البلدية رغبت بتنظيم السوق؛ فمصادرة الشارع والرصيف يجب ان تنتهي.

رئيس لجنة بلدية الكرك مدالله الجعافرة، أخذ على عاتقة تنظيم عمل البسطات وحاول منعها، وواجه رفضا من اصحاب البسطات، وفي ذات الوقت لم يجد دعما من القيادات الأخرى صاحبة القرار في المدينة، وهو ما يجعل أي جهد يبذله غير مؤثر، في ظل انسحاب الحكم المحلي عن ممارسة دوره الحقيقي، وفي ظل شعور الناس بأن القانون غير مطبق في الكرك وفي غيرها من المدن، لمصحلة مجموعات خارجة عليه، وهو ما يحصل في كل مدن المملكة.

وفي هذا الملف الذي بات يزعج الناس يبدو جليا أن هناك انعداما في التنسيق، وأن ازمة الحكم المحلي تتفاقم بشكل كبير، في ظل غياب القدرة التأثيرية للأمن، وفي ظل تراجع هيبة المحافظين، وبالنهاية الشعور بان الدولة تنسحب عن تطبيق مهمتها الأساسية وهي الزام الناس بالقانون.

صحيح أن اصحاب البسطات في كل المدن هم ابناء وطن، لكن أيضا يجب التفكير بحل يصب في مصلحة جزء منهم ممن يمارسون الانضباط، فمع أن الرزق باب بيد الله، إلا أن التنظيم البلدي يجب ان يكون له دور في حفظ كرامة اصحاب البسطات، ودون الإضرار باصحاب المحلات الذين باتوا يدفعون الرسوم والرخص دون بيع، ويمكن هنا تنظيم اسواق شعبية لأصحاب البسطات كي نحفظ لهم رزقهم بشكل محترم.

في الكرك أيضا، رغبة في أن تتم ملاحقة متعاطي المخدرات، وهي مشكلة لم ترق لمستوى الظاهرة، لكن الزميل د. عمر العضايلة يؤكد انتشارها بين الشباب لدرجة مخيفة، وفيما الناشط معاذ البطوش يحذر من أن انسداد الإصلاح قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، فإنه يؤكد ان قانون الانتخاب لن يحقق المطلوب.

هذا الحديث في الكرك، يقود إلى ضرورة التنبيه إلى القيام بحملات امنية دقيقة وهادفة، وفي المعلومات المتاحة أن ثمة حملة من قبل الدولة بعد شهر رمضان ستتجه نحو كل الخارجين على القانون واصحاب البسطات الرافضين للتنظيم، وعلى أصحاب السوابق الذين استفادوا من العفو السابق. وهي حملة مطلوبة اليوم أكثر من اي وقت مضى.

ومع ان الكرك نهارها كله سياسة؛ فإن ليلها ايضا كذلك، فحتى الفجر لم ينته حديثنا في مقهى «أوسكار» بمنطقة المرج، بل اتصل بالوضع في سوريا ومكافحة الفساد وتحولات المجتمع، وإخفاقات الحكومات والحكم المحلي، ومصائر الحراك الشعبي، ومحاولة اختطاف البعض له، واسباب ازمة البنك العربي مؤخرا والتي تجد ان يحيى الصرايرة هناك يعرف الكثير من تفاصيلها غير المعلومة في عمان.

أخيرا.. ومع ان الكرك فيها ما فيها من مشاكل، إلا أن روحها العالية ووطنيتها الكبيرة، تحولان دون ان يتسع رتق الوطن من خلالهما.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-08-2012 07:57 PM

عمان البلد باتت وكأنها ضاحيه او حي من احياء مدينه في بنغلادش ومن اراد ان يخاطر بكرامته او بنفسه ربما.. ما عليه الا ان يتفوه بكلمه واحده او يعلن امتعاظه من الحاله البشعه التي هي عليها عمان اليوم والتي كانت تعتبر من اجمل عواصم العالم فقد انتشر وتسلح اصحاب البسطات بكل ما يمكن ان يؤذي البشر معتبرين احتلالهم للرصيف والشارع حقا مشروعا لكسب رزقهم بغظ النظر عن كل شىء
و كلنا نتساءل هل ذلك ناتج عن ضياع هيبه الدوله او ان البعض يريد من هذه الفوضى ما يريد وقد انتشرت هذه الظاهره لباقي المدن التي كانت آمنه مطمئنه...اللهم احمي واحفظ الوطن من كل سوء

2) تعليق بواسطة :
22-08-2012 12:00 AM

د.مهند ,كل عام وانت بخير ,البسطات واصحابها تؤشر على حالة اقتصادية ذات علاقة بالعام كله ,على الاقل هؤلاء لا زالوا يقاومون الجوع باساليب شريفة كل ما في الامر انهم في"نص الشارع " المشكلة لو ان ارناط تجول في المدينة ولم يرق له منظرهم !! وكأن مشروع الكرك السياحي تجاهل ان في الكرك بشر بني ادمين بدهم فرص عمل بدهم مكان يقف فيه الشاب العاطل عن العمل ليبيع ساعته وتلفونه !! تلومون الشباب على تناول المخدرات ولا احد يتحدث عن تجارة المخدرات وسوقها ووكلائها ,المتعاطي مواطن تم اسقاطه بفعل فاعل مواطن تم احتلال عقله مثلما تم احتلال العراق هذا المواطن ميت يتحرك فلماذا لا يتحرك القانون لحماية هؤلاء الشباب , انت تؤشر والدكتور عمر كذلك لكن اين مجالس المحافظة ونوابها الولاء ليس كلمات وزغروده بل عمل على الارض , مساجد المحافظة تبرعات من محسنين ,كويتي على سعودي على ايراني ومستشفى الكرك على حساب الطليان والقلعة على حساب الاوربيين كلهم ,ماذا قدمنا نحن للكرك ؟ مؤسسة اعمار الكرك ماذا قدمت وقيل ان موازنتها ملايين ؟ كذا موظف بلا انتاج مثل عمال الملاريا ؟ الحكم المحلي يمارسه كل السكان اذا استطعنا الوصول الى مرحلة احترام تطبيق القانون بدون توسط بدون جاهات بدون ضغوط وبرقيات شكوى كيدية بحق من يحاول تطبيق القانون , اشكرك يا دكتور وكل عام وانت بخير ورواد اوسكار بخير .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012