أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


أين المخرج؟

بقلم : د.محمد ابو رمان
08-09-2012 11:58 PM
بدا المشهد السياسي في البلاد أمس كأنّه 'كرة نارية' ملتهبة؛ اعتقالات لناشطين وسياسيين في الطفيلة وحيّ الطفايلة، بعد أن تجاوزت بعض اليافطات غير المقبولة ما يمكن أن يحتمله 'مطبخ القرار'، ثم انفجار احتجاجات شديدة من مئات النشطاء على الاعتقالات، وكان يجري الإعداد من قبل 'الحراكات' لـ'ليلة ساخنة'، وبدأنا نسمع ردود فعل نارية من أطراف معارضة أخرى!في الأثناء كان مؤيدون وأقارب لرئيس الوزراء الأسبق العين عبد الرؤوف الروابدة، يحشدون لمنع أي اعتصام يقوم به ناشطون مساء أمس على باب منزله، بعد أن بدأت الفعاليات عند بيت عماد فاخوري، مدير مكتب الملك، قبل أن يجتمع أبناء عشيرة الفاخوري، ويتوعدوا من يحاول الإساءة لابنهم.من جهتها، تعدّ الجبهة الوطنية للإصلاح لملتقى كبير ضمن برنامج رفض إجراء الانتخابات وفق القانون الحالي، وبدأنا نسمع ونقرأ لشخصيات سياسية معارضة من الوزن الثقيل عادت للظهور مرّة أخرى، بما يؤذن أنّنا أمام تصعيد كبير متبادل، كل ذلك في ظل ما يفترض أنّه استعداد من الدولة لإجراء الانتخابات النيابية التي تقاطعها المعارضة والقوى الحراكية الجديدة، في ظل أجواء شعبية محتقنة وقلقة!الجملة التي يمكن أن تختزل كل ذلك هي أنّ الفرضيات الرسمية، التي بشّرت بنهاية الحراك في العام 2012، وساهمت في استدارة الدولة وعودتها إلى الحرس القديم والتيار المحافظ، ضلّلت الدولة ودفعتها إلى رهانات خاطئة، فمن الواضح أنّ هنالك عودة كبيرة للحراك الشعبي والسياسي، بل انبثاق لصورة جديدة منه أكثر راديكالية وتشدّداً في الهتافات والسقوف والمطالب، تتجاوز خطاب قوى المعارضة التقليدية وسقوفها المعتمدة!ما حدث يؤكّد بصورة واضحة وجليّة ما أسماه خبراء ومثقفون من ألوان الطيف السياسي، بـ'انسداد أفق سياسي'، في حال لم يتم التوصل إلى قانون انتخاب توافقي، تجرى عليه الانتخابات النيابية القادمة.الخلاصة المهمة من تطورات الأسبوع الماضي؛ لا تحتاج إلى قراءة مستبصرة، بل إلى أعين ليس فيها رمد، فالعودة إلى مقاربة التيار المحافظ والحرس القديم ليست وصفة للحل، بل لتجذير الأزمة السياسية والمأزق الراهن، والدفع بالبلاد إلى مرحلة خطرة وحسّاسة، نحن موضوعياً وسياسياً في غنى عنها. ومن الجيّد أنّ الفرضيات التي جاءت بحكومة الطراونة انهارت قبل أن نتورط أكثر في مسار سياسي مغلق، يصعب الرجوع عنه، فالعبرة لا ترتبط بقياس حجم الحراك إنما بقراءة عميقة للظروف والشروط الموضوعية التي تحتّم المضي في مرحلة مختلفة تماماً عن الرؤية التقليدية المهيمنة.في نهاية اليوم المطلوب توافق عقلاني واقعي بين التيار الإصلاحي داخل الدولة وفي المعارضة، وإلاّ فإنّ البديل هو صعود الخطابات اليمينية المتبادلة، وانزلاق نحو لغة راديكالية عدمية، بعد أن أغلقت الأبواب أمام الخطاب الذي يلتزم بالخط المعتدل والعقلاني، ويلتزم – أيضاً- بحماية الاستقرار السياسي والاعتراف بالثوابت التي توافقت عليها القوى السياسية المختلفة. دعونا نفكّر بالعودة إلى جادّة الصواب، حكومة ومعارضة وحراكات، ونعترف مرّة أخرى أنّه لا بديل أمامنا سوى الحوار الهادف، والتفاهم والتوافق، بعد أن أثبتت حكومة الطراونة عملياً أنّ الرهانات المحافظة والتقليدية فاشلة وعقيمة، وختم على هذه النتيجة استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الأخير، إذ كان بمثابة استفتاء على هذا المسار.الطريق الآمن الذي يجيب عن هواجس المواطنين وطموحاتهم ليس لذوي الأجندات المتطرفة من الطرف الرسمي أو المعارض أو في الحراك، بل هو للصوت العقلاني الوطني الواقعي، والغالبية العامة من الشعب تريد إصلاحاً حقيقياً يمنحها الطمأنينة بأنّنا نسير نحو الأفضل لا الأسوأ!

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-09-2012 01:57 AM

أحسنت.

لقد مارست العقلية المتصحرة - بعظها بدوافع وطنية - مارست ألعابآ بهلوانية تنم عن قصور في الوعي ، عن ضحالة معرفيةوعن مصالح متقاطعة .

بدأ حراك ألأردنيين قبل الربيع العربي . وكانت أرهاصاته ناضجة - لنتذكر بيان المتقاعدون العسكريون - لكنها كانت تفتقر لبرنامج وهذا طبيعي في صرخة أستدراك وأنقاذ ما يمكن أنقاذه بسبب فداحةالظلم، تخبط الأداء الحكومي العام ، تسيد الفساد وتغرب ،، النخبة،، بين هلالين .فماهم بنخبةمغربة ودراستهم في الخارج فضيحة فقد أكتفوا بسقط المتاع .والملذات على حساب الخزينة وعادوا يتشدقون بالشكليات . ولم نسمع لهم - لا أنجازآ فهذا مستحيل عليهم - ولا مساهمة علمية أو حتى مشاركة . وأتحدث هنا عن أصحاب المناصب.

عادوا .تورثوا. وهم يفتقرون للحد ألأدنى من كل شيء .سياسيأ .أجتماعيآ،، أقتصاديآ .لم يقرأ أحد منهم كتابآ ولاتابع بحثآ في ،، تخصصه،،......؟؟؟

أستلمتهم دائرة ، دوارة ،محكمةومخطط لها بهمة حلزون قديم وسرعة نسناس يحفر في وجوههم قتر غبار ويوجههم لافتقادهم الحد الأدنى.

هكذا فالكرة في ملعب النظام .لا المعارضة.خطوط النظام جيدة ومبعثرةتلك التي للآخرين .لكنها عريضة وأحتمال أن تقارب أطيافها هزة صغيرة وارد بل حتمي .عندها فخطوط أحتمالاتها تغدو جارفة. والاردن ألآن عى شفا حفرة .

على الراشدين تجاوز ألأساءات أو المظالم الشخصية .الوطن ليس فكرة فقط بل مسعى .حياة وممات . فلا بد من حوار وتنازلات .لا بد من تواصل وعدم قطع أي خط بل طرح تفاهمات وأعادة ثقة لم تعد تقريبآ ، تقريبآ ، موجودة.

ألف نون

2) تعليق بواسطة :
09-09-2012 09:23 PM

لعل أهم ما ميع المشهد الذي تصف هذا الأسبوع حدثان يؤشران على سطحية وسخافة الذين يؤدون أدوار الممثلين فيه الحدث ألأول تمثل في محاولة أحد من وصفوا بأصحاب البسطات الغاصبين حقوق عباد الله في طريق آمن سليم يخالف كل القوانين المننظمة لمزاولة المهن حيث قام عن حهل وحماقة بمحاولة الإنتحار ليكرر ويعظم المخالفة بحيث تغضب الله تعالى مع أن في لأردن أكثر من نصف مليون عامل من الغرباءيكسبون أرزاقهم من غير بسطات .
والحدث الثاني تمثل في إقدام سياسي محترم يتقلد لقب دكتور أبتعد عن سربه وخالفهم وقرر أن يقيم الدين في مالطه وتوسل إستعمال اليد لتغيير أو إصلاح فساد مفترض لم تثبت صحته على سياسي مخضرم يخالفه في العقيدة السياسية ’ فتعرض لما تعرض له من بهدلة واذى مع الكثير من الملامة والتقريع .
تتسطح يا أستاذي كل المحاولات وبدأت تتفتت على خشبة المسرح , في رأيي أنها مسبحة وفرطت ولا مندوحة عن بذل كل الجهود لإعادة النظر في كل إتجاهات وهداف الذين يسعون لإعادة نظم حباتها .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012