أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


الصندوق الدولي.. مرجعية الربيع العربي

بقلم : طاهر العدوان
09-09-2012 12:21 AM
يجمع الاردنيون على ان الوضع الاقتصادي السيئ هو اهم ما يشغل بالهم في المرحلة الراهنة ، هذا ما أشار اليه اخر استطلاع للرأي صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية . حيث يشير الى ان ٧٠ بالمئة من العينة الوطنية و٥٢ بالمئة من عينة قادة الرأي ترى ان اهم المشكلات التي تواجه الاردن اليوم ذات طابع اقتصادي وهي البطالة والفقر وارتفاع الأسعار بينما يجمع قادة الرأي بين المشكلة الاقتصادية وبين مشكلات الاصلاح السياسي كالفساد الاداري والواسطة .
امس الاول نظم اليساريون والقوميون مسيرة وسط البلد رفعت شعارات ضد ما اسمته ( إملاءات صندوق النقد الدولي ) وفي نفس اليوم كان اليساريون المصريون ينظمون مسيرة مماثلة في القاهرة احتجاجا على القرض الذي طلبته القاهرة من البنك الدولي البالغ حوالي ٥ مليارات دولار . والاستنتاج المباشر من المسيرتين ان الحالة الاقتصادية في العالم العربي متماثلة بثورة او بغيرها ، بربيع عربي او بدونه . فإذا كانت المشكلات الاقتصادية واحدة من بطالة وفقر وغلاء فان الحل الحاضر دائما هو بالاقتراض من البنك الدولي والخضوع لبرامج صندوقه ، اي انه اصبح مرجعية الجميع بما في ذلك عواصم ثورات الربيع العربي .
الاقتصاد الوطني يدفع اليوم ضريبة نهج الليبراليين الجدد ليس في الاردن فحسب. انها في مصر وتونس وغيرهما ولا اريد ان اكرر ما كتبته من نقد لهذا النهج منذ سنوات . سأكتفي فقط باقتباس ما كتبه المفكر التونسي مصطفى الفيلالي قبل ثورة بلاده « اذا تخرج الطالب من جامعة غربية يتخرج بتفكير مبني على مرجعية غربية ، والمرجعية ليست بريئة ، تفكيره ليبرالي يؤمن باقتصاد السوق بكل ما يقتضيه من تحجيم للقوى العاملة وتسريح لها ومن منطق الربح وتقديس لحرية التجارة وان كان فيها إفراط وتفريط «.
واضيف هنا ان العيب ليس في النهج الليبرالي الاقتصادي ولا في التخرج من جامعات الغرب ، لان الليبرالية تقف خلف نهضة اوروبا الاقتصادية، لكن في الحالة العربية فان إهمال الليبراليين بل مقاومتهم لتطبيق الركن الثاني من الليبرالية وهو الاصلاح السياسي وعرقلة إقامة مؤسسات الديموقراطية التي تراقب وتوجه وتحاسب كل ما يتعلق بشؤون المجتمع هو السبب الذي قاد الى ظاهرة الفساد والى تعميق المشكلات الاقتصادية بدل حلها ، واذا كان الفساد هو سوسة الاقتصاد فان غياب المؤسسات الديموقراطية للمراقبة والمحاسبة هو القضية .
وبالعودة الى المسيرتين اللتين خرجتا في عمان والقاهرة ضد إملاءات صندوق النقد الدولي وبرغم صغر حجمهما الا انهما تسلطان الضوء على الجانب المهمل حتى الان في الظاهرة التاريخية المسماة بالربيع العربي وهو جانب الثورة الاقتصادية .
فمن المتناقضات السائدة في الوضع الراهن وجود إجماع عربي من خلال الجامعة العربية على مساندة ثورات شعوب الربيع العربي للحصول على الاصلاح السياسي في الوقت الذي يجري فيه تجاهل الجذور الاقتصادية التي تدفع هذه الشعوب للثورة مثل استفحال البطالة وانتشار الفقر وتدهور النمو والتنمية.

الاصلاح السياسي لن ينجح وحده في حل مشكلة العالم العربي ، فمسلسل الدمار والصراعات والحروب الداخلية لن يتوقف في هذا الجزء من العالم اذا لم يقترن الاصلاح السياسي بثورة اقتصادية وعلمية شاملة من خلال بناء اقتصاد عربي متكامل وأسواق موحدة وتنمية بشرية واقتصادية تأخذ بالاعتبار ان عالم اليوم لا يعيش فيه الا من يمتلك القوة الاقتصادية والعلمية ، وهذا لا تصنعه الأرقام الفلكية في أرصدة البنوك الاجنبية انما تصنعه الابتكارات العلمية والصناعية والمنافسة والحضور في التجارة العالمية كمصدرين وليس مستهلكين فقط ، ومصيبة العالم العربي ان شعوبه تنفق ما يوجد في جيوبها لدفع رواتب عمال الشركات العالمية في الشرق والغرب . اما رؤوس الاموال العربية فهي أرصدة في الحسابات الاجنبية بدل ان تكون صانعة نهضة اقتصادية وصناعية شاملة تعود خيراتها على الجميع ، على الدول الغنية والثرية والفقيرة .

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-09-2012 02:53 AM

إقتباس "" الاصلاح السياسي لن ينجح وحده في حل مشكلة العالم العربي ، فمسلسل الدمار والصراعات والحروب الداخلية لن يتوقف في هذا الجزء من العالم اذا لم يقترن الاصلاح السياسي ""بثورة اقتصادية "" وعلمية شاملة من خلال بناء اقتصاد عربي متكامل وأسواق موحدة وتنمية بشرية واقتصادية تأخذ بالاعتبار ان عالم اليوم لا يعيش فيه الا من يمتلك القوة الاقتصادية والعلمية "
تلك وربي هي المسألة الحقيقية . فلا ربيع عربي ولا ما يحزنون , بل هناك مُخططات سرية و كبيرة لإغراق العالم بالمشاكل المالية ومنها بالطبع بعض من الدول العربية عن طريق إغراقها بالديون وتضخيم المشكلات الإقتصادية لنشر الفقر والبطالة والعوز وتكبيل تلك الدول بالديون من خلال تسهيل الإقتراض وزيادة الإنفاق ومن ثُمّ إغـلاق تلك الحنفيات سواء من نفس تلك المؤسسات والبنوك الدولية أو من خلال الضغط على الدول المانحة بإغلاق الحنفيات حتى لو كانت تلك الحنفية (( عربية وإسلامية ))

2) تعليق بواسطة :
09-09-2012 11:46 PM

وصرت تفهم بالاقتصاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012