أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


ثمرات الثورات العربية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
10-09-2012 12:10 AM
الثورات العربية الناجزة في مصر وتونس، بدأت الشعوب تقطف بعض ثمراتها المهمّة بل في غاية الأهمية، تدركها الشعوب نفسها، حيث تتمثل الثمرة الأولى بأنّها أنجزت الخطوة الأولى الصحيحة على السكة الطويلة بامتلاكها القدرة الكاملة على اختيار الزعيم بإرادة حرّة، ولم يعد بالإمكان التراجع عن هذه الخطوة، ولن تستطيع قوة داخلية أو خارجية سلب الشعب هذا الحق، ولذلك بعد سنواتٍ معدودة محددة، سوف يعود الشعب مرةً أخرى لصناديق الاقتراع ليختار رئيسه الجديد.
هذه الثمرة لا تخص فئة معينة أو حزبا معينا، حتى لو كان الرئيس الفائز من هذه الفئة أو ذاك الحزب؛ لأنّ هذا الفوز سيكون على المحك، ويمثل مسؤولية كبيرة ومغامرة خطيرة في هذه الظروف الحرجة والبالغة في خطورتها وعدم استقرارها، والمخالفون والمعارضون اشتركوا في قطف هذه الثمرة؛ لأنّ معركتهم سوف تكون أسهل عندما تكون مع رئيسٍ منتخب محدد المدة، وليس مع رئيسٍ أبديٍ حتى الموت.
أمّا الثمرة الثانية فقد تجلّت بإطلاق يد القضاء في ملاحقة القطط السمان، الذين استغلوا الوظيفة العامة، واستثمروا من خلال مناصبهم الرفيعة من أركان النظام السابق، فقد قرر القضاء المصري محاكمة وزير الثقافة المصري الأسبق (فاروق حسني)، بتهمة الكسب غير المشروع، كما قرر القضاء مطالبته برد (18) مليون جنيه، عجز عن إثبات مصدرها، وكان فاروق حسني قد ظلّ بمنأى عن المحاسبة والمتابعة طوال فترة منصبه التي تزيد على عشرين عاماً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
كما كشفت التحقيقات عن تورط الفريق أحمد شفيق الذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية مقابل الرئيس الفائز محمد مرسي، حيث تمّ الاعتراف على أنّ شفيق قام بتخصيص أراض حكومية لنجلي مبارك علاء وجمال، تقدر بمساحات تزيد على (40000)م مربع، من أراضي منطقة البحيرات المرة في محافظة الاسماعيلية.
أمّا الجريمة الكبرى التي تستعصي على الفهم فيما يتعلق بالهارب يوسف بطرس غالي، حيث تمّ توجيه التهمة إليه بسرقة (435) مليار جنيه من أموال المعاشات الخاصة بالمواطنين المصريين، وقد تسبب في ضياع (60 %) من أصولها من خلال المضاربات في البورصة، وقد تغاضى عن تحصيل مبالغ كبيرة للخزينة من رجل الأعمال أحمد عز الدين، وغيره من المتنفذين علاوةً على السطو على شواطئ بحيرة قارون والمحميات الطبيعية.
هذه المتابعات الجادة والحثيثة أظهرت رأس جبل الجليد، وسوف تكشف الأيام المقبلة عن عمق المأساة، وعن فداحة الخسارة الثقيلة التي ألحقتها النظم البائدة بخزينة الدولة وسوف تكشف عن جرائم كثيرة تتمثل بسرقة شعب وتقويض دولة.
إنّ ما يُجرى في مصر يفسر لنا مقدار الخوف والرعب الذي يتملك النخب الفاسدة التي استغلت المواقع العامّة، وسرقت المال العام، ونهبت مقدرات الشعوب، ولذلك فهي تقف ضد الإصلاح بكل ما أوتيت من قوة، وركبت موجة التشكيك بثورة الشعوب العربية وعملت على تمويل الحملات المضادة للثورات الشعبية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-09-2012 01:54 AM

إقتباسين وتعليقين :

إقتباس 1 - " الثورات العربية الناجزة في مصر وتونس، بدأت الشعوب تقطف بعض ثمراتها المهمّة بل في غاية الأهمية،

التعليق :
سيدي الدكتور الفاضل , دعني أسألك وأنت الأكاديمي المحترف :

لماذا لم تأتِ على ذكر ما حلّ في ليبيـا وما سيحل في سوريا ؟؟

أقتباس 2 - أمّا الجريمة الكبرى التي تستعصي على الفهم فيما يتعلق بالهارب يوسف بطرس غالي، حيث تمّ توجيه التهمة إليه بسرقة (435) مليار جنيه من أموال المعاشات الخاصة بالمواطنين المصريين، .
التعليق :-
أيضاً أود أن أسألك وانت الأكاديمي :
كيف تُجيز لنفسك نقل مثل هذا الخبر نقلاً صمّاً ؟؟ حتى تلك الإتهامات تبقى اتهامات ما لم يتم تأكيدها فكيف تسمح لقلمك بتكرار ما ليس مؤكدا؟؟

أنا لستُ من المعجبين بما جرى في مصر وتونس وليبيـا وما يجري في سوريا الآن لأنني أشتم رائحة مؤامرة كبرى على الوطن العربي بأيدي بعض العرب مع الأسف !!
وأُؤكد للمرة المليون :-
لستُ مباركياً ولا أسدياً ولا إخوانياً ولن أكون ما دُمت حيـّاً , ولكنني أفتخر بأُردنيتي وعشقي للثرى الأُردني الطهور

2) تعليق بواسطة :
10-09-2012 01:54 PM

انت تشرح عن نتائج اشهر لمرحلة اوليه للحكم الساسي الاسلامي بمصر ، او بتونس
المقنع اكثر ان تتحدث عن تفصيلات ونتائج الحكم الساسي الاسلامي للفترة الممتدة من 1989 الى الان 23 عاما في السودان الشقيق ، اسوء نتائج هذا الحكم انه باع نصف البلاد وحطم ودمر اقتصاده وساد الفقر والتخلف والبطالة واطغيان من القضاء على الاحرار والوطنين و قتل الحريات وتهجير وابعاد الكفاءات....
ونهب خيراته وتدهور مشاريعه التنموية مما اوصل بلاده لملامح عصور الجاهلية وعصور المجاعات . وانت الادرى يا دكتور بما يجري وما هو متبع هناك ، لماذا لا تشرح باسلوبك الشيق والمميز من باب العدل والمساواة بالمعرفة واظهار الحقائق و اطلاع قراءك ومتابعيك لممارسات الحكم الاسلامي بالدول الشقيقة وغيرها ما لهم وما عليهم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012