أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 13 كانون الثاني/يناير 2025


الطفيلة.. أزمة الشعارات مجددا

بقلم : فهد الخيطان
10-09-2012 12:19 AM
قبل أربعة أشهر تقريبا، وقعت أزمة مماثلة في الطفيلة وحيها في عمان؛ شبان رفعوا شعارات تجاوزت الخطوط الحمراء، فجرى توقيفهم. كما تم اعتقال عدد من المتضامنين تظاهروا عند الدوار الرابع. وبعد أسابيع من الوساطات والفعاليات التضامنية، أفرج عن الموقوفين بكفالة.المشكلة الحالية في الطفيلة لا تختلف عن سابقتها، اللهم في المضمون المنفر للشعارات التي خرجت هذه المرة عن أخلاق وتقاليد المجتمع. فيما عدا ذلك، فإن طريقة الحكومة في المعالجة، وردود الفعل عليها في الشارع الحراكي والسياسي، تبدو نسخة كربونية عن الأزمة الأولى.لنضع جانبا التفاصيل والوقائع اليومية للحدث، ونتأمل في السؤال التالي: في الفترة الفاصلة بين الأزمتين، ماذا فعلت أجهزة الدولة لتجنب تكرار المواجهة والشعارات المرتفعة؛ وللدقة أكثر، الانحدار في مستوى الشعارات إلى حد الإساءة والتجريح الشخصيين؟في الواقع، لم نشهد أي تغيير في السلوك الرسمي تجاه الحراك في الطفيلة أو في غيرها من المناطق. ظلت المقاربة الأمنية هي السائدة والناظمة للعلاقة بين الدولة والحراك. لم نسمع عن جلسة حوار بين ساسة في الدولة والنخب الشبابية لمناقشة الهموم العامة، ورؤية الدولة الإصلاحية وملاحظات الحراك عليها، وتحديد نقاط الاتفاق والاختلاف، وفرص التجسير بين المواقف. لقد أنكرت الدولة وجود طرف آخر في المجتمع، وتصرفت على هذا الأساس. وفي اعتقادي، هذا هو السبب الرئيس لخطاب الحراك المنفعل؛ سياسة الإقصاء عززت الميول المتطرفة في أوساط الشباب، خاصة في مدن مثل الطفيلة تعاني أصلا من التهميش التنموي والاقتصادي.لا يختلف اثنان على أن عملية الإصلاح تواجه خطر الإفلاس بعد سلسلة من التراجعات المنظمة، ولم يبق من معالمها سوى بعض المظاهر، من بينها حرية الناس في الاجتماع والتظاهر. واحترام الدولة لهذا الحق على إطلاقه جنب الأردن مواجهة بين الحكم والشعب، على غرار ما حصل في دول عربية أخرى. لكن هذه الميزة على أهميتها، تفقد قيمتها مع مرور الوقت، عندما تصبح حرية التعبير مجرد عملية تنفيس لا تحقق التغيير المطلوب.'دع الناس يقولون ما يريدون إلى أن يصابوا بالملل، ويقبلوا بالمتاح من الإصلاحات'؛ تلك هي المقاربة التي بنت عليها الدولة موقفها من الحراك السياسي في الأشهر الأخيرة. لكن حساب السرايا لم يطابق حساب القرايا كما يقال؛ ففي مواجهة حالة التجاهل من قبل المؤسسات الرسمية، أخذت شعارات الحراك منحى تصاعديا، في محاولة على ما يبدو لقهر حالة الملل التي أصابت الشارع السياسي مؤخرا، واستفزار أصحاب القرار بشعارات لا تزعجهم وحدهم، بل وتقض مضاجع المجتمع برمته.الطفيلة ليست الاستثناء الوحيد؛ ففي كل المناطق نشهد هتافات وشعارات تخرج عن المألوف، لم تفلح الحلول الأمنية في السيطرة عليها.الدولة أمام خيارين لا ثالث لهما: مراجعة سياساتها ونهجها الإصلاحي لاحتواء الغضب، ووقف كل أشكال التمادي على رموز الدولة وهيبة المؤسسات؛ أو اعتماد الحل الأمني بشكل قاطع لإسكات أصحاب الأصوات العالية، بكل ما يترتب على ذلك من توسيع لدائرة الاعتقالات والمحاكمات، والتنازل عن الميزة النسبية لحرية التعبير، والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات. فماذا نختار؟fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-09-2012 01:36 AM

إقتباس "" المضمون المنفر للشعارات التي خرجت هذه المرة عن أخلاق وتقاليد المجتمع. ""

هذه هي المشكلة الرئيسية في الحراكات التي أجد نفسي مُضطراً أنْ أصفها بالعِلاكـات .
والأدهى أنّ كل متعطش للإعتقال من أجل البطولة وتسجيل المواقف يجد هناك من يدعمه ومن يؤكد مساندته !! فما عليه إلاّ أن يحمل ذلك الميكرفون ويبدأ بالتهريج القبيح .
وبعد التوقيف تبدأ الوساطات والتطمينات والوعود والجاهات , وباختصـــار:
عيب ما يجري على الساحة الأردنية

2) تعليق بواسطة :
10-09-2012 12:53 PM

*- يطل علينا "كاتب القصر" اليوم بمنطق الحريص كما هي العادة لاحد انواع كتبة النظام الذي سابين انواعهم لاحقاً , تناقض واضح ما بين الطرح و الحلول , مثلا يقول الكاتب ان انتقاد النظام و اسماءه هو مرحلة من مراحل الغضب الشعبي لسياسة تجاهل النظام للمطالب الشعبية و من ثم يقول في احد الحلول ((مراجعة سياساتها ونهجها الإصلاحي لاحتواء الغضب، ووقف كل أشكال التمادي على رموز الدولة وهيبة المؤسسات؛ )) يعني في الاول كانت انتقادا لشخوص النظام و هذا امر طبيعي في اي حراك شعبي فهؤلاء ليسوا الهة تعبد من دون الله حتى لا ينتقدوا , و من ثم يصف هذا الانتقاد ب "التمادي" على ما سماهم رموز الدولة و قد سبق و ان فندت كلمة "رموز" هذه الكلمة التي تعني حصانه قدسية لاي شخص بغض النظر عن تصرفاته .
*- من ينتصر للوطن و لهمومه هو ليس باحثا عن الشهرة و ليس ممثلا , انما الممثل هو الذي يدعي الوطنية و يخبئ في نفسه نصرة للص , و العلاك هو لغة الاطفال و لغة الجاهل و ليس لغة من انتصر للوطن و لهمومه , الهموم التي اخرجت الناس للشارع تظلما ,
هنالك من يجلس في بيته يعلك علكة الكلام الاجوف الضعيف المناصر الاعمى السلبي , و هنالك الرجال الذين نزلوا للشارع ليواجهو نظاما معلولا تجرأ على شعب بالظلم و السرقة و الحكم المطلق و الفتنة , بينما راى مناصروه بمن حمل "كرتونة" شيطانا شرسا , فيا حسرتي بمن هزته كرتونة , و لم يهتز لكراتين ملفات فضائح النظام و بعد ذلك يتحدث بالحرص على اساس اننا غشايم لا نفقه قولاً ! او نخدع بالكلمات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

3) تعليق بواسطة :
10-09-2012 04:22 PM

مع خيطان ضد السكر العدوان

4) تعليق بواسطة :
10-09-2012 06:14 PM

ماذا يعني خطوط حمراء ومن إخترع هذه الخطوط ...في زمن الربيع العربي لن تعترف الشعوب باي خطوط خاصه وان ولاة الأمر قد تجاوزوا جميع الخطوط في السرقه والنهب من موارد الدوله ...

5) تعليق بواسطة :
10-09-2012 11:03 PM

يا سكر يا عدوان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012