أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
حماس لم تسلم ردها بعد عدم تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب مظاهرات في تل أبيب لأهالي الأسرى تطالب بصفقة شاملة العمل: 304 آلاف عامل وافد حاصل على تصريح عمل أصولي عارف الحاج: مغادرة الفيصلي لم تكن بيدي حرائق لوس أنجلوس.. فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة الملك: وقف الحرب على غزة الخطوة الاولى لتهدئة شاملة بالمنطقة ترشيح 154 طالبا للدراسة خارج الأردن للعام الجامعي 2024-2025 مهم من السفارة السورية بالاردن بشأن جوازات السفر منتهية الصلاحية جرى تغيير تاريخ إنتاجها… ضبط 25 ألف كيلو لحوم منتهية الصلاحية الهيئة المستقلة للانتخاب تبدأ بصرف المستحقات المالية للأحزاب السياسية أبو السمن يتفقد الواقع المروري على شارع ياجوز الملك يشهد تجهيز أكبر قافلة مساعدات إلى غزة ويكرم الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على جهودها 7.238 مليار دولار الدخل السياحي العام الماضي .. و1.93 إنفاق الأردنيين بالخارج حسان: الحكومة والقطاع الخاص أصحاب مشروع واحد فيما يتعلق بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ونمو الاقتصاد الوطني 3.3 مليار دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال 11 شهرًا عام 2024
بحث
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


أطلقوا سراح معتقلي الحراك فورا

بقلم : ناهض حتر
22-09-2012 11:33 PM
لا توجد أطر سياسية وأمنية، تفسر اعتقال نشطاء الحراك الشعبي؛ ذلك أن موازين القوى المستجدة منذ العام 2010 لم تعد تسمح بمنع التعبيرات السياسية الجماهيرية، خصوصا وأن أيا من الحراكات الشعبية لم يتجاوز الحدود الدستورية في مطالبه الفعلية، كذلك، فإن أيا من النشطاء لم يمتشق السلاح.
على هذه الخلفية، تبدو الاعتقالات بلا هدف سياسي سوى تقديم خدمة مجانية للإخوان المسلمين وحلفائهم، وللتحريض على الفوضى وإفشال العملية السياسية والانتخابات التي لا يمكن للمعارضة الوطنية خوضها وهناك سجين رأي واحد.
المبرر الرسمي الوحيد للاعتقالات، كما هو معروف، هو معاقبة أولئك الذين يمارسون الهجوم اللفظي على شخص الملك وعائلته. وقد أبدينا، أكثر من مرة، رفضنا لهذا الأسلوب في الممارسة الشعبية، لكن التعامل السياسي مع هذه الظاهرة، منذ خريف 2011، كان مقترحا وممكنا من خلال لقاءات وحوارات مع قيادات الحراك الشعبي، وقد جرت بالفعل ترتيبات في هذا السبيل، أحبطها أولئك المغرورون المعزولون عن المجتمع في الديوان الملكي. وفي اعتقادي أن الفرصة لم تفت بعد؛ فلا الحراكات في وارد _ أو يمكنها واقعيا تبني برنامج لإسقاط النظام، ولا النظام بات قادرا على تجاهل الحراكات. وفي ظل هذا الستاتيكو لا بديل عن الحوار؛ لا عنفا لفظيا ولا اعتقالات.
من الناحية الأمنية الصرف، فإن اعتقال عشرات النشطاء يعني الدفع برفاقهم وجمهورهم وأسرهم وعشائرهم إلى صفوف الإخوان وحلفائهم. كذلك، فإن حالات التعذيب والعنف الأدبي والجسدي مع المعتقلين، ستؤدي إلى تراكم أحقاد لا يمكن، بعدها، التعامل مع نتائجها اللاحقة.
إن أي مواطن حر وشريف لا يمكنه إلا المقارنة بين النزعة إلى الاعتقالات السياسية ، واستخدام العنف ضد نشطاء الحراك الشعبي، وبين التباطؤ القانوني والحرص الشديد على مشاعر الفاسدين وطيّ ملفات الفساد.
تتعرض الدولة الأردنية، اليوم، لمخاطر وجودية هي التي تدفع بالوطنيين الأردنيين إلى توخي الحذر والبحث عن تفاهمات لتجاوز المرحلة الخطرة المقبلة، لكننا، حتى اللحظة، نواجه تشتتا في مراكز القرار واستمرارا في تسيير البلد وفق الأجندات الشخصية ووفق استشارات أقل ما يقال فيها إنها ساذجة.
في البلد قوتان سياسيتان: الحراك الشعبي وحلفاؤه والإخوان وحلفاؤهم. وإذا كان لدى أحد طموح بنجاح الصدام مع القوتين معا، والعودة بالبلاد إلى ظروف ما قبل 2010، فهو واهم تماما. والوهم سلاح انتحاري.
ينبغي، أولا، مركزة القرار على مستوى النظام، ومن ثم مواجهة الحقيقة، والاختيار بين بديلين لا ثالث لهما: التفاهم مع الإخوان على صفقة تفضي إلى مشاركتهم في الحكم، أو التفاهم مع الحراك الشعبي على استئصال الفاسدين وتصفية ملفات الفساد ومراجعة الخصخصة، وتنمية المحافظات بعقول وسواعد أبنائها.
بخلاف ذلك، سوف ينتهي الستاتيكو القائم بتحالف الحراك الشعبي والإخوان، وما ينتج عنه قوة من غير الممكن مجابهتها. والمشكلة، هنا، أن أجندة الإخوان إقليمية وليست وطنية، والمآل هو الفوضى وليس التجديد.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012