أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
حماس لم تسلم ردها بعد عدم تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب مظاهرات في تل أبيب لأهالي الأسرى تطالب بصفقة شاملة العمل: 304 آلاف عامل وافد حاصل على تصريح عمل أصولي عارف الحاج: مغادرة الفيصلي لم تكن بيدي حرائق لوس أنجلوس.. فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة الملك: وقف الحرب على غزة الخطوة الاولى لتهدئة شاملة بالمنطقة ترشيح 154 طالبا للدراسة خارج الأردن للعام الجامعي 2024-2025 مهم من السفارة السورية بالاردن بشأن جوازات السفر منتهية الصلاحية جرى تغيير تاريخ إنتاجها… ضبط 25 ألف كيلو لحوم منتهية الصلاحية الهيئة المستقلة للانتخاب تبدأ بصرف المستحقات المالية للأحزاب السياسية أبو السمن يتفقد الواقع المروري على شارع ياجوز الملك يشهد تجهيز أكبر قافلة مساعدات إلى غزة ويكرم الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على جهودها 7.238 مليار دولار الدخل السياحي العام الماضي .. و1.93 إنفاق الأردنيين بالخارج حسان: الحكومة والقطاع الخاص أصحاب مشروع واحد فيما يتعلق بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ونمو الاقتصاد الوطني 3.3 مليار دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال 11 شهرًا عام 2024
بحث
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


خطيب يطالب بجُبتين .. وآخر يشكو من نوم «المصلين»!

بقلم : حسين الرواشدة
24-09-2012 12:18 AM
اطرف ما سمعته في مؤتمر “الخطبة ودورها في بناء المجتمع” الذي نظمه المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع الاوقاف والافتاء والجامعة الاردنية كان طلبا تقدم به احد الخطباء - على سبيل المزاح ربما - بضرورة صرف جبتين للخطيب احداهما صيفية واخرى شتوية، خطيب اخر شكا من “نوم” المصلين وقت الخطبة وذكر ان احد هؤلاء “وبّخه” لانه قطع عليه وصلة النوم، خطيب ثالث حمّل بعض المصلين “اكراه” الامام على الاختصار في الخطبة والصلاة، وقال بانهم يضيقون ذرعا بالبقاء نصف ساعة في المسجد مع انهم يجلسون امام “التلفاز” ساعات عديدة، وفي تعقيبه على ذلك ذكر بانه استفاد من “الممثلين” في جذب الجمهور ولم ينس ان يقول بان علاقته بالتمثيل قديمة.. وبأنه يحب هذا الفن.

لم تتوقف ملاحظات وشكاوى الخطباء تجاه جمهورهم، وانما سمعنا - ايضاً- هجوما مضادا من المشاركين والحاضرين على “الخطباء”، البعض اشار الى قلة “بضاعتهم” العلمية والثقافية، آخرون اشتكوا من توظيف الخطبة لغايات سياسية او حزبية، طرف ثالث اخذ على الخطباء ارتفاع صوتهم وحدّته، وعدم استعدادهم لتقديم مواضيع تليق بعقول مستمعيهم، اخرون ذكروا بان خطاب “المسجد” ما زال تقليدياً، وبان “الخطبة” لا علاقة لها احياناً بواقع الناس وحياتهم، وان بعض الخطباء يخيرون الناس بين الجنة والنار، ويضربونهم باسواط من الترهيب ويقدمون لهم الاسلام وكأنهم يعيشون قبل اربعة عشر قرنا.

حين كنت اصغي الى بعض مداولات المؤتمر خطر على بالي قيمة هذا المؤتمر الاسبوعي الذي يذهب اليه الناس بلا دعوة ولا اعلانات ولا اجبار من احد، قلت في نفسي: لماذا لا يستمثر المسلمون مثل هذا “الكنز” الذي يشكل اخطر وسيلة اعلامية متاحة، لماذا لا نبدأ باصلاح المسجد - مثلا - كي نضمن اصلاح غيره من المؤسسات والمرافق، لماذا كان المسجد فيما مضى من عصورنا يشعّ على الشارع والسوق فتتحول الامكنة كلها الى “مساجد” بينما اختفى هذا الشارع الان واصبح مقتصرا على زوايا المسجد فقط.

تساءلت ايضا: لماذا اهملنا خطباءنا ودفعناهم الى “الاحتجاج” للمطالبة بابسط حقوقهم في الزواج والمسكن والدخل الكريم، ولماذا لا نستثمر في هؤلاء الذين يعتبرون قادة وموجهين للرأي العام، ونعظم من مكانتهم الاجتماعية؟؟

من افضل النتائج التي انتهى اليها المؤتمر اصدار “ميثاق شرف للائمة والدعاة” واعتباره وثيقة دينية واخلاقية ملزمة، وهذا الميثاق ينص على التزام الخطيب بضوابط الشريعة ومقاصدها، وبأدبيات الحوار والنقاش والاختلاف، وبترسيخ دعوة الوحدة ونبذ العصبية والمذهبية المغشوشة، وبالحفاظ على امن البلدان وتنوعها واحترام اتباع الاديان الاخرى.. الخ.

وقفت ايضا في المؤتمر عند آفتين تعاني منها الخطبة في مساجدنا: احداهما آفة “التقليد” فالخطب التي نسمعها غالبا تبدو نسخة واحدة، وتستغرق كثيرا في الماضي، ولا تتضمن مواضيع تهم الناس في هذا العصر الذي يشهد تطورات مفزعة، اما الاخرى فهي آفة “التوظيف”، وانا - هنا - ضد استخدام المنبر سياسيا سواء اكان لمصلحة الحكومات والسلطات او لمصلحة الاحزاب والاتجاهات، فلا بدّ ان يستقل “المسجد” وان تكون “حرية” الخطيب مصانة، ما دام ملتزما بمقاصد الدين، وملتزما بالحفاظ على سلامة البلد.

في عصر “الثورات” العربية، اكتشف الجميع الدور الذي ينهض به المسجد في التحشيد واليقظة واكتشفوا بأن حضور الدين في الميادين ووصول “الاسلاميين” الى السلطة ما كان ليحدث لولا مساهمة “الخطباء” والائمة في دفع “الجماهير” نحو المطالبة بحقوقهم ورفع الظلم والاستبداد عنهم، لكن هذا الدور الذي نهضت به “المساجد” بخطبائها وائمتها ظل محكوما باثارة المشاعر، ومخاطبة الضمائر، ولم يصل الى “العقول” التي يقع عليها مهمة “التأسيس” والبناء، او مهمة الخروج من الثورات والتحولات الى بناء المشروع واقامة الدولة، وصناعة الانسان الجديد.

اذن، مهمة “المسجد” اليوم لا تتعلق فقط بالاشعاع الروحي الذي يمارسه الخطباء، وانما بالتنوير العقلي الذي يفترض ان يخرج من المسجد الى المجتمع ليصلحه ويغيرّ احواله.. واعتقد اننا لو احسنا اختيار الخطباء وتدريبهم ورعايتهم، واعدنا للمساجد “منزلتها” وغايتها، لاصبح مجتمعنا خاليا من كثير من المشكلات، ولوفرنا على اقتصادنا مليارات الدنانير.. ولما عدنا بحاجة الى اكثر من “مركز امن” واحد في كل مدينة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-09-2012 01:10 AM

صرف الجبه ليس بغريب فيجب ان يكون منظر مظهر الخطيب انيقا كما ان الدوله تصرف مليارات عالحفلات فما الضير في جبتين لكل خطيب؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012