27-10-2010 09:58 AM
كل الاردن -
د نضال شاكر العزب
قاض ، صحفي ، طبيب ، معلم ، فلاح حراث ، طريش ...كلهم وكلهن محترمون متساوون ، حين ينظر الدستور لهم ولكن ؟؟؟ ...هل نختال ونتحايل ...حين المعالجة ...بحيث يكون الطبيب مطسة ومفشة خلق ...وقد يرفض حين التقدم لخطبه العرائس الحسناوات...وقد يشكك برجولته .
****
الصحافة انتصرت وأقيل الوزير ...فهل هذه كل القضية أم- فشة غل واسترضاء للجسم الصحفي وأقلامه الواعية ... ؟؟؟
****
وهل الصحافة معنية الآن وغدا بكل الدقائق ...المتعلقة بالطبيب والمعلم الذي يعتدي عليه وعلى كرامته كل يوم ، فلا تقوم الدنيا ولا يستقيل مستخدم ، بل تاستأسد أسماء وأقلام مستكتبة لتبرر الخطأ وتبلسم الجرح ، ...لتعاد الكرة مرات ومرات ويصور المضروب لاستدرار العطف وتنقسم الآراء وتسوف الحلول ....ثم تعاد الكرة...
الصحافة الموقرة انتصرت ، وأغلق باب ... لكن لم تركت أبواب مواربة مفتوحة ...بحلول ورقية ...حين يتعلق الأمر بالطبيب والمعلم اللذان يتعاملان مع العقول ....
****
الطبيب - قاض - متمرس يحاكم القضايا بسرعة ولا ينتظر الاستمهال والتأجيل ...نعم عنده محاكمه سريرية ميدانية لا تحتمل التسويف ويقرر في حياه وموت - وكل بأذن الله جلت قدرته ...فما نحن صانعون بأطبائنا .... المستعجلون مغادره البلاد تتقاذفهم مكاتب التوظيف لا بل تعاملهم كالمستخدمات ... فلقد تأخر بهم قطار الدراسة وبدؤوا حياتهم حين تقاعد غيرهم ... فلم لا ينتصر لهم بصوره صحيحة ...وقد أمضوا حياتهم مع النزف وتوقف القلب وتباطؤه ...مع فقر الدم ...ولم يتوقفوا حين يتقيأ المريض وحين ....لنقول لهم إنسانية فأين الإنسانية حين يغفل تعليم أبناءهم ...وهنا لا أقصد حيتان الطب الذين يقتلون البراعم ....
*****
لم الاعتداء على القاضي لا يحصل ، ويقتضي العقوبة الفورية ، ولا يلحق الناس الطبيب إلا بعد شتم أمه وأخواته علانية ...مع ما يرافقها من التكسير والتبرير والانتصار للفاعل ...بدعوى التوتر والقلق على المريض ولفلفه الطابق ...حيث يشعر الطبيب باللا جدوى مما ينعكس على أداءه ....
مع كل الإحرام للصحافة مهنة المتاعب ، المضطلعة بالكلمة الصادقة والقلم الذي لا يداهن ، ولا يشرى ، ولا يسمح لأحد بالتفكير ، ومحاولة الاقتراب من القلم _ اليراع _ الصارخ في وجه المتكرشين والنفعيين الذين استنزفوا الوطن ، فكانوا خارج دائرته
****
والسلطة الرابعة المهابة _ والضرورية لاستمرار الديمقراطية والحريات _ تمد الجسد بنبض الحروف فتسري كما الدم للحياة ... من هنا لا بد من الانحياز لكرامه الكلمة - الحقيقية _ والصحافة بكل وسائلها الصحافة كالأم تلك التي لا نملك إلا المحبة لكرامتها وعليائها ...والأصل تكريم إنسانيه الإنسان وصونه روحا وعقلا وفكرا وجسدا ... أجل فالناس مكرمون - ولقد كرمنا بني أدم _ صدق الله العظيم ...
ولكن يؤخذ حق الصحافة ويستقيل الوزير ، فنسر للحظات ثم نعلم ما هي الذهنية الاستعلائية المتكبرة ...وكان الأصل أن لا يتعالى الوزير و لو عرف ذلك لم يسمح لذاته بالتعالي ولكن الوزراء في بلدي ينتقلون من مواقعهم ، إلى مواقع يصبح الوزير من غير طراز الشعب في فترته المشمشية ، فلا يغرس غراسا مثمره ولا حتى محاصيل صيفيه تعطي ثمارا تتناسب مع مدة بقاءه والتي بعدها يدعي أنه اخترع العجلة وصاروخ الفضاء وأتى بالجامعات والمدارس ، وعلم الناس القراءة والكتابة وفتح المصحات وبدونه لكان الوطن صحراء جدباء ..،
وهل تحل الأمور دون هذه الاستعلائية وإغلاق المكاتب بدعوى التسلسل الإداري ومزيد من الحجاب الذين يمنعون الحقائق من الوصول ....قد يكون رحيل الوزير مطلبا لكنه ليس نواة الحل ومركزها .....
د نضال شاكر العزب