أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
حماس لم تسلم ردها بعد عدم تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب مظاهرات في تل أبيب لأهالي الأسرى تطالب بصفقة شاملة العمل: 304 آلاف عامل وافد حاصل على تصريح عمل أصولي عارف الحاج: مغادرة الفيصلي لم تكن بيدي حرائق لوس أنجلوس.. فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة الملك: وقف الحرب على غزة الخطوة الاولى لتهدئة شاملة بالمنطقة ترشيح 154 طالبا للدراسة خارج الأردن للعام الجامعي 2024-2025 مهم من السفارة السورية بالاردن بشأن جوازات السفر منتهية الصلاحية جرى تغيير تاريخ إنتاجها… ضبط 25 ألف كيلو لحوم منتهية الصلاحية الهيئة المستقلة للانتخاب تبدأ بصرف المستحقات المالية للأحزاب السياسية أبو السمن يتفقد الواقع المروري على شارع ياجوز الملك يشهد تجهيز أكبر قافلة مساعدات إلى غزة ويكرم الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على جهودها 7.238 مليار دولار الدخل السياحي العام الماضي .. و1.93 إنفاق الأردنيين بالخارج حسان: الحكومة والقطاع الخاص أصحاب مشروع واحد فيما يتعلق بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ونمو الاقتصاد الوطني 3.3 مليار دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال 11 شهرًا عام 2024
بحث
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


الحل بيد الجيش السوري

بقلم : د. رحيّل غرايبة
25-09-2012 11:51 PM
عندما يصبح المشهد السوري على هذا النحو من القتامة والمأساوية، ويصبح الشعب والدولة هما الخاسر الأكبر، في ظلّ خيارات النظام 'الشمشونية'، وفي ظل الحرب الدموية الانتقامية التي لا تعرف الوطن ولا تدرك الانتماء، ولا تملك الحد الأدنى من التفكير الذي يجعلها تحس بالمسؤولية عن مستقبل الدولة والشعب، وفي ظلّ إدراك النظام القاطع باستحالة استمراره في الحكم، الذي جعله يوغل في خيار تدمير دولته وإبادة شعبه، لا بدّ حينئذٍ للجيش أن يتدخل لوضع حد لهذه الحرب المجنونة.
في تونس، سارع الجيش التونسي إلى اتخاذ قرار سريع وحاسم يقضي بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ الدولة، وإنقاذ الشعب عن طريق إرغام الرئيس على مغادرة كرسي الرئاسة، حتى لا تقع البلاد في مستنقع الحرب الأهلية، وحتى لا يكون الجيش في مواجهة جموع الشعب الغاضبة، وفعلاً نجح الجيش بإقناع الرئيس بالمغادرة الفورية بدون كبير جدال، واستطاع حقن دماء التونسيين، ونزلت الدبابات إلى الشوارع لحفظ الأمن وأسهم في إيجاد مرحلة انتقالية يتمّ تسليم السلطة فيها إلى مجلس منتخب وحكومة منتخبة، تعبّر عن خيار الشعب التونسي، دون تدخل خارجي ودون اضطرار لخيار حمّام الدم.
في مصر كذلك الأمر، فقد قرر الجيش المصري التدخل الحاسم من أجل إنقاذ مصر من خيارات المواجهة المجنونة التي يخسر فيها الشعب، وتخسر الدولة، فعمد إلى إرغام الرئيس على التخلي عن رئاسة الجمهورية، وتسلم المجلس العسكري إدارة البلاد في مرحلة مؤقتة، ريثما يتمّ التسليم إلى الرئيس المدني المنتخب، رغم بعض الملاحظات، وبعض الأخطاء التي ارتكبت من معظم الأطراف، ولكن الله سلم، ومضت الأمور نحو الاستقرار عن طريق إجراء انتخابات برلمانية، وانتخابات رئاسية، شابها ما شابها من اختلالات، أدّت إلى حلّ مجلس الشعب، ولكن في نهاية الأمر، لم يدخل الشعب ولم تدخل الدولة في حرب داخلية مجنونة كما حدث ويحدث في بعض الأقطار الأخرى.
كانت الأمنية أن يتمكن الجيش السوري من التدخل الفوري والحاسم لمنع انزلاق البلاد في مستنقع المواجهة الدموية البائسة، وأن يحسم خياراته باتجاه تنحي الرئيس وعدم استخدام القوة المسلحة، وأن يتيح الفرصة للشعب أن يختار نظامه الجديد عن طريق تهيئة البيئة لانتخابات حرة، تعبّر عن إرادة الشعب ، وتجنيب البلاد هذه الخسائر الهائلة في الأرواح وهذا التدمير الهائل الذي لحق المدن والمؤسسات، وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها، وإشعال نار الحقد بين مكونات المجتمع، وتدمير الاقتصاد السوري، وإضعاف الجيش والدولة، وفسح المجال للتدخل الخارجي.
لقد تنبأ المحللون السياسيون سابقاً بأنّ الجيش السوري لا يستطيع القيام بما قام به الجيشان التونسي والمصري، وذلك لطبيعة التركيبة القيادية التي وقعت تحت هيمنة الطائفة العلوية منذ زمنٍ بعيد، بحيث تمّ تحويل الجيش السوري من مؤسسة وطنية إلى مؤسسة حزبية لخدمة العائلة الحاكمة، وليس لخدمة الوطن أو الدولة أو الشعب، وتمّ إفراغ الجيش السوري من عقيدة عسكرية وطنية عليا، تجعله قادراً على اتخاذ قرار استراتيجي حاسم في اللحظة الحرجة التي يستطيع فيها إنقاذ البلاد من دوامة العنف والحرب الداخلية الطاحنة من أجل تلبية رغبة شخص بالبقاء في الحكم، وتشبثه بالعرش.
إنّ العناصر الوطنية في الجيش السوري ما زالت مدعوة إلى عدم الاستمرار في لعبة تدمير الدولة وقتل الشعب، وأن يتخذوا قرارهم التاريخي برفض توجيه السلاح والمدافع والطائرات نحو صدور الشعب، وأن يسارع إلى الإسهام في حقن الدماء، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقية الدولة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012