20-10-2010 08:42 PM
كل الاردن -
د. مخلد الفاعوري*
لقد كانت زيارة الرئيس الإيراني احمد نجاد إلى لبنان ناجحة على كل المستويات الشعبية والرسمية وقد أحدثت نوعا من التقارب اللبناني اللبناني حيث قال الرئيس نجاد كلاما معقولا لكل الأطراف وبحق جميع الطوائف كلاما ينم عن سياسي مخضرم واعي نعم قال كلاما تقبلته جميع الأطراف أما الطرف المعارض والذي يستمد قوته من إيران فقد كانت الزيارة مناسبة قوية لدية لتأكيد موافقة وتأكيد وجهة نظرة في قضايا كثيرة داخلية وخارجية نعم لقد استقبل الرئيس نجاد استقبالا حافلا في لبنان وعلى المستويين الشعبي والرسمي وهي رسالة لها دلالاتها في الإقليم والمنطقة إذ نظرت الولايات المتحدة بعين الريبة والشك لتلك الزيارة ولم تخفي عدم ترجيها بها ولم تخف أيضا قلقها العميق حول تعاظم الدور الإيراني في لبنان والمنطقة.
لقد قال الرئيس نجاد كلاما عميقا عن المقاومة وأبدى استعداده لدعم لبنان والمقاومة وأكد زوال إسرائيل وهو يقف على بعد أمتار من حدودها الشمالية في بنت جبيل لا بل أكد أن إسرائيل دولة مارقة وظالمة وتمنى لو يعود الإسرائيليين إلى موطنهم الأصلي ومن البلدان التي جاءوا منها نعم قال كلاما كبيرا وخطيرا في عرف الغرب والإسرائيليون والأمريكيين كلام من حقبة الخمسينيات والستينات حيث كان التفكير في الاعتراف بإسرائيل جريمة والحديث عن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن خيانة قومية نعم لقد تحدث احمد نجاد بلغة لها دلالاتها العميقة في التفكير السياسي العقائدي الإيراني ولكن ما مدى واقعة ذلك الخطاب وذلك الكلام للواقع؟! نعم إيران قوية اليوم اقتصاديا وعسكريا وهي تتوجه نحو الدخول للنادي النووي بقوة ولكن النفس الثوري الإيراني خطير على إيران أولا وعلى المنطقة ثانيا.
إننا نتمنى أن تكون العلاقات اللبنانية الإيرانية والعربية الإيرانية على أحسن ما تكون العلاقات بين الجيران ولكن وبدون تغليب وجهة النظر الإيرانية في قضايا كبيرة وكما نتمنى أن يكون الموقف الإيراني موقفا نابعا من المصالح المشتركة من بين شعوب المنطقة وبما يخدم القضايا المشتركة وفي كافة المجالات وان لا يكون التدخل الإيراني يحمل أجندات حفية وان تكون العلاقة مبنية على أواصر الأخوة في الدين والعقيدة والجوار والتاريخ المشترك عبر مئات السنين.
أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * malfaouri@hotmail.com