17-10-2010 10:12 AM
كل الاردن -
ايهاب نورالدين عبيدات
تصيبك الدهشه و الحيره و خيبة الامل عندما تستمع للكثير من الاصوات التي تجرم الحق المشروع لاي ناخب بمقاطعة الانتخابات النيابيه و كأنه ارتكب جرما أو كبيرة من الكبائر.
تهاجم و ترى الوجوه تعبس فيك لمجرد ذكرك فكرة المقاطعه للانتخابات و كأنك اصبحت خائنا للبلد و للنهج الديموقراطي و خارجا عن النهج و الاجماع الوطني ولكن فليعذرني كل الساده الديموقراطيين أليس مقاطعة الانتخابات خيرا و اكثر ديموقراطية من افراز نائبا قد يسيء للعمل النيابي و للقبة المقدسه للمجلس النيابي أم ان الديموقراطيه لا تنظر لفاعلية النائب و لاهليته لتمثيل المواطن و انما تنظر فقط لملئ المقاعد الفارغه في المجلس و لنائب لا يصحو من نومه الا عند التصفيق أو التصويت الذي لا يعرف حتى ماهيته أو حتى لماذا يتم هذا التصويت.
نحن نتسائل منذ بدايات العمليه الديموقراطيه في الاردن و حتى اليوم من هو النائب الذي نريده و ما هي مواصفات النائب -لن نقول المثالي- و لكن الافضل لتمثيلنا تحت القبه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل نريده نائب خدمات؟
هل نريده نائب تشريع و رقابه؟
أم نريده الاثنين معا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
اعتقد و من خلال مشاهداتي و من خلال نظرتي المتواضعه اننا ما زلنا لليوم لا نعرف من النائب الذي نريده تماما,فالناس تعتب اشد العتب وتغضب و تعتبر ان النائب الذي لا يؤمن الوظائف و الخدمات لمنطقته هو نائب فاشل و من الجهة المقابل الكثيرين ينتقدون النائب لعدم قيامه بدوره التشريعي و الرقابي تحت القبه و مساعدته على تمرير الكثير من القوانين و القرارات التي تضر المواطن اكثر مما تخدمه فقط من اجل حسابات شخصيه و داخليه تحت القبه.
فليعذرني الكثيرين و لكن منذ اول مجلس نيابي بعد عودة العمليه الديموقراطيه و الى اخر مجلس تم حله لم نجد مجلسا نيابيا يمثلنا تمثيلا حقيقيا و لم نفرز للاسف نائبا يعبر عن همنا و همومنا الا ما ندر من النواب و الذين اما تم اسكاتهم او حرقهم بمحرقة السياسه او اعدامهم بمقصلة السنتنا وانتقاداتنا و تذمراتنا الكثيره حتى اصبح النائب المنتخب لا يعرف دوره الحقيقي تحت قبة المجلس هل هو للتشريع و الرقابه أم لارضاء رغبات الناس التي لا تنتهي .
في خضم هذا الجدل الدائر و في وجود الكثير من الاسماء المطروحه و التي يعلم الكثيرين بينهم و بين انفسهم انها لا تبحث عن تمثيلهم أو التعبير عن همهم و همومهم و انما تبحث عن مصالح شخصيه و عن وجاهة اجتماعيه فان الخيانه الحقيقيه هي افراز مجلس نيابي ضعيف و هش لا يستطيع حتى ان يخدم نفسه و لهذا فان الخيانه بالمقاطعه للانتخابات خيرا من ديموقراطية منقوصه و هشه لا تفرز مجلسا رقابيا و تشريعيا يخدم البلد و يقود الى تطورها و حل مشاكلها المتلاحقه و المتفاقمه يوما بعد يوم.
وفي الختام,فاما ديموقراطيه تنتج مجلسا نيابيا يسير بنا الى الامام و يسير بالبلد الى بر الامان و حل المشاكل و الازمات واما خيانه مشروعه بالمقاطعة الشامله لهذه الانخابات.................