16-10-2010 09:26 AM
كل الاردن -
الدكتور مخلد الفاعوري
المشهد العراقي بدء يدخل موسوعة قنس للأرقام القياسية بسبب طول الوقت الذي استغرقته تشكيل الحكومة ولا يلوح في الأفق القريب أمل في تشكيل هذه الحكومة ببساطة لان العملية الانتخابية في العراق جاءت ضمن أجندات كلها من خارج العراق ومن خارج الإرادة السياسية الحقيقية للشعب العراقي ومع كل أسف جميع ما سمي بالقوى السياسية على الساحة العراقية جاءت مع الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق لا بل معظمهم جاء على تلك الدبابات الغازية التي استباحت الدم العراقي والمحرمات بكل أنواعها وشكلت اذرع للمحتل قبل الاحتلال وبعده والمتتبع للشأن العراقي يلحظ بوضوح أن المطبخ السياسي العراقي فارغ تماما لان معظم الأطباق والوصفات إما أن تأتي من الخارج جاهزة أو تطبخ وتقدم في دول الجوار وخاصة إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية وهما لاعبان أساسيان مع كل أسف اتفقا على العراق كل ضمن أجندته ومصالحة وهذا بات واضحا ومعروف لدى الشارع العراقي والمؤسف أن الدور العربي غائب تماما عن المشهد العراقي إلا اللهم في بعض الجوانب والتفاصيل الهامشية.
نعم هناك ملامح وفاق بين الكتل العراقية ولكنه وفاق هش وفضفاض لان معظم الكتل يعيش تحت ضغط الكثير من القوى الداخلية والخارجية وتسعى كل كتلة جاهدة لانتزاع اكبر المكاسب المادية والسياسية وخاصة الأكراد في الشمال حيث التطلعات الانفصالية بادية تماما في برامج تلك القوى وهم لا يخفون ذلك وحتى إذا استمروا في المعادلة العراقية فهم يطالبون بحصة الأسد في مفاصل الدولة العراقية وتسعى جميع الكتل بلا استثناء وخاصة معسكري المالكي وعلاوي لاستقطابهم وإرضائهم ليس على حساب تلك الكتل بل على حساب العراق أرضا وشعبا واقتصادا وحضارة وأنا متأكدا الآن أن المشهد العراقي بكل ما فيه هو ما أرادته أمريكا للعراق كي يغرق من هذا المستنقع الآسن من الديمقراطية المزيفة والى ما لا نهاية ومعه المنطقة إنها الفوضى الخلاقة في العرف والمنطق والسياسية الأمريكية...
malfaouri@hotmail.com