أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


نتنياهو والضفة الغربية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
22-10-2012 11:36 PM
أعلن رئيس حكومة الاحتلال مرسوماً يقضي باعتبار الضفة الغربية ليست أرضاً محتلة، في تطوّر جديد للاستراتيجية الصهيونية الموضوعة سلفاً بالاستيلاء على كامل فلسطين، لتصبح أرضاً مستباحة للاستيلاء والاستيطان، وطرد أهلها الشرعيين وتشريدهم، والاستمرار باستقدام يهود العالم لملء أرض فلسطين بالمستوطنين الذين يمثلون خزاناً بشرياً للمحاربين الجدد من أجل استكمال بناء الجيش القوي الذي يتفوق على الجيوش العربية مجتمعة قوة وتنظيماً وتسليحاً حديثاً، بفضل الدعم الأمريكي، والتواطؤ الدولي، وضعف المحيط العربي.
لقد احتلّ الكيان الصهيوني الضفة الغربية منذ (45) عاماً، أي ما يقارب نصف قرن من الزمان، أمام بصر العالم وسمعه، وصدرت عدة قرارات دولية تدين الاحتلال وتأمر بالانسحاب، ولكن قوات الاحتلال تمارس مزيداً من الاستيلاء على الأرض، ومزيداً من بناء المستوطنات في كلّ عام من دون أن يرمش لها جفن حياءً من الشرعية الدولية، ومن دون شعور بأيّة ذرة قلق أو خوف من اثنتين وعشرين دولة عربية تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم.
خطوة 'نتنياهو' الأخيرة لم تكشف عن شيء جديد حول طبيعة المخططات الصهيونية وحقيقة نواياها العدوانية، ولكنّها تكشف هزال العرب، وفشل النظام العربي خلال مسيرته الطويلة وعجزه عن بناء القوة العربية القادرة على حفظ ماء وجه العرب، كما كشفت الخطوة عن كذب أدعياء النضال والممانعة، الذين سلخوا (45) عاماً من عمر الأمّة وهم يحاولون خداع الشعوب وتضليل الجماهير بأنّهم يستجمعون القوة ويعدون العدة لإعادة بناء التوازن الاستراتيجي مع العدوّ، وإذ بهم يعدّون العدة وينفقون الأموال لإنتاج أجهزة القمع التي تديم بقاءهم في السلطة، وتكبت أنفاس الناس، وتصادر حرياتهم، واكتشفنا مؤخراً أنّ هذه الانظمة تعمل على تدمير الإنسان العربي وتعمل على ترسيخ الفقر والضعف والفرقة والتفكك الاجتماعي، والتخلف العلمي، وتعطيل أدوات الإنتاج وتبديد الموارد، وتقديم أكبر خدمة تضمن تفوق العدوّ وبقاءه، وإحكام سيطرته.
ينبغي أن نقف على مجموعة من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها في تعاملنا مع العدوّ الاستيطاني الذي يعدّ الخطر الأهم والأكبر الذي يهدد مستقبل العرب، ومن أهمّها:
-الشعوب المقهورة الخاضعة لتحالف الفساد والاستبداد لا يمكن أن تكون قادرة على بناء النهضة وغير قادرة على مواجهة العدوّ، مهما كثر عددها، حتى تعيد تحرير نفسها من ربقة الاستعباد الداخلي، وتتغلب على الطغيان وتتخلص من نخب الفساد.
-المجتمعات المفككة التي تسودها النزاعات الداخلية، والعصبيات الجاهلية والانتماءات الجهوية الضيقة سوف تبقى ضعيفة وفاشلة وعرضة لسطوة العدوّ المنظم القوي حتى لو كان قليل العدد.
-القوة تنبع من الذات المستقلة عن أيّ ارتهان للخارج أو تبعية للأجنبي، ولذلك لا مناص للأمّة من أن تعيد بناء ذاتها بنفسها، وتحسن إدارة مواردها، واستغلال طاقاتها، ولا تنتظر الخلاص من أيّة قوة شرقية أو غربية.
-الأمّة المهزومة من داخلها، والمجردة من هويتها وثقافتها، والمبتورة عن تاريخها وحضارتها، لا تملك مقومات النهوض والاستقلال؛ ولذلك لا بد من إعادة الثقة بالنفس لدى الأجيال، وأن تشعر بالفخر لامتلاكها مشروعاً حضاريّاً فكريّاً راقياً، ومنظومة قيم نبيلة، ولديها مقومات النهوض والوحدة والتقدم والقوة الشاملة بكل معانيها.
وبناءً على هذه الحقائق ينبغي على الشعوب أن تتحرر من القهر وتتغلب على حالة العجز والتخلف وتطارد الظلم والفساد، وتتخلص من تركة الارتهان والتبعية، وترسي معالم الثقة بالنفس المفعمة بالايمان، وتعيد بناء ذاتها، وتوحد أجزاءها، وتحمل مشروعها ورسالتها وتقاوم الاختراقات الفكرية والمشروعات التبعية، والاستلاب الثقافي؛ من أجل مواجهة المعتدي واستعادة الأرض المحتلة، وتطهير المقدسات.إنّها طريق طويلٌ وشاق، ولكن ليس هناك طريقٌ غيرها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-10-2012 10:28 AM

مجرد سؤال غير برئ
هل قرات مسيو رحيل رسالة مستر مرسي
لزعيم عصابة الصهاينة .
هل رايت الاحتفال الذي اقيم لسفير مستر مرسي في فلسطين المحتلة من قبل
ابناء عمومتهم هناك

2) تعليق بواسطة :
23-10-2012 01:46 PM

إقتباس : وبناء على هذه الحقائق ينبغي على الشعوب ان تتحرر من القهر .....من اجل مواجهة المعتدي وإستعادة الأرض المحتله وتطهير المقدسات .
يالها من أعجوبة تاريخيه مغالطه للحقيقة والواقع . تناسى الكاتب ان الإسلام السياسي وقادته في مصر وبعد ان إختطفوا الثوره وسيطروا على كراسي الحكم لم نسمح منهم اي تصريح ولو بالحد الأدنى عن تحرير الأرض والمقدسات لابل عكس ذالك تمامآ ركزوا كل ثقلهم على إقناع امريكه والصهاينه بأنهم حريصون كل الحرص على مصالحهم وامنهم . لماذا كل هذا السكوت والخنوع من الإسلام السياسي على التهويد الشبه كامل للقدس والسيطره الفعليه على كل فلسطين !؟ هل إكتفيتم بغزه كدولة للفلسطينيين ؟ لا تستهتروا بنا لقد اصبحنا ندرك مشاريعكم الجهنميه وبدأت الشعوب تحاكمكم كما هو الحال في تونس الأن...!!

3) تعليق بواسطة :
23-10-2012 03:07 PM

قبل ذوبان الثلوج هذا الكلام ينطلي على المغفلين فما بالك بعد. حرروا انفسكم ومن اولا ومن بعدها نظر كما تشاء ياسعادة الشيح الفاضل يكفي انجرار تحت عباءة الدين والظاهر انه اصبح تجاره مربحه مع نزول اسهم الاسواق الماليه في الازمه العالميه والتحرير عن طريق تل ابيب ومن ثم الى بيسان عبر الرمله والنقيب ثم العوده الى حيفا مرورا بعكا وخان يونس ثم المبات في قريات شمعون ولافطار في مزارع شارون دكتور فلسطين محتله منذو 95 عاما لم يكن هناك وجود لاي دوله عربيه اين كنتم اجبني بارك الله فيكم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012