أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


الشعب السوري وعيد الأضحى

بقلم : د. رحيّل غرايبة
23-10-2012 11:04 PM
مبادرة 'الإبراهيمي' المبعوث الأممي بشأن المسألة السورية، لا تعدو أن تكون من البساطة والسذاجة الممزوجة بالإفلاس والشعور بالعجز، إذ أنها تتعامى عن الحقيقة الجوهرية للأزمة، وتتعامى عن لمس الواقع لمساً مسؤولاً وحقيقياً، يحترم إرادة شعب يتعرض لحرب إبادة على يد نظام قمعي مدجج بالسلاح التدميري، ومدعوم من أطراف خارجية، واتخذ قراره بأنه لن يغادر سورية إلاّ إذا أصبحت حطاماً.
الشعب السوري ليس بحاجة إلى عيد الأضحى وليس بحاجة إلى الاحتفال بالعيد، وليس بحاجة إلى فرصة كاذبة لإظهار مشاعر الفرح، أو من أجل قليل من الوقت للبحث عن أضحية، وذلك لسبب بسيط أن الشعب كله تحول إلى أضحية امام أقدام النظام ومجموعات الشبيحة والمرتزقة الذين لا يؤمنون بدين ولا يؤمنون بشعائر العيد ابتداءً.
الإبراهيمي وقبله كوفي عنان، ومن قبلهما مندوب الجامعة العربية لم يفعلوا شيئاً سوى إعطاء النظام الوقت والفرصة تلو الفرصة لاستخدام كل ما لديه من خطط وحيل وبدائل للقضاء على المقاومة الشعبية، واستخدام أعلى درجات القوة المتاحة لكسر إرادة الجماهير السورية الثائرة على الظلم والتسلط والطغيان والقمع الهمجي الذي استمر لمدة نصف قرن من التدمير الممنهج لبنية الدولة السورية والإنسان العربي فيها، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً في تغيير بنية الشعب الأصلية التي تستمد جوهرها من الاسلام العظيم.
لقد راهن النظام وراهنت معظم الأطراف الدوليَّة على قوة النظام وقدرته الأمنية المتفوقة، وخطابه الاعلامي المضلل في النجاح بالقضاء على الثورة، وقد قيل في وقت سابق ان النظام السوري ليس النظام الليبي، وذلك لعدة أسباب فالنظام السوري يقوم على حزب عريق ومنظم وقوي بينما النظام الليبي يقوم على شخص، كما أن النظام السوري مسنود بطائفة ممسكة بمفاصل الحكم وتفرض قبضتها على مراكز النفوذ والاقتصاد منذ ما يزيد على (42) عاماً، وهذا لا يتوفر في ليبيا، كما أن الجيش السوري جيش منظم ومحترف ومسلح ومدرب، بينما الجيش الليبي كان ضعيفاً ومتهاوياً، ولا يملك التسليح الحديث، وكان يقوم مقامه الكتائب التي يقودها بعض أبناء القذافي، وبناء على هذه الأسباب يصعب قياس ما يُجرى في سورية على ما أُجري في ليبيا، علامة على عامل آخر مهم أن مجلس الأمن اتخذ قراراً بحماية المدنيين في ليبيا من بطش النظام، بينما لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار بشأن حماية المدنيين في سورية، ولذلك فإن النظام كان مطمئناً تماماً حيال التدخل الدولي، وهذا ما صرح به وزير الخارجية السوري (المعلم) في بداية الأحداث في سورية، وقبل أن تتحول المعارضة الشعبية إلى استخدام السلاح للدفاع عن نفسها، عندما قال: 'أحب أن اطمئنكم بأن المجتمع الدولي لن يتدخل في الشأن السوري، ولن يستخدم القوة لإسقاط النظام، كما أُجري في ليبيا، وذلك لسبب بسيط أن ليبيا لديها بترول، ونحن لا يوجد لدينا بترول'.
فالمعلم والنظام السوري يعلمان تماماً حقيقة اللعبة الدولية، وأن المجتمع الدولي يتحرك وفقاً لمصالحه في المنطقة، ومصالحه تتلخص في موضوعين رئيسيين هما: الأول حفظ أمن إسرائيل، والثاني: البترول العربي، فالمصلحة الأولى متحققة بوجود النظام، الذي أثبت قدرة فائقة على حفظ حدود اسرائيل وأمنها، والمصلحة الثانية منتفية، ولذلك نستطيع أن نفسر الموقف الغربي بناءً على هذه الحقيقة.
فلا مجال للشعب السوري أن ينتظر من مبعوث أممي أو غير أممي أي بريق من أمل، في إيجاد مبادرة حقيقية تلبي رغباته وتحقق الحد الأدنى من طموحه في أن يكون شعباً حراً مثل كل شعوب العالم التي تختار حكامها بإرادة شعبية تامة، لأنهم يمارسون لعبة الوقت، التي يطلبها النظام ولكن النصر دائماً حليف الشعوب الحرة مهما طال الوقت وعظمت التضحيات.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-10-2012 11:21 AM

هذا بفضل وجهود المسلحين القتله والمرتزقه المدعومين من امريكه وتركيا والخليجيين وما يسمى بالإسلام السياسي المأجور وتنفيذآ للمخطط الصهيوني حفاظآ على إسرائيل ..!
الزياره "التاريخيه " التي قام بها حمد إلى غزه هو تجسيدآ لحصر القضيه الفلسطينيه في قطاع غزه فقط في الوقت الذي اشرفت فيه إسرائيل على الإنتهاء من إغتصاب معظم اراضي فلسطين وبالذات القدس الشريف . هذا كله يحصل امام أعين وتحت رعاية دعاة الدمقراطية من عربان الخليج ودعاة الجهاد من أجل الحرية في سورية .....!!

2) تعليق بواسطة :
24-10-2012 11:32 AM

انا لا استغرب ان الكاتب يفتقر للمعلومات بخصوص جميع الصراعات المسلحه بين سوريه والصهاينه سواء المباشره منها او الغير مباشره عن طريق المقاومه في لبنان وفلسطين لأن الكاتب وطيلة مسيرته لم يهتم بهذا على الإطلاق كل همه هو كيف يصبح من قيادة الجماعه للوصول معهم إلى السلطه !!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012