|
|
الإخوان في صف الإرهاب
بقلم : ناهض حتر
24-10-2012 11:27 PM شكّك الإخوان المسلمون في توقيت الإعلان عن الخلية الإرهابية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية، مؤخرا، في تصريح مضطرب يعكس أسوأ المشاعر الباطنية والتوجهات الصريحة التي تضع الجماعة في صدام مع الوطنية الأردنية، وفي تضاد ـ لا مع النظام أو الحكومات ـ بل مع الدولة الأردنية والجيش العربي الأردني. أولا، تعتبر الجماعة أن ما أعلنت عنه الجهات الأمنية من ضبط خلية إرهابية مكونة من 11 عضوا قاعديا، كانت تخطط لعملية إرهابية إجرامية كبرى في عمان باستخدام السيارات المفخخة والمتفجرات ومدافع الهاون والرشاشات، تعتبرها مجرد ' اختلاق فبركات أمنية'. سأساير الجماعة وأقول: طيب. ربما تكون كذلك... لكن ماذا عن المجموعتين الإرهابيتين التكفيريتين اللتين اشتبكتا مع قواتنا المسلحة على الحدود الأردنية السورية؟ أهذه، أيضا، ' فبركات'؟ واستشهاد الجندي البطل محمد عبدالله المناصير هل هو، أيضا، ' فبركة أمنية'؟ ثم أما كان يستحق شهيدنا الباسل، كلمة عزاء من الجماعة؟ أتهون عليها دماء جنودنا أم أن قلب الجماعة وعقلها هو ، في الواقع، مع الإرهابيين؟ وثانيا، تقول الجماعة إن ' الفبركات الأمنية' هدفها مداراة ' حرج الحكومة أمام ملف الانتخابات، وما خالط التسجيل للانتخابات من اتهامات وتشكيك ...الخ'. ولكن ملف الانتخابات ربما يكون الوحيد الذي لا يحرج الحكم بعد النجاح السياسي والفني الذي حققته عملية التسجيل، ومثّل هزيمة سياسية للإخوان وحلفائهم من دعاة المقاطعة. ومعظم المسجلين هذه المرة أقبلوا على التسجيل كخيار وطني، وهم يضمرون موقفا إيجابيا من المشاركة في العملية الانتخابية نفسها. ولا يعبر ذلك، بالطبع، عن رضا المسجلين على السياسات الرسمية في المجالات كافة ، وإنما يعبّر عن روح وطنية تنزع إلى الدفاع عن الدولة الأردنية ـ الدولة وليس النظام أو الحكومات ـ في مواجهة المخاطر الإقليمية التي تواجهها، وخصوصا الإرهاب. أما الاتهامات والتشكيك في نزاهة عملية التسجيل للانتخاب، فهذا تعريض غير مسؤول ـ يدخل في باب الافتراء ـ ما لم يكن مرتبطا بمعطيات عيانية ووقائع ملموسة وشواهد حسية. في ملف الانتخابات، الإحراج والإفلاس هما من نصيب الإخوان وحلفائهم. وهو ما يدفعهم إلى مواقف مفلسة لا تتورّع حتى عن الدفاع الصريح عن الإرهاب. وثالثا، تدين الجماعة ' الأساليب القمعية والخشنة في التعامل مع المواطنين والمعتقلين ...الخ ' ونحن نوافق كليا على هذا النص عندما يتعلق الأمر بالمواطنين والمعارضين السلميين ونرفض، ـ جملة وتفصيلا ـ ومن حيث المبدأ، الاعتقالات السياسية. ولكن ' المواطنين والمعتقلين' المقصودين في تصريح الإخوان المسلمين هم الإرهابيون الذين خططوا لقتل المئات في عمان وتفجير المنشآت بالسيارات المفخخة ومهاجمة الأحياء السكنية بالهاونات .. وهم الإرهابيون الذين اشتبكوا، بالفعل، مع قواتنا المسلحة، الإرهابيون الذين قتلوا الجندي الشهيد محمد عبدالله المناصير .. ولهؤلاء الإرهابيين تطالب الجماعة ـ حرفيا ـ ' بتوفير قضاء مدني' و'شفافية المعلومات' ... وترفض الجماعة ـ حرفيا ـ 'كل الإجراءات الاستثنائية الأخرى والمحاكم المرفوضة شعبيا كمحكمة امن الدولة والاعتقالات البعيدة عن القضاء العادل والمستقل'! فانظروا إلى التخليط الهادف إلى الدفاع عن الإرهاب ؛ ـــ ' قضاء مدني ' نعم بالتأكيد، ولكن في القضايا السياسية وليس في القضايا الأمنية، ـــ 'شفافية المعلومات' نعم. طبعا. ولكن في ملفات وقضايا الفساد والخصخصة ... وليس في الملفات الأمنية التي تخضع لتقديرات الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، ـــ ' الإجراءات الاستثنائية' مرفوضة مئة بالمئة مثلها مثل ' محكمة أمن الدولة ' ولكنها مرفوضة فقط بالنسبة للمعارضة والحراك والإعلام المستقل، إلا أنها مطلوبة، شعبيا، وبإلحاح، في قضايا أمن الدولة ... وفي مقدمتها الإرهاب. ألا إنه دفاع إخواني صريح عن الإرهاب والإرهابيين، نتوقع من التيارات والشخصيات الوطنية في الإخوان ومن حلفائهم، التبرؤ منه على الملأ، لئلا نرى فيهم تكرارا لتجربة سورية. ففي سورية ـ ودعونا من الخلاف على الموقف من النظام ـ يحمل الإخوان المسلمون السلاح، جنبا إلى جنب مع التكفيريين والإرهابيين، بينما يدافع حلفاؤهم الليبراليون عن حرية السيارات المفخخة والهاونات. الإطار نفسه يتكرر ـ فكريا ـ في الأردن... فمما يؤلم حقا أن ' الجبهة الوطنية للإصلاح' ، بأحزابها 'القومية' و'اليسارية'، سارت ، هي أيضا، وراء الإخوان، فلم تنع شهيد الوطن ولم تدن الإرهابيين ولم تقف لحظة لتراجع مخاطر التسلل الإرهابي إلى البلاد. فيا للعار! مَن كانت له أذنان للسمع، فليسمع: نحن أوّل مَن اعترض على وادي عربة ... ودفعنا الثمن ونحن أول من وقف مع العراق ضد الغزاة الأمريكان ... ودفعنا الثمن ،ونحن أول من قاتل الفساد وتصدى للخصخصة ـ وسط الصمت المدوّي ـ ودفعنا الثمن ونحن أوّل مَن طالب بالحريات والتعديلات الدستورية والحكم الدستوري ... ودفعنا الثمن. ونحن أول من نزل إلى الشارع ـ منذ 2007 ـ ... ودفعنا الثمن فلا يزاودنّ أحدٌ علينا من جماعة كانت تواجهنا بالجنازير في مظاهرات الجامعة الأردنية .. ومن 'معارضة' كانت تعذّبنا في الزنازين حدّ الدم! ومن 'أحزاب وطنية'، تتهمنا ـ ويا للهول ـ بمحبة الوطن! من كانت له أذنان للسمع فليسمع: لا ديموقراطية من دون دولة، ولا تقدّم من دون أمن وطني، ولا عدالة اجتماعية من دون وطن، ولا شيء، سوى الفوضى، من دون قواتنا المسلحة. مَن كانت له أذنان للسمع فليسمع: معركتنا الاجتماعية السياسية مع الحكم ونهجه لا تبعدنا ـ ولن تبعدنا ـ لحظة واحدة عن معركتنا في الدفاع عن البلد. والعكس صحيح: لن نتهاون في وجود أجنبي على أرضنا، وسنتصدى لإسرائيل والتطبيع، ولن نسامح مؤسسة الفساد، بل سنجتثها، وسنعيد بناء دولة القطاع العام الديموقراطية على أنقاض سماسرة الرأسمال الأجنبي ، ولكن: الدولة الوطنية الأردنية والجيش العربي الأردني ... خط أحمر: سنذود عن العلم الحبيب ذي النجمة حتى آخر قطرة من دمائنا، وسنفتدي جنودنا بصدورنا ... وعندما يحتاجنا الأردن.. سنقاتل ...
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|