أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


رجال المناصب والمعارضة

بقلم : سلامة الدرعاوي
24-10-2012 11:55 PM
أدرك جيدا ان تكون هناك معارضة وطنية هدفها نقد السياسات المختلفة وتقديم حلول وبدائل كبرنامج بديل للسياسة الرسمية، وهذا امر منطقي ومطلوب، لكن أنْ تنتقل المعارضة الى اشخاص خرجوا من الخدمة العامة لمجرد انهم خرجوا فان هذا الامر لا ينطبق ابدا على مفهوم المعارضة البناءة.
في الاردن شهدنا اشكالا متعددة للمعارضة، لكن في الآونة الاخيرة بات مثيرو الشغب هم من نفذوا واشرفوا على السياسات المختلفة التي هي محل جدل في الشارع.
هذا ليس تطورا طبيعيا للمعارضة الوطنية، انما هو انحدار اخلاقي في مفهوم المشاغبات من اجل الحصول على مكتسبات رسمية او المحافظة على مكتسبات حصل عليها بموجب منصبه، او حتى السعي لتوفير حصانة له من المساءلة بعد خروجه من الخدمة، ويكون هذا باثارة الشغب الاعلامي في صالونات كان هو من اشد معارضيها.
حديث الملك الشامل والصريح يوم الثلاثاء، كاشف الشارع بتلك الاشكال من أصحاب المعارضة الهدامة، الذين يمارسون فعلا ابتزازاً مباشراً للدولة التي احتضنتهم، وجعلت منهم اسماء وشخصيات في مواقع المسؤولية، «فعندما يكون بالمنصب يرفض النقد ويشير الى ان كل شيء سليم وعال العال، وبمجرد ان يخرج، فإن الدنيا تدمر والامور تنهار وكل شي خربان».
منطق اعوج لم يعد مقبولا لدى الشارع الذي يعرف كيف يفكر هؤلاء المتقلبون بين المناصب والمعارضة، فلعبة تداور الادوار والتلون باشكال مختلفة باتت واضحة للعيان، واصبحوا زمرة لا تلقى اي احترام في المجتمع.
الاكثر غرابة من هؤلاء المعارضين لاهداف شخصية ذلك المسؤول الذي بمجرد خروجه من الخدمة العامة سرعان ما يتحول الى رجل اعمال ثري لدرجة مثيرة للقلق/ فتجده يترأس الشركات المختلفة ويؤسس لشركات وهيئات استشارية ترتبط بعقود اعمال مع جهات مالية كان هو على اتصال معها اثناء العمل الرسمي بحكم منصبه.
هذا السلوك بات منتشرا لدى الكثير من مسؤولي الدولة، وقد يفسر لنا هذا التسارع والهلع من قبل بعض الشخصيات لاحتلال موقع رسمي، فالمنصب العام بات الطريق الاسرع للثراء الفاحش.
الحكومة مطالبة اليوم باعادة الاعتبار والهيبة للمنصب العام من خلال توظيف شخصيات وطنية تقدر قيمة العمل العام الذي هو بالاساس خدمة للمواطنين، وهذا شرف ليس بعده شرف.
وهذا الامر ضروري جدا والسبب في ذلك انه عندما يخرج المسؤول من منصبه باحترام وتقدير تجده اول من يدافع عن السياسات الرسمية التي كان يشرف على تنفيذها، وهذا ما نعاني منه في الاردن حاليا، فغالبية المسؤولين الذين اشرفوا على السياسات الاقتصادية المختلفة في السنوات الماضية تجدهم اليوم بوقا للنقد والتشكيك بها بعد خروجهم من المناصب، فاي معارضة يتحدثون بها.
لعبة «ابو شكلين» لم تعد مقبولة، فالمعارضة جزء اصيل من العملية الاصلاحية في البلاد، لكن المشاغبات الشخصية امر مكشوف وعيب لم يعد مقبولا لكل القوى في المجتمع حتى المعارضة الوطنية.

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-10-2012 03:22 AM

المصيبة كيف بدك تعرف انه الشخص يمثل شخصية وطنية او حرامي ؟
اذا كان بنظرك حرامي ، ممكن يكون في نظر الجهة التي تعينه شخصية وطنية !
لو في قانون يحاسبهم مباشرة بدون لف و دوران و مراقبة يومية على كل حركة بعملها كان بنعدل حالنا شوي لكن هذا رح يظل حلم ما عمره رح يتحقق و رح ييجي يوم ما يظل حتى على مستوى حلم
و طلعوا بقانون انه حامل جنسية اجنبية لا يحق له تقلد منصب حكومي حتى يخففوا حرامية و كأنه الحرامية جايين من الخارج فقط طيب ما هم اصلا طلعوا من هون ههههههههههه
سؤال بريء:-
اذا كان الشخص الاردني يفقد بعض من حقوق المواطنة في حال حصوله على جنسية اجنبية ، هل في هذه الحالة يبقى عليه الواجب العسكري ؟ اخخخخخخخخخخخ

2) تعليق بواسطة :
25-10-2012 10:49 AM

نقول للكاتب الوان الببغوات كثيرة عددخمسة منها!

للذي لايعرف معنى الامعة

الامعة هو :اذا احسن الناس احسن واذا اساؤ اساء

3) تعليق بواسطة :
25-10-2012 03:52 PM

والله يادرعاوي سوالفك ......واحد هو انت شو بتشتغل, لاتكون عاطل عن العمل وبدك وظيفة من اياهم. كلام الملك واضح يادرعاوي هو عدم تحمل مسؤولية اي شيء في الاردن سوى الايجابي منها والسلبي هو مسؤولية الاردنين الذين تولوا المسؤولية من سنة 1921 للان. وعدم فهمك كفاية.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012