أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


مأزق القوائم

بقلم : جميل النمري
09-11-2012 01:17 AM
مأزق دخل فيه جميع الذين يتجهون لتشكيل قوائم. ومن جهتي، حالما أقر قانون 'القوائم المغلقة'، قلت: على فكرة التمثيل النسبي السلام؛ فهي بدل أن تكون عامل توحيد وتأطير وتسييس وتطوير للمشاركة السياسية، ستكون عامل تفتيت وتشتيت.طبعا كنت أعرف ذلك دائما، وليس الآن ونحن نشهد المأزق الفظيع لتشكيل القوائم. وأول مقترحات طرحتها في أواسط التسعينيات (أقصد إدخال النسبية على النظام الانتخابي)، لم أقدمها مطلقا إلا على أساس القوائم المفتوحة، لأن 'المغلقة' تنجح فقط إذا كانت الساحة السياسية قد تشكلت واستقرت على بضعة أحزاب سياسية رئيسة، قادرة على فرض قوائمها وإلزام كوادرها وأعضائها وجمهورها بها.وفي كتابي الذي أصدرته قبل عامين ونصف العام، لم أقدم أي بديل يقول بالقوائم المغلقة، بل بدائل تقوم كليا أو جزئيا على القوائم المفتوحة. وفي لجنة الحوار الوطني التي تعاونت معها كمستشار، لم أدفع إلا للقوائم المفتوحة، وبالفعل تبلورت القناعة عند أعضاء اللجنة بذلك. وللتذكير، ففي القوائم المفتوحة يختار الناخب قائمة واحدة فقط كما يفعل في نظام القوائم المغلقة، لكنه يختار أيضاً مرشحه المفضل داخل القائمة، وبذلك نعفي أعضاء القائمة من الاتفاق المسبق على أولوية المرشحين فيها، ونعطي للجمهور أن يقرر ذلك، وتذهب للقائمة مقاعد بنسبة أصواتها موزعة على أصحاب أعلى التفضيلات فيها. وهذا ما فهمه أعضاء لجنة الحوار الوطني من كافة الأطياف، وانحازوا له لجعل فكرة قوائم التمثيل النسبي ناجحة. لماذا إذن أصرت الجهات التي صاغت قانون الانتخاب على القوائم المغلقة؟ ولماذا أملت على قاعدتها النيابية أن تتمترس عند هذا الأمر، رغم جهودنا المضنية لإيضاح خطل الفكرة؟! إنها النوايا السلبية الحقيقية تجاه فكرة التمثيل النسبي ذاتها. فقد قدمت بالطريقة الأسوأ التي تفضلها و'تبهدلها'. وقد يكون هناك أيضاً تلك المخاوف الساذجة التي، عن قناعة أو تضليل، تم تسويقها على البعض بأن القوائم المفتوحة تحتمل تركيز الأصوات على أشخاص من الإسلاميين مثلا، يحصلون على مئات آلاف الأصوات، فيظهرون بشعبية تبز كل من سواهم. لكن حين كان مجلس النواب يتجه لإقرار القانون، كان الإسلاميون يتجهون للمقاطعة. وفي كل الأحوال، فالفكرة مبنية على خيال وتخوفات غير صحيحة، ولم يجاهر أحد بها لندحضها في حينه.الآن، كل الجهات والأفراد المعنيين بالقوائم في مأزق، ويشعرون بالحرج والضيق، ولا يجدون سبيلا لتجاوز مشكلة ترتيب الأفراد في القائمة. وبعض الأحزاب الوسطية الرئيسة قد يجد سهلا ترتيب الاسم الأول والثاني والثالث، ثم يقع في أزمة عويصة حول اختيار الرابع والخامس والسادس وهكذا. وقد لجأ البعض إلى تحكيم لجنة خبراء في الحزب من غير المرشحين، لكن اللجنة ستجد حرجا شديدا في التفضيلات، وهي قد تصل إلى قرار، لكن الحقيقة المؤسفة أن من يأتي متأخرا إما أنه لن يقبل أو بالحد الأدنى سيكون سلبيا؛ فهو يعرف أنه سيحرث ويدرس لتذهب منفعة الأصوات التي يجلبها لغيره، بعكس القوائم المفتوحة، حيث يبقى لديه أمل بقدر ما يجلبه من أصوات لنفسه وللقائمة. والشيء نفسه ينطبق على سياسيين مستقلين يطمحون إلى تشكيل قوائم ذات نكهة ولون سياسي، وحتى من يريد تشكيل قوائم على خلفية ثقل عشائري أو شيء مختلط بين هذا وذاك.في محاولة أخرى وأخيرة لإنقاذ الموقف، اقترحت على الهيئة المستقلة إصدار تعليمات تنفيذية تسمح بائتلاف القوائم. وهو أمر موجود في دول تعاني من التعدد الكبير للأحزاب والمجموعات السياسية. لكن هيهات! فقد رفضت هذه الفكرة أيضاً بذريعة عدم وجود مرجع لها في القانون، مع أنها أكثر منطقية وشرعية من الحد الأدنى بتسعة أعضاء الذي لا أساس قانونيا له.jamil.nimri@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-11-2012 04:00 AM

تحية لسعادة جميل النمري !!!
لا اعتقد ان النظام فاتته هذا المأزق ولم يعتبره بالاصل مأزق ، فانت تتناقش وتناطح مع لجان من نواب 111 .
طرز هذا القانون بعد وضع كافة الاحتمالات ودراستها سواء شاركوا الاخوان ام لم يشاركوا ، وترتيب الاسماء بالقوائم المغلقة من السذاجة لنا ان نصدق انها بعيدة عن اي تأثير من قبل اجهزة النظام ، و التي لاحقا سترضي الرقم الرابع والخامس والسادس حسب الاهميه فلن تكون هناك مشاكل إلا شكلية ، إلا مع القوائم التي لا تدضل ضمن حيز التأثير الفعلي بقناعة النظام وهي محدوده بقدر مدروس !! والتأثير لا يدخل ضمن دائرة التزوير هنا !! اما الصوت الواحد فأمره محسوم بالنسبه المطلوبة والمقررة بالمال والصدقات والتبرعات والهبات والهدايا ،
وضعوا كل ثقلهم بعد ارتعابهم من بدايات عملية التسجيل لكنهم نجحوا بتجاوزها ، هم مرتاحين الان ، باعتقادي ان الاسلاميين فشلوا بترابطهم الداخلي وتاثيرهم الفعلي على قيادات الحراك الشعبي ، وستمضي الحملة الانتخابية كما هو مرسوم لها وفي النهاية سيسمى المجلس المشكل نواب الوطن المنتخبين من الشعب ويرفع النظام يده عن اي قرارات او تشريعات تتخذ من قبل هذا المجلس .
دوليا كسب النظام سمعة تأسيس الدمقراطية وداخليا ( حلق ) للاخوان كالعادة وللمعارضة الوطنيه من التمثيل الحر والحقيقي . ويعقد البرلمان جلساته بقشور وطنيه كونها غير مؤثره وبقرارات وتشريعات الاغلبية المباركة من النظام . انصحك من الان ان تنظم لنادي كراتيه !!

2) تعليق بواسطة :
09-11-2012 11:47 AM

القائمة النسبية المفتوحة يعمل بها في الدول الديمقراطية التي لها باع في الفرز السياسي ويمكن العمل بها في الانتخابات النيابية والبلدية، وتتيح المجال لتشكيل كتل واسعة من احزاب مختلفة قائمة وذات توجهات متقاربة كما انها تتيح المجال لكتل من شخصيات ذات قاعدة جماهيرية نسبيا جيدة والاهم انها تشكل ارضية لبناء احزاب وتيارات سياسية تتجه نحو التبلور، اتفق مع ما ذهب اليه الكاتب جميل النمري. واعتقد ان العقلية الرافضة للحياة الحزبية والتطور الديمقراطي هي التي وقفت ضد اقرار القائمة النسبية المفتوحة وللاسف هذه العقلية التي تاخذ القرارات عن المواطن لانه لا يقدر على التفكير مثلها

3) تعليق بواسطة :
09-11-2012 06:40 PM

القائمة الوطنية هي خزعبلات وبدعة وكل بدعو ضلالة وكل ضلالة في النار فالثوب التي ليس على مقاس الجسم لايستقيم ولايريح صاحبة فضلاً عن ان هذه القائمة غير دستورية لأن من ينجح من القوائم منتخب بطريقة غير مباشرة وهو مايشكل مخالفة دستورية اذ ان الدستور يوجب الانتخاب السري والمباشر من الناخب للمنتخب بعينة ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012