24-08-2010 03:05 AM
كل الاردن -
سلامة الدرعاوي
اخر صرعة لوزراء حكومة الرفاعي ما خرج به وزير البيئة م. خالد الايراني على صفحة (تويتره) بوصفه ما كتب في صحيفتي العرب اليوم والغد حول موجة الانقطاعات الكهربائية بالجهل وعدم الاطلاع , في سلوك لا يرتقي الى اخلاقيات العمل الرسمي والخدمة العامة.
الوزير الايراني المختص في التربة واستعمالات الاراضي الجافة يرى نفسه عالما في قطاع الطاقة وانه شخص مؤهل للحديث منفردا عما يشهده القطاع من قضايا وتطورات , وكل ما يكتب من ملاحظات ومشاهدات المجتمع في الاعلام يعتبر جهلا بنظره.
بدلا من استخدام الالفاظ الجارحة والمسيئة والتي تسيء اولا للمنصب الرسمي الذي لم يعتد الاردنيون على من يجلس فيه الاساءة للمواطنين, كان الاجدى بوزير الطاقة خالد الايراني مشاركة زملائه وزراء الصناعة والتجارة والمياه جولاتهم الميدانية في المحافظات والاسواق والتجمعات السكنية حيث يتابعون موجة ارتفاع الاسعار وانقطاع المياه في محافظات الشمال ومعاناة الناس من موجة الحر.
الوزير الايراني الذي لم يظهر على الاعلام ابدا خلال ازمة انقطاعات الكهرباء الاخيرة منشغل بالتويتر ومشاركة القراء حب التعارف والصداقة وباللغة الانجليزية (لان الاردنيين كلهم اسكتلنديون) في الوقت الذي كان مفترضا به مشاركة المواطنين مشاكلهم والتعرف على قضاياهم, واعداد غرفة شكاوى للتحرك سريعا لمعالجة ما حدث من انقطاعات كهربائية جعلت حياة المواطنين مقلقة خاصة مع ارتفاع موجة الحر.
الايراني خريج الزراعة الذي بات بعد ثمانية شهور من توليه منصب وزير الطاقة عالما في الطاقة كان من المفترض ان يكون قد اعد خطة طوارئ احترازية لمواجهة اية حالات استثنائية قد تحدث بدلا من من مواصلة اللعب على النت والتويتر.
بدلا من القاء اللوم على الصحافة كان الاجدر بوزير الطاقة خالد الايراني متابعة وعوده ومراجعة تصريحاته السابقة بدلا من استخدام الالفاظ النابية للدفاع عن تقاعسه تجاه المواطنين واختبائه في مكتبه بدلا من العمل والزيارات الميدانية للتجمعات السكانية, وعليه ان يتذكر ما قاله في مؤتمر صحافي يوم الرابع عشر من الشهر الماضي للحديث عن انجازه الورقي المتعلق باتفاق الغاز المصري الذي انقطع هو الاخر عن المملكة من انه لن تكون هناك انقطاعات كهربائية في هذا العام لان الاتفاق الاخير مع مصر يضمن ذلك, فمن يحاسب الوزير على تصريحاته للرأي العام والتي اثبتت الانقطاعات عدم صحتها?
كان جديرا بالوزير الايراني ان يقيم غرفة عمليات مع ممثلي شركات الكهرباء التي باعتها الحكومة للقطاع الخاص بثمن بخس بحجة عدم قدرتها على الاستثمار في القطاع وان يتابع معهم استثماراتهم اين وصلت وهل تم العمل وفق الخطة التي وضعت? وهل قامت تلك الشركات بواجبها خلال موجة الانقطاعات?.
للاسف الحكومة تسيء من جديد للاعلام والصحافة الحرة المستقلة من خلال استخدام الوزير الايراني لالفاظ هي ليست الفاظ المسؤول الاردني, وليس من حق الوزير نعت الإعلام بالجهل, كان الاجدر به ان يتواصل معه ويشرح تطورات الموقف وكيفية معالجته ومتابعته!.
الغريب في الامر ان الوزير الايراني الذي يتولى منصبا رسميا رفيع المستوى يناقش قضايا عامة على صفحات التويتر بدلا من مناقشتها في قنواتها المتعارف عليها, فمن المفترض ان يخصص لعبه بالتويتر لاموره الشخصية كعيد ميلاده الذي وضع تاريخه على الصفحة قبل ايام وشاركه مئات المعجبين والمهنئين له, وليس من حقه ان يناقش مسائل عامة مرتبطة بمتطلبات وظيفته في موقع تحاوري اجتماعي عبر الانترنت.
الحكومة التي اعتادت ان تعلق اخطاءها وتقصيرها على شماعة الصحافة قامت بحجب المواقع الالكترونية عن موظفيها بحجة ان تلك المواقع تسيء للإعلام نتيجة استخدامها لالفاظ وسلوكيات غير معهودة حسب ما تدعيه هذه الحكومة والجدير بها ان تحجب مواقع بعض الوزراء لانها تسيء للمنصب العام واخلاقيات الوظيفة الرسمية, ومن المفترض بمجلس الوزراء ان يضع سياسة عامة تلجم من خلالها افواه هؤلاء المسؤولين الذين يسيئون دوما للعلاقة مع مؤسسات المجتمع ويثيرون القلق بين اطيافه.
salamah.darawi@gmail.com
(العرب اليوم)