التحكم ببعض الصحف لا يعني سيطرة الحكومة على الجسم الاعلامي.
يخيل
للبعض ان صحيفة "العرب اليوم" هي وحدها في الساحة الاعلامية التي
"تتجرأ" على نقد الحكومة وسياساتها, وان ما تبقى من صحف ووسائل
اعلامتسبّح صباح مساء في مدحها, اصحاب هذا التصور فريقان: الاول
جمهور واصدقاءالصحيفة ومحبوها, وكل المعنيين بوجود صحافة مستقلة في الاردن,
وهؤلاء نقدرمشاعرهم الطيبة ونعمل للمحافظة على مصداقية ونزاهة الصحيفة في
نظرهم. والثاني: فريق يريد ان يصور النقد لسياسات الحكومة بأنه ظاهرة
معزولةومحصورة في صحيفة واحدة, بينما باقي الجسم الاعلامي يساند
الحكومة, ووسطهذا النقاش ينبغي التأكيد على جملة من الحقائق الاساسية:
اولاً:
ان "العرب اليوم" لا تقف في خندق العداء للحكومة, ولا يوجد فيقاموس
العمل الاعلامي خندق لاصدقاء الحكومة وآخر لاعدائها, وسائل الاعلاملها
خندق واحد طبيعي يفترض ان تكون فيه دائماً عنوانه الاساس المصداقيةوالموضوعية
والنزاهة والجرأة والانحياز للحقيقة.
ثانياً:
ليس صحيحاً ان "العرب اليوم" الوحيدة في معركة الدفاع عن حريةالصحافة
وحق وسائل الاعلام في تقديم الخبر والرأي الحر للناس, فهناك قطاععريض
من الصحافيين في هذا الميدان.
ثالثاً:
ان قدرة الجهات الرسمية على التأثير على بعض الصحف اليومية وغيابالآراء
المستقلة والناقدة لا يعني ان الصحافيين والكتّاب في صف الحكومة اولا
يوجد لديهم ما يقولونه في سياساتها.
رابعاً:
ان موقف الصحافة من الحكومة - اي حكومة - لا يقاس بعلاقتها مع الصحف وانما مع
الصحافيين والكتّاب.
ولا
شك ان المراقبين يلاحظون بأن اصحاب ومحرري اهم المواقع الالكترونيةالاخبارية
واكثرهم جرأة في نقد سياسات الحكومة من ابرز الصحافيين في صحفتصنف
بالرسمية. وصار مألوفاً ان تقرأ في هذه المواقع مقالات وتحليلاتجريئة
وقوية لكتّاب بارزين في صحف كبرى.
وهناك
عدد غير قليل من الزملاء المحترمين في مواجهة يومية مع قلم الرقيبفي
صحفهم ولا يترددون في البحث عن منابر اعلامية بديلة لنشر مقالاتهمالممنوعة,
ويجد المتصفح للمواقع الاخبارية والمدونات العشرات من هذهالمقالات.
واعرف
تمام المعرفة انه لو اتيحت الفرصة للزملاء في الاعلام الرسمي ان يعملوا بحرية اوسع
لقدموا اعلاماً لا يسر الحكومة.
تخطىء
الحكومة ان اعتقدت انها بسيطرتها على صحف ومؤسسات تكون قد سيطرت علىالصحافيين
الاردنيين. الحال ليس كذلك و"العرب اليوم" ليست وحدها.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .