أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


لسنا وحدنا

23-08-2010 02:15 AM
كل الاردن -

فهد الخيطان

 

التحكم ببعض الصحف لا يعني سيطرة الحكومة على الجسم الاعلامي.

يخيل للبعض ان صحيفة "العرب اليوم" هي وحدها في الساحة الاعلامية التي "تتجرأ" على نقد الحكومة وسياساتها, وان ما تبقى من صحف ووسائل اعلام تسبّح صباح مساء في مدحها, اصحاب هذا التصور فريقان: الاول جمهور واصدقاء الصحيفة ومحبوها, وكل المعنيين بوجود صحافة مستقلة في الاردن, وهؤلاء نقدر مشاعرهم الطيبة ونعمل للمحافظة على مصداقية ونزاهة الصحيفة في نظرهم. والثاني: فريق يريد ان يصور النقد لسياسات الحكومة بأنه ظاهرة معزولة ومحصورة في صحيفة واحدة, بينما باقي الجسم الاعلامي يساند الحكومة, ووسط هذا النقاش ينبغي التأكيد على جملة من الحقائق الاساسية:

اولاً: ان "العرب اليوم" لا تقف في خندق العداء للحكومة, ولا يوجد في قاموس العمل الاعلامي خندق لاصدقاء الحكومة وآخر لاعدائها, وسائل الاعلام لها خندق واحد طبيعي يفترض ان تكون فيه دائماً عنوانه الاساس المصداقية والموضوعية والنزاهة والجرأة والانحياز للحقيقة.

ثانياً: ليس صحيحاً ان "العرب اليوم" الوحيدة في معركة الدفاع عن حرية الصحافة وحق وسائل الاعلام في تقديم الخبر والرأي الحر للناس, فهناك قطاع عريض من الصحافيين في هذا الميدان.

ثالثاً: ان قدرة الجهات الرسمية على التأثير على بعض الصحف اليومية وغياب الآراء المستقلة والناقدة لا يعني ان الصحافيين والكتّاب في صف الحكومة او لا يوجد لديهم ما يقولونه في سياساتها.

رابعاً: ان موقف الصحافة من الحكومة - اي حكومة - لا يقاس بعلاقتها مع الصحف وانما مع الصحافيين والكتّاب.

ولا شك ان المراقبين يلاحظون بأن اصحاب ومحرري اهم المواقع الالكترونية الاخبارية واكثرهم جرأة في نقد سياسات الحكومة من ابرز الصحافيين في صحف تصنف بالرسمية. وصار مألوفاً ان تقرأ في هذه المواقع مقالات وتحليلات جريئة وقوية لكتّاب بارزين في صحف كبرى.

وهناك عدد غير قليل من الزملاء المحترمين في مواجهة يومية مع قلم الرقيب في صحفهم ولا يترددون في البحث عن منابر اعلامية بديلة لنشر مقالاتهم الممنوعة, ويجد المتصفح للمواقع الاخبارية والمدونات العشرات من هذه المقالات.

واعرف تمام المعرفة انه لو اتيحت الفرصة للزملاء في الاعلام الرسمي ان يعملوا بحرية اوسع لقدموا اعلاماً لا يسر الحكومة.

تخطىء الحكومة ان اعتقدت انها بسيطرتها على صحف ومؤسسات تكون قد سيطرت على الصحافيين الاردنيين. الحال ليس كذلك و"العرب اليوم" ليست وحدها.

 

fahed.khitan@alarabalyawm.net

 

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012