أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


مفاوضات من دون مرجعية وصفة للفشل

22-08-2010 12:23 AM
كل الاردن -

طاهر العدوان

 

اخيرا تم »دفع السلطة الفلسطينية للقبول بالمفاوضات المباشرة«. هذه العبارة مقتبسة من آخر تصريح للادارة الامريكية قبل اعلان كلينتون عن النجاح باطلاق هذه المفاوضات في الثاني من ايلول المقبل. واتوقف عند هذه العبارة لبيان اهميتها, فبعد اكثر من عام ونصف العام من رفض نتنياهو وقف الاستيطان كشرط لبدء المفاوضات تحول الجهد الدولي والعربي الى »دفع الفلسطينيين للقبول بها« وكأن من يضع العراقيل امام المفاوضات هم الفلسطينيون لا اسرائيل!!

 

لقد بدا نتنياهو في الاشهر الاخيرة في قمة انتصاراته السياسية عندما تحولت عبارته »مفاوضات بلا شروط« الى حجر زاوية في الجهود الامريكية والعربية ايضا!

 

اذا المفاوضات ستبدأ في صورة تذكارية اخرى في حدائق البيت الابيض تضاف الى عشرات الصور السابقة منذ عام 93 في ملف المفاوضات التي لم تؤد إلا الى كوارث على الفلسطينيين وقضيتهم. ولا اريد ان ادلي برأي حول تقدير نجاح او فشل هذه المفاوضات, هذا جاوزته الاحداث والوقائع, فلا احد يراهن على نجاح المفاوضات, الا اذا تغير جوهر التسوية المطلوبة واصبح (سلاما اسرائيليا يُصفّي القضية الفلسطينية) وليس سلاما عادلا, وعلى اقله (ليس بسلام الاجيال).

 

يذهب الرئيس الفلسطيني الى واشنطن بغطاء عربي, بدأ بقرار وزراء الخارجية العرب الاخير في القاهرة, وهذا ليس إلا ورقة التوت, التي تحتاجها السلطة لتغطية فشلها وتراجعها عن مواقفها المعلنة, التي (كانت) 1- وقف الاستيطان 2- وضع مرجعية للمفاوضات.

 

في بيان هيلاري كلينتون تمنيات كالتي سمعناها غداة مؤتمر انابوليس في عهد بوش. (بالوصول الى حل خلال عام) ولو كانت وزيرة الخارجية تسكن في منطقتنا التي تشهد هذه الايام موجات حرارة غير مسبوقة, لقلنا انها تعيش حالة »هذيان« من الحر الشديد, لكن كلينتون في الواقع, ليست مهتمة بالوصول الى حل نهائي والدليل قولها »بان دور الولايات المتحدة سيكون فاعلا لكنها لن تقوم بالضغط على اي طرف« وفي تجربة (مجلد) المفاوضات الفلسطيني- الاسرائيلي فان هذه العبارة تعني ان لا ضغط على اسرائيل. انما على المفاوض الفلسطيني فقط.

 

قرأت بيان هيلاري كلينتون حول المفاوضات وبيان الرباعية ايضا فلم اجد فيهما اشارة واحدة ولو غير مباشرة الى ان المفاوضات تستند الى المرجعيات الدولية بما في ذلك قرارا مجلس الامن 338.242 وهذا اسوأ من البداية التي انطلقت منها مفاوضات مؤتمر انابوليس, كما انها نسف لقاعدة اتفاقية اوسلو, وتجاوز خطير للمبادرة العربية.

 

واعود الى الغطاء العربي, للتوضيح, بان العرب لن يخسروا شيئا في دول المغرب او المشرق, البعيدة عن التأثيرات المباشرة للقضية الفلسطينية, عندما يقدمون غطاء لمفاوضات عبثية, لكن هناك محاذير قوية من تقديم غطاء اردني لمفاوضات تُجمع حتى التوقعات (المتفائلة) على فشلها الذريع. هذه المفاوضات في جميع الاحوال ستكون مكسبا كبيرا لحكومة المتطرفين في اسرائيل لانها ستغطي عمليات الاستيطان الواسعة في الضفة وكذلك مخطط تهويد القدس الشريف, اما في حالة (نجاحها) فان شروط هذا النجاح الراهنة تؤشر بنسبة 98 بالمئة بانه سيكون في خانة السلام الاقتصادي (القائم فعلا), ودويلة ال¯ 40 بالمئة من الضفة المحتلة, وفق البرنامج المعلن لحكومة نتنياهو.0

 

 

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012