أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


في الأفق شيء

بقلم : أ.د بسام العموش
13-11-2012 11:34 PM
يبدو أن لعبة الشطرنج في المنطقة قد اشتدت ، فالملف السوري في حالة غليان وعلى وشك أن نصل إلى النهاية التي ستكون في أحد مسارين يؤديان إلى تغيير النظام : الأول هرب الرئيس أو حمله في البوارج الروسية الجاثمة في اللاذقية ، الثاني : وصول المقاتلين السوريين إليه والقبض عليه حياً أو مقتولاً ، وفي الحالتين يكون النظام البعثي قد انتهى بعد أكثر من أربعين سنة من حكم سورية .
والقاموس الغربي معني بالاطمئنان على مصالحه ويريد معرفة من سيحكم ولهذا كان اجتماع الدوحة لترتيب كل الفئات المعارضة سواء كانت مدنية أو عسكرية حتى يكون الجميع تحت لافتة واحدة للوصول إلى الهدف المشترك لكل الفرقاء وهو إسقاط النظام . وقد تتسارع الأمور خاصة بعد عودة أوباما إلى البيت الأبيض حيث لم يعد رهينة للناخب الأمريكي سيما وأن الجيش الأمريكي قد انسحب من العراق وعلى وشك الخروج من أفغانستان ، وقد يجد من المناسب أن يكون الأمريكي مستخدماً لقوات غير أمريكية لتحقيق الهدف المطلوب.
وثمة حركة أخرى على لوحة الشطرنج تتعلق بالقضية الفلسطينية. فهل ما قاله محمود عباس عن تنازله عن العودة إلى صفد مجرد خطأ أم أن الهدف تهيئة الذهنية العامة للاستعداد للحركة القادمة والبدء بإنهاء القضية بناء على الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون على الأرض من حيث الانقسام الذي ترسخ وصار الواقع أقرب إلى ارتباط غزة بمصر بطريقة أو بأخرى أو تركها جيباً لحماس إمارة معزولة تعيش على ما يجود به الأجاويد من هنا وهناك وتحت الرقابة الإسرائيلية .
أما الضفة الغربية فليس أمامها إلا الارتباط بالأردن ولهذا علت أصوات تتحدث عن الضفة باعتبارها أرضاً أردنية !!! ولم نسمع بتلك الأصوات يوم فك الارتباط ولم تظهر على السطح يوم تم تتويج منظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني !!! ويبدو أن الفكرة قد كانت في ذهن لاعبي الشطرنج أن توقع المنظمة على التنازل عن فلسطين التاريخية من قيادة فلسطينية ثورية وهذا ما فعله الراحل عرفات ولكن دون إيصاله لدولة فلسطينية كما كان يحلم، حيث تتكرر الخديعة التي أوقعها المستعمر بالثورة العربية وغدر بها بعد وعد بمملكة عربية كبرى .
وهل يرتبط ما يجري على الصعيد السياسي بالأمور الاقتصادية ليعيش الناس لقمة العيش بعيداً عن العناية السياسية ، أم الهدف ممارسة الضغط على الأردن باعتبار نقطة ضعفه المزمنة المديونية والعجز ليتحرك حركة المجبور باتجاه يريده اللاعب الأول في المنطقة ؟!
نعم في الأفق أشياء وأشياء والأيام المتسارعة ستكشف لنا ما وراء الأكمة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-11-2012 10:42 AM

حسنا ... أنا أردني من أصل فلسطيني ولدت في الأردن و عشت فيها و لا أعرف لي وطناً آخر و لم و لن أنسَ فلسطين التي هي بنظري من الماء الى الماء و التعليق الذي بين يديكم هو نتاج حالة عصف ذهني بعد قراءة المقال أعلاه و بنفس الوقت نتيجة متابعة حثيثة للأوضاع في الأردن و سوريا و غيرها من النقاط الساخنة

هناك من يريد الوصول بالمواطن الأردني إلى حالة شديدة من التطرف بالسلوك و من "القرف" نتيجة التضييق الاقتصادي و بالتالي يبدأ مشوار معزوفة اسقاط النظام ليبدو كأنه مطلب شعبي !! بينما خلف الكواليس هناك من يحرك باتجاه صفقة سياسية خبيثة تتضمن بعضاً من بنود الحل الوسخ المسمى الوطن البديل بسيناريوهات مختلفة مثل استغلال الفوضى هنا لعمل ترانسفير جماعي لأهل الضفة مثلاً و تفريغ الأرض من العامل الديموغرافي الضاغط بشدة و تهيئة نهاية القضية الفلسطينية المتمثّل ببقايا المطالب الفلسطينية بوجود قيادات متهافتة ! هنا قد تظهر ما يمكن تمسيتها "طاقة فرج" وهمية للأردنيين بوعود كاذبة خادعة برخاء اقتصادي -مثل تلك الوعود التي سبقت وادي عربة- مما قد و أقول قد يجعل تقبّل الحلول السياسية الخطيرة المطروحة وقتها لا سمح الله مقبولة أكثر ! هنا مداخلة سريعة للموقع و إدارته و التي أرجو أن يتسع صدرها و بما أنني صدّرت تعليقي بالتعريف بأنني أردني من أصل فلسطيني لتعلموا فقط يا إخوة أننا بالصفة التي نصف أنفسنا بها انا و مجموعة كبيرة من الأصدقاء نرفض رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال الوطن البديل و نرفض بشكل قاطع أي نوع من أنواع الاقصاء عن المشهد السياسي في الأردن و نرفض مواطنة درجة ثانية و لسنا بمعرض القبول بأي سيناريوهات خبيثة للحل على حساب الأردن و سنكون في الخنادق الأمامية لأن الأردن أغلى من دمنا جميعاً!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012