أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


الأردن في مأزق

بقلم : فهد الخيطان
14-11-2012 03:10 AM
في الحالتين نحن في مأزق خطير؛ رفع الدعم يعني المزيد من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وتآكل الطبقة الوسطى، فيما تأجيل الرفع سيفاقم عجز الموازنة وعدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الأساسية من رواتب وتأمينات ومعاشات.بعد أسابيع من الحملات الإعلامية المكثفة، لم تتمكن الحكومة من كسب الرأي العام؛ على العكس تماما، دائرة المعارضة تتسع، ولهجة الشارع في تصاعد ينذر بالمواجهة. النقابات المهنية بدأت تلوّح بإجراءات تصعيدية، وأحزاب سياسية تهدد بالتراجع عن قرار المشاركة في الانتخابات في حال أصرت الحكومة على خطة رفع الدعم. الرأي العام يرد على تصريحات رئيس الوزراء بسخرية سوداء؛ مواطن يهدد ببيع الفائض من أطفاله عن الحد الأعلى للدعم النقدي، وآخر يرى الخلاص في تطليق زوجته، وهكذا يمضي الناس في التندر على أفكار الحكومة لتعويض أصحاب الدخل المتدني.الحكومة لا تستطيع تأجيل القرار على حد قولها؛ لا مساعدات خليجية في الأفق، ولا بديل عن الغاز المصري في القريب. المعارضة لا تملك حلولا آنية للأزمة، ما تطرحه من بدائل، سواء ما تعلق بموازنات المؤسسات المستقلة أو استعادة الأموال المنهوبة وتخفيض الإنفاق، لن تعطي، على فرض القبول بها، نتائج فورية.والحكومة إن اتخذت القرار تخشى من ردود فعل شارع ساخط، يشكو قبل الرفع من الغلاء وضيق الحال، فكيف بعد الرفع؟! وتأجيل القرار إلى ما بعد الانتخابات النيابية يعني تفاقم الأزمة خلال الأشهر الأربعة المقبلة. من جهة ثانية، يستبعد مراقبون أن يستهل النواب الجدد عهدهم بالموافقة على رفع الأسعار.لم يواجه الأردن مأزقا اقتصاديا بهذه الخطورة منذ أكثر من عقدين. في أزمة العام 1989 واجهنا خطر الإفلاس بعد نفاد الاحتياطي من العملات الصعبة، لكننا في المقابل وجدنا من يخفف من أزمتنا؛ العراق قدم لنا النفط بأسعار تفضيلية، وصندوق النقد الدولي ألزمنا ببرنامج مرن وطويل الأمد للتصحيح الاقتصادي. اليوم، لا نفط إلا بالأسعار العالمية، ولا قروض من الصندوق إلا بشروط فورية وثقيلة، في وقت بلغ فيه الدين الخارجي والداخلي معدلات قياسية لم يصلها في تاريخ الأردن من قبل.بالمعنى السياسي للأزمة، نحن بلا خيارات تذكر غير خيار المواجهة مع الداخل. كلفة الرفع باهظة، ولا تقل في ذات الوقت عن كلفة تأجيل القرار. في الحالتين البلاد في مواجهة أخطار محدقة.لم نصل لهذه الحالة فجأة؛ منذ عامين على الأقل ونذر الأزمة في تصاعد، لكننا تجاهلنا الإنذارات المتكررة، وأوغلنا في الإنفاق، وتقاعسنا عن البحث عن بدائل لمصادر الطاقة. بنينا حساباتنا على تقديرات خاطئة بقرب الحصول على مساعدات خليجية لم تأت أبدا. استثمرنا في التغيير الحكومي ولعبة تبديل الكراسي الوزارية، ولم ننظر لفاتورة التقاعد المتضخمة.كانت الدولة قادرة على إقرار ما تشاء من التشريعات في مجلس النواب، لكنها عجزت عن تمرير قانون الضريبة التصاعدي، أو قانون من أين لك هذا. حملة حقيقية ومكثفة لملاحقة التهرب الضريبي كانت كافية لسد ثلث العجز في الموازنة.والدليل على عمق الأزمة التي نحن فيها قول بعض المسؤولين بأن إلغاء الدعم عن المشتقات النفطية لن يكون كافيا ليخرجنا من الورطة!يشعر المرء أحيانا أن ثمة أطرافا أخذتنا إلى المربع الأخير عن قصد، ليس الآن وإنما من سنوات، وبشكل مخطط وممنهج، لكي نصل إلى نقطة لا يمكننا بعدها الرجوع سالمين.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-11-2012 04:08 AM

Mohammed Omar Abeid حفظ الله ملكنا واردننا الحبيب . ووووينك يا طراونة يا زلمة كنا بنمزح معك شكلك ما بتتقبل مزح يا زم , . انا متشائم وغير متفائل صراحة , . مصر رفعت بنزينها ال 95 وتركت سلع المحروقات الباقية مثل 80/85/90 سعرها زي ما هو . وقررارها منطقي جدا . لانه اللي بعبي بسيارته 95 بكون مش فقير وسيارات حديثة ... عكس اللي بصير عنا بالاردن تماما . غلوا كل اشي ما عدا بنزين ال95 . مع العلم كل اللي بعبي سيارته بنزين 95 وضعه فووووووق الريح . ولا كمان على حساب الدولة كوبونات . فانا والله مع الشعب انه يطلع يطالب بحقوقة البسيطة .ولا الاشنع الرواتب متل ماهي في القطاع الخاص والحكومي . والغلا والضرايب بشكل مش معقول وكل شعبنا صاير يشتغل شغلتين وتلات على شان يطعمي ويدرس ولاده . .في ناس مش ملاقيين توكل والموظف المسكين اللي راتبة اصلا 300 دينار ومتجوز وعنده طفلين وعنده اجار بيته ولا مواصلاته ولا اكله هو وعيلته ولا . ولا . ولا بوكل لحمة عشان يشتري غاز يطبخ عليه ....!!!

2) تعليق بواسطة :
14-11-2012 04:32 AM

الحكومه كاشفت المواطنين وعرضت اسباب رفع الدعم فلماذا لا تصارح الناس بحقيقة اسباب عدم وصول المساعدات الخليجيه ؟؟ لماذا لم تدفع دول الخليج المساعدات التي وعدت بها؟؟ الحكومه تحث الناس على تحمل رفع الدعم وما يترتب عليه من اعباء كبيره فعليها اذا ان تضع الناس في حقيقة الامر

3) تعليق بواسطة :
14-11-2012 08:31 AM

سلمني رئاسة الحكومة ستة اشهر وسجل علي تاريخ هاي الوظيفة من (مبارح)
واطلق يدي
واذا ما حليت مشكلة عجز الموازنه واخرجت الاردن من ازمته الخانقه الى بر الامان ومن غير تحدي واستفزاز لاحد ورغم فهمي للمقيدات والسياسيه وما فرض علينا من معاهدة سلام وبخلاف ذالك اقبل حكم الشعب باعدامي ولا اريد راتب او حتى بعد حل المشكلة واعتراف الجميع بقدرتي كافئونئ باعدامي لافسح المجال لاي مواطن حر شريف من الشعب فهو سيكون على قدر من المعرفة والدراية والمشوره
مؤكدا انني اقل واحد بالشعي
فالشعب الحقيقي المبدع وغير مشاهير السلطةلديه من الكفاءة والدراسة والفهم ما سيجعلكم لا تصدقون
والله اننا سوف ندهش العالم بس مشان الله اسمحونا واجعلونا نملك القرار

4) تعليق بواسطة :
14-11-2012 10:26 AM

اي مازق يا عزيزي يابو الخيطان وكلك فهم وسلامة. فقط عدد لعبات القمار الذي صار بمازق ولا شمات الهوا وركوب الدراجات الايطالية ام ايدين طوال ما علية حساب.

5) تعليق بواسطة :
14-11-2012 12:42 PM

لماذا لا نعترف ان التغيير هو سنة الله في الكون. و لماذا نصر ان يبقى كل شيء على ما هو عليه: نفس الشخوص و نفس الطريقة و نفس كل شيء ثم نستغرب من الثورات الشعبية و نستغرب من الماازق المالية وووو... الذي لا يغير يغيره الزمن

6) تعليق بواسطة :
14-11-2012 09:17 PM

ارتب و أنضج مقال قرات عن موضوع رفع الدعم يا ريت كل الكتاب يكونو بنفس المستوي

7) تعليق بواسطة :
14-11-2012 09:54 PM

كلام سليم في الحالتين نحن في مأزق خطير .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012