أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


«الأسد أفضل لإسرائيل»

بقلم : د. رحيّل غرايبة
16-11-2012 12:27 AM
هذا عنوان التحليل السياسي الذي نشرته صحيفة 'معاريف الإسرائيلية' صباح يوم الثلاثاء 13/11/2012 للكاتب الصهيوني 'رافي نوي' الذي يتحدث فيه عن قرب سقوط نظام الأسد خلال مدة قريبة، ممّا يسهم في تعقيد المشهد ويشكل خطورة أشد على دولة 'إسرائيل ومستقبلها'، وأول مظاهر هذه الخطورة تتجلى بالغموض الذي يحيط بالثوار الذين يقاتلون النظام، فليس واضحاً من يقود المعارضة، وإلى أين تريد أن تقود سورية بعد سقوط النظام، ويضيف كلما مرّ مزيد من الوقت يتبين وجود جماعات مسلحة ومنظمات سلفية ومنظمات إسلامية - تهدد أمن 'إسرائيل'، وتشكل تهديداً للأقليات المسيحية والدروز في سورية نفسها، فضلاً عن تهديدها للأقلية العلوية التي تشكل الهيكل القيادي للجيش السوري، والتي تخشى أن يكون الحكم عليها بالإعدام إذا خسر الجيش السوري هذه الحرب، وجاء الثوار إلى سدّة الحكم.
كما أنّ سقوط القذائف من الجانب السوري على الأرض 'الإسرائيلية' مؤخراً، كما يقول الكاتب، يدلل على أنّ الحرب أصبحت قريبة من الحدود، وسيصبح عدم استقرار المنطقة أمراً غير مرغوب فيه بالنسبة للجانب الإسرائيلي، وعلى إسرائيل أن تكون حذرة من محاولة تطوير الحرب التي تجر الجيش 'الإسرائيلي' إلى مواجهة، حسب قوله، والتي هي ممكنة ولكن ليس هناك مؤشرات حتى الآن، على أنّ النظام يسير في هذا الاتجاه.
ويضيف الكاتب الصهيوني 'أنّ هناك أصواتاً داخل إسرائيل تتوقع أن يسقط نظام الأسد وأن يستولي الثوار على الحكم، مع التأكيد على أنّ نظام الأسد أفضل لإسرائيل من الثوار الذين لا نعرف ماذا يختبئ خلفهم، ونحن لا نعرف على أية دولة سنحصل بعد أن يستولوا على الحكم، ومن خلال تجربتي فإنّ كل التغيرات التي حدثت في المنطقة لا تحسّن وضعنا، ولا تجعل المنطقة أكثر هدوءاً، بل العكس هو ما يحصل في أماكن عديدة حين تغيّر الحكم في أعقاب الربيع العربي بات أكثر عداءً لإسرائيل'.
ثم يختم مقاله بالقول 'إنّ مصلحة إسرائيل تقتضي أن يبقى الحكم العلوي في دمشق، ونحن نعيش مع هذا النظام منذ عشرات السنين، بنجاح وهدوء نسبي، رغم إشكالية الجسر الذي يربطه مع إيران وحزب الله.
هذه مقتبسات من وجهة النظر 'الإسرائيلية' التي يعرضها الكاتب والمحلل السياسي الصهيوني، وهي جديرة بالنظر والدراسة في ظلّ تقييم الوضع الدولي الصامت والمتخاذل تجاه المجازر الدموية التي ترتكب في سورية في كلّ صباح ومساء، وفي ظلّ البحث عن مسوغات لتشويه الثورة السورية، وتبرير منهج النظام المدمّر للدولة والشعب من بعض أبواق النظام.
إنّ هذا الكاتب الصهيوني يدرك مكامن الخطر الحقيقي في التحول الجذري الذي تقوده الشعوب العربية ضد الأنظمة الحاكمة التي جاءت إلى سدة الحكم من خلال طرق ملتوية وأساليب غير شرعية، وهو يدرك تماماً أنه ما كان 'لإسرائيل' أن توجد وتنمو وتقوى وتزدهر في قلب الوطن العربي، لولا تلك الأنظمة التي عملت على وأد الحرية ومصادرة حق الشعوب في الاختيار وتقرير المصير، وعملت على تكريس البؤس الاقتصادي، والتخلف العلمي والتكنولوجي، وحراسة الفرقة والحدود الفاصلة بين أجزاء الشعب الواحد، وتعمل على الحيلولة دون وحدة الشعوب العربية، ودون نهضتها ودون امتلاكها لأوراق القوّة الحقيقيّة.
إنّ مصيبة الشعوب العربية الحقيقية تكمن في 'قط الجزّار' الذي يعيش على قمامة الجزارين ولعق السكاكين، مقابل التسبيح بحمدهم وتبجيلهم آناء الليل وأطراف النهار، ومن أجل إخفاء ملامح الجريمة، وتبرير الأخطاء، وخداع الشعوب، وتضليل العامّة، وتسويغ المؤامرة بثمنٍ بخس .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-11-2012 01:03 AM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
16-11-2012 01:22 AM

يا رحّيل ارحل بدون تحليل غير منطقي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012