أيا كان مصدر الارهاب الذي ضرب العقبة اول من امس وأيا كانت الجهة التي صدّرت
الصاروخ الذي هز سكينة المدينة وأودى بحياة مواطن وجرح اربعة آخرين، فاننا أمام
عصابة جديدة اضافت خدمة التوصيل على فاتورة البيع لمن يدفع.
ان عدم تبني عملية إطلاق الدفعة الاولى من الصواريخ في نيسان الماضي وكذلك الدفعة
الثانية اول امس وتشابه مسار الدفعتين، من قبل أية جهة يدل على ان المرسل الذي قد
لا يكون هو المنفذ تعمد عدم وضع اسمه على الرسالة ليتجنب دفع الكلفة.
الغموض الذي يحيط بهذا العمل الجبان يفضح نفسه ويؤكد ان الارهاب ماض في استهدافنا
وهو ما يجعلنا كأردنيين نجدد الوقوف خلف جيشنا وأجهزتنا الأمنية في التصدي للارهاب
وملاحقته في أي مكان وان لا ننتظر قدومه الى بيتنا.
اننا ونحن نواجه ما نواجه من تآمر على شكل ضغوطات سياسية تارة واقتصادية تارة اخرى
وتهديد يستهدف روحنا المعنوية وتماسكنا كشعب انجز مع قيادته وطنا قويا استعصى على
كل محاولات الاضعاف، ننظر الى ما حدث في العقبة على انه حلقة من حلقات التآمر التي
ما توقفت يوما ضد بلدنا لثنيه عن القيام بواجبه الوطني والقومي.
ما يعنينا الآن البحث عن مطلقي الصاروخ لاجتثاثهم وانهاء حالة توقع سقوط صاروخ
جديد، والبحث يفترض ان يشمل المكان المرجح الذي بات يشكل مرتعا لمجرمين يتحركون
فوقه بحرية، الأمر الذي يوجب تعاونا أمنيا اردنيا مصريا تقتضيه مصلحة البلدين
الشقيقين.
ان قبول احتمال ان تكون الصواريخ قد انطلقت من شبه جزيرة سيناء، لا تقلل من جهد
مصر في السيطرة على اراضيها ولا من هيبتها فالدول الكبيرة مساحة ومكانة يمكن ان
يتسلل الى اراضيها خارجون عن القانون ولا يضيرها ان تعيد النظر بأساليب السيطرة
بين فترة واخرى لأن مثل هذا الاجراء يعتبر الخطوة الاولى والصحيحة باتجاه القضاء
على الجماعات الارهابية وعصابات المرتزقة التي ازدهرت تجارتها لوجود الطلب، ما
يدعو لتكثيف الجهد حتى لا تتحول رمال الصحراء الى ملاذات آمنة يتحرك فوقها محترفو
صناعة الموت.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .