أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


مبادرة للخروج من الأزمة

بقلم : فهد الخيطان
20-11-2012 12:28 AM
على مدار تاريخه، تعرض الأردن لهزات سياسية عنيفة، ومنعطفات حادة، تنوعت أسبابها وظروفها. وكان ذلك يحدث كل عشر سنوات تقريبا؛ النكبة، والنكسة وأحداث السبعين، وحربا الخليج الأولى والثانية، وانهيار الدينار العام 1989 والأحداث التي تلت ذلك، وغيرها من المحطات الصعبة.وقد ترتب على كل مفصل منها خسائر سياسية ومادية كبيرة. فبعد حرب الخليج الأولى، واجه الأردن حصارا اقتصاديا غير مسبوق، ولم نجد غير العراق يخفف عنا. لكن في 'الخليج الثانية' لم يكن العراق موجودا، فكانت السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة. كان هذا يحصل عندما تكون الأزمة إقليمية. أما في الأزمات الداخلية، فالعلاج بالضرورة داخلي، ومن طراز سياسي أيضا.بعد أحداث نيسان (أبريل) 1989، وَلَجنا طريق التحول الديمقراطي، بالتوازي مع برنامج التصحيح الاقتصادي، وعبرنا الأزمة بالميثاق الوطني، وإلغاء الأحكام العرفية وإطلاق الحريات العامة. ولعلها مفارقة بالفعل أننا، وبعد 23 عاما على التحول الديمقراطي، لا نجد غير حالة الطوارىْ مخرجا لصون المكسب الديمقراطي وتصويب مساره!الأحداث التي عصفت بالبلاد خلال الأيام الماضية هي أخطر ما واجهنا في السنوات العشر الأخيرة، وتفوق في خطورتها أحداث 1989، خاصة أنها جاءت في مناخ التحولات الكبيرة في العالم العربي، وفي مرحلة اضطراب سياسي وأمني لم تشهدها المنطقة في تاريخها. وسط الأجواء العاصفة هذه، كان الأردن دون غيره المؤهل لإنجاز التحولات الديمقراطية المطلوبة بطريقة سلمية وتوافقية. ثم تأتي، وعلى نحو مفاجئ، موجة عاتية تهز أركان المجتمع، وتعرض سلمه واستقراره لخطر جدي.كانت ردة الفعل على قرار رفع الأسعار متوقعة ومفهومة، لكن ليس إلى الحد الذي يجعلنا على شفير الفوضى.لم نتفق بعد على تفسير لما حصل، ولم نتوصل إلى تحديد قاطع لهوية الأزمة؛ اقتصادية بحتة، أم أن لها جذورا سياسية؟ وهل العلاج بإجراءات اقتصادية، أم بمراجعة للمسار السياسي؟ وهل تكفي المعالجة الأمنية للأحداث للقول إننا بخير؟الأحداث الأخيرة تطرح سيلا من الأسئلة على الدولة والأحزاب والحركات والنخب السياسية والاجتماعية في البلاد، الإجابة عنها غير ممكنة في أجواء التراشق السياسي والإعلامي الذي نشهده.استخلاص الدروس والعبر مما حصل يحتاج إلى مبادرة وطنية ترعاها الدولة، للوقوف على الحقائق وفحصها بدقة وتعريف الأزمة، وإجراء مراجعة نقدية للمفاهيم السائدة حول علاقة الدولة بالمجتمع، والتفاهم على الموقف من الانتخابات النيابية المقبلة وسبل إنقاذها من الفشل.. وعناوين أخرى كثيرة تستدعي النقاش.بخلاف ذلك، فإن السجال سيظل يدور في حلقة مفرغة، والأزمة تراوح مكانها بانتظار فتيل يشعلها من جديد.تقول حكمة قديمة دارجة: الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه. وهانحن نتلقى ضربة الأسعار ولم ينكسر ظهرنا. لكن علينا أن ننهض بسرعة، وننفض غبار الأزمة عن أجسادنا، ونشرع في مراجعة ما حصل، ونبحث عن الثغرات والمناطق الرخوة في بنيتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونحاسب أنفسنا؛ مؤسسات وحكومات وأحزابا وأفرادا، لنعود أقوى مما كنا، ويعود الأردن كما عهدنا عصيا على الأزمات.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-11-2012 01:00 PM

*- الاحكام العرفية لم تختفي و لم نتخلص منها و الطوارئ نحن نعيشه كقانون ايضاً , كيف ؟ :
1- محكمة امن الدولة العسكرية ما زالت قائمة و المدنيين يحولون اليها
2-و الآن في تطور نذل جداً اصبح الاحداث يحولون اليها , و بامر "كيفي" و ليس قانوني ايضاً و هذا صلب قانون الطوارئ , المناضل تقي الدين الرواشدة عمره 16 سنة تم تحويله من المركز الامني لمحكمة امن الدولة بسبب رفضه للتوقيع على تعهد و اعتراف لم يكتبه ابدا فقام الضابط الذي تقزمت شواربه امام عظمة طفل بالهيجان و تم تحويله الى محكمة امن الدولة .
3-قوانين التجمعات العامة و التي اقرت عام 2002 و حتى ما قبلها كانت كلها مرصودة .
4- قوانين الاحزاب و الانتخابات و التي تخدم النظام اكثر من الشعب و خياراته .هنا فردية القرار للنظام و هذه عرفية محضة .
5-عملية التخوين الجماعي لكل مطالب بحقه ان كان في الشارع او كان لرأي شخصي اذ ان مفهوم الوطن عند الحثالة هو باختصاره على النظام الحاكم لذا اي "نقد" للنظام يعتبر عداءاً للوطن, و حالة الاستعداء هذه هي المقدمة للاتهام الجرمي العرفي , و هذه ايضاً حالة معاشة للان !!!
6- وصول عدد كبير من متقاعدي الاجهزة الامنية "التابعين للنظام" او المواين للنظام على راس مؤسسات مفصلية و خصوصا مؤسسات صنع قرار , و هذه عملية احلال شبه عسكري تشبه حالة فرض الطوارئ تماماً ,,,
*- و بعد هذا تقول الحل بقانون طوارئ ؟؟؟!! يا رجل بماذا سيأتي قانون الطوارئ اكثر مما اتى به !!! اتقوا الله يا بشر هذا اذا كنتم تعرفوه !!
- لا و بيرجع يحكي انه على الدولة ان تبادر للحل !!!!!! يا رجل هو اصلاً الناس ما طق عرقها و نزلت للشارع الا من بلاوي قرارات و مبادرات النظام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يا زلمة ,,,,,,, بس بلاش

2) تعليق بواسطة :
20-11-2012 08:39 PM

فهد.. الأزمة واضحة تماما لكل ذي بصيرة. ما من شك أن ما أخرج الناس من بيوتها الوضع الاقتصادي الصعب المتمثل في انخفاض الأجور وارتفاع الأسعار وغياب أسس التنافس العادلة ولكن الناس بعد ثورة الانترنت والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي باتت تعرف أسباب الأزمة الحقيقية ألا وهي سوء الادارة والفساد المدعوم على أعلى المستويات وبالتالي وجه الناس سهامهم وهم على حق إلى رأس الدولة الذي قادتنا سياساته إلى ما وصلنا إليه. الأمر بين واضح.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012