أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


حق الدفاع عن النفس

بقلم : د. رحيّل غرايبة
20-11-2012 11:35 PM
حق الدفاع عن النفس حق مشروع في كل شرائع السماء والأرض، ويقره العقل السليم، ومحل إجماع البشر، وهو حقٌ إنساني عادل، لا ينكره إلاّ جاحد، أو صاحب هوى، ولا يجوز مصادرته أو الانتقاص منه، أو ممارسة التدليس أو التضليل بشأنه وبشأن من وقع عليه الاعتداء، وهو منسجمٌ مع الفطرة، وهو صنو الكرامة الآدميّة وقسيم الحريّة.
ما يبعث على الغيظ أنّ حق الدفاع عن النفس أصبح بضاعة محتكرة لأصحاب القوة، والاستكبار، ويحرم منه الضعفاء والمجردون من القوة، وهذا ما يحدث تماماً بشأن العدوان الصهيوني المتكرر بحق غزة، في هذا الوقت وفي كلّ الأوقات السابقة، إذ أن الكيان المحتلّ الذي ولد من رحم العدوان والاغتصاب، وانتصب على بحرٍ من الدماء وهرم من الأشلاء، يتبجح أمام العالم أنّه يمارس حق الدفاع عن النفس، ولكن الأمر الأكثر غيظاً أن يقوم الأمريكان بترديد المقولة نفسها على أسماع العالم كله الذي يسمع ويشاهد ويعيش الأكذوبة الصهيونية الكبرى.
أليس للفلسطينيين حق الدفاع عن النفس، أليس بعد مرور ما يزيد على (60) عاماً من التقتيل والتشريد وهدم المنازل أن يمتلكوا حق البشر في العيش، و يقرروا مصيرهم و يقيموا دولتهم، و يحموا أطفالهم وأعراضهم، و يصلوا إلى الحدّ الأدنى من الكرامة الإنسانية والحريّة والأمن.
كيف يتواطأ العالم الذي يطلق على نفسه العالم الحرّ والمتقدم ويمتهن حراسة حقوق الإنسان، لمدة تفوق على نصف قرن مع هذا التضليل المكشوف والمخادعة السمجة، دون نكير من شعوبهم، ومن دون ضغط حقيقي من الرأي العام ومن دون ردة فعل حقيقية من المجتمع الدولي ومؤسساته.
نحن أمام معضلة عالمية، أسهم في ترسيخها قادة الدول الغربية الذين رضعوا ألبان الاستعمار واحتقان الشعوب الأخرى، ويتملكهم عقدة التفوق والتعنصر واستخدموا آلة إعلامية كبرى، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ بعض الأنظمة العربية تخلت عن حقوقها ، وخاصة بعض القادة الذين قادوا العمل الثوري والتحرري الفلسطيني، ثمّ انسلخوا من مبادئ ثورتهم وأخلدوا إلى لؤم العدوّ وخسته، وقادوا معركة الاستخذاء والاستسلام بكل بجاحة ودون ذرةٍ من حياء.
يجب أن نصل إلى الحقيقة البدهية الساطعة سطوع الشمس أن الحقوق لا يتم الحصول عليها بالتسوّل والخنوع، وأنّ الحرية لا يمكن شراؤها أو استجداؤها من أحد، ومن يتنازل عن حقه طوعاً ينبغي ألا ينتظر اعتراف الآخرين به، وإنّ من يتنازل عن أرضه ووطنه، لا يستحق الاحترام، وينبغي ألا ينتظر الاحترام من الصديق فضلاً عن العدوّ.
لا طريق أمامنا إلاّ بإعادة بناء الذات، وامتلاك أدوات القوة والقدرة على الدفاع عن النفس، ولن يتمّ ذلك إلاّ عندما نصبح أحراراً، لأنّ الأحرار وحدهم هم القادرون على بناء ذاتهم وهم وحدهم الذين يتجرؤون على مقاومة المعتدي، لأنّ العبيد والمقهورين، ومسلوبي الإرادة، لن يقهروا عدوهم، لأنهم لم يستطيعوا تحرير أنفسهم أولاً، وهذا يحتاج إلى تخليص الأجيال من شعراء العبودية، ومن خطباء الاستبداد ومن كلّ الذين تربوا في محاضن القهر والخنوع، وكل الذين أدمنوا تبرير فعل الطواغيت، ولا يحسون بوجع الجماهير، وشروا ذلك بثمن بخس ويتقنون فن التدليس وطمس الحقائق والرقص على جراح الشعوب المنكوبة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-11-2012 09:59 AM

السيد الكاتب , بصفتك من جماعة الإسلام السياسي الذي إستحوذ وسيطر على القرار في جمهورية مصر العربيه هل تستطيع تفسير عدم السماح ولليوم السابع على التوالي من الإجرام الصهيوني على غزه ولو لطلقة واحده للدخول عن طريق مصر إلى المقاومه إذا كنتم احرارآ وأبطال التحرر من العبوديه كما تريد تسويقه !؟ وما هو الدور الذي تقوم به قيادة مصر الأن عدا انها وسيط ضاغط على المقاومة لتمرير مخطط إنهاء ثقافة المقاومه كما كان الحال مع أسلافكم في إنهاء معالم القوميه والتضامن العربي ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012