أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


"يوتوبيا الإخوان" الجديدة!

بقلم : د.محمد ابو رمان
22-11-2012 11:46 PM
يجادل عالم الاجتماع العربي المعروف سعدالدين إبراهيم، بأنّ الإخوان أسرفوا خلال الثمانية عقود الماضية في تقديم وعود الحلول والخلاص للشعوب العربية، ووعدوها بفردوس لن تراه. وتقلّصت وعود الإخوان الأيديولوجية إلى خمسة أهداف قدّمها الرئيس الإخواني محمد مرسي، لتحقيقها في رئاسته، وتتمثّل في حل مشكلات المرور والقمامة والخبز والغاز والأمن. وهي مشكلات يومية واقعية يعاني منها سكان المدن الكبرى في مصر.بالرغم من اختلافه مع الإخوان، والأسلوب التهكمي في المقال، فإنّ إبراهيم يعترف بأنّ الإخوان يتجهون نحو الواقعية السياسية. وهي ملاحظة دقيقة وصحيحة. وربما أكثر من ذلك أن هذه الأولويات والالتزامات تشق الطريق نحو أيديولوجيا جديدة للجماعة، تمثّل طوراً جديداً من أطوار الفكر السياسي الإسلامي.إذا نظرنا خلال السنوات القليلة الماضية فقط، بل وحتى الفترة المحدودة التي وصل فيها الإسلاميون اليوم إلى السلطة (في حقبة الربيع العربي)، سواء في مصر أو تونس أو المغرب، فسنجد أنّنا عملياً أمام تطور نوعي بالالتزام بالعملية الديمقراطية واللعبة السياسية، وبتداول السلطة والتعددية السياسية؛ وهو ما يعني –ضمنياً- التخلي عن الشعار الإسلامي المعروف والمرفوع خلال العقود الماضية 'الدولة الإسلامية'. وحتى بالنظر إلى مشاريع الإخوان السياسية والاقتصادية، نجد تراجعاً وتقييداً كبيراً لموضوعة 'تطبيق الشريعة الإسلامية'، بعيداً عن الحلم الأيديولوجي الذي استغرق الإخوان في العقود الماضية؛ من إعادة الخلافة الراشدة وإقامة حكومة إسلامية تحكم بالإسلام، وتخليّاً تامّاً عن فكرة التغيير الجذري، أو ما سمّاه فتحي يكن 'الفكرة الانقلابية' في مشروع الجماعة.ربما تكون هذه التحولات الضخمة المكثّفة زمنياً وفكرياً هي التي دفعت بالتيارات الإسلامية الأخرى، مثل جماعات سلفية وجهادية، إلى محاولة 'ملء فراغ اليمين' في المشهد السياسي العربي، والدخول في صدام أو سجال مع الإخوان أنفسهم، بسبب ما اعتبرته هذه الجماعات 'تنازلاً' عن جوهر المشروع الإسلامي.خصوم الإخوان من علمانيين ويساريين، ينتقدون الإخوان أيضاً في مواقفهم الخارجية، ويرون في دور الوسيط الذي قامت به مصر، والتزامهم بمعاهدة السلام، وتسمية سفير في إسرائيل، مماثلا لما كان عليه دور مصر في عهد حسني مبارك. يتهمونهم (كذلك) بأنّهم يسيرون اقتصادياً على خطى النظام السابق، وأنّهم لم يغيّروا شيئاً من البرنامج الليبرالي، بل ستوقع الحكومة المصرية خلال الأيام المقبلة اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض، ما سيرفع أسعار السلع.هذه الانتقادات وإن كانت صحيحة في شكلها الخارجي، إلاّ أنّها في جوهرها قد تحمل بذرة تطورات مهمة ونوعية في خطاب الجماعة، ما ينقلها وينقل الدول والحكومات العربية نقلات نوعية؛ فالأيديولوجيا الإخوانية الجديدة تأخذ الآن بعداً واقعياً. وربما هذا يساعد على حل إشكاليات فكرية عميقة وعالقة حول علاقة الدين بالدولة.رهان الإخوان اليوم يتمركز حول المواطنين، من خلال الحكم النظيف وحل المشكلات اليومية والنهوض بالواقع الاقتصادي والتنمية والالتزام بالديمقراطية والتعددية، وكذلك دور أفضل في السياسة الخارجية يأخذ منحى مستقلاً لا تابعاً للسياسات الغربية. هذه الأهداف والتحديات إن لم تبد كبيرة في عناوينها، كما كانت عليه الأفكار السابقة، إلاّ أنّ نجاح الإخوان فيها سيكون مرحلة تاريخية فاصلة، وسيشكّل الفرق الحقيقي بينهم وبين الحكومات السابقة التي أغرقت البلاد في حكم استبدادي فاسد داخلياً، وخانع تابع خارجياً!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-11-2012 05:48 AM

صديقي دكتور محمد - جمعه مباركة ثم:
حلال على الأخوة في الحركات الأسلامية ممارسة الواقعية السياسية وحرام على غيرهم!!! هم ان مارسوها فهي حلال وان مارسها غيرهم حرام --- عندما كنت أحاورهم وفي عهد عرفات رحمه الله وعهد الرئيس عباس الآن ونتحدث عن الواقعية السياسية في جل الصراع العربي - الأسرائيلي وعلى تقنيات مساره التفاوضي على المسار الفلسطيني - الأسرائيلي - يتهمونهما بالخيانة - سبحان الله سبحان الله وشاطين هذا التعليق على مقالك تعرفها جيدا يا صديقي فهي في تفاصيل حيثياته واشاراته -- ساذهب الى صلاة الفجر الآن فها هو المؤذن يرفع الآذان الثاني - غفر الله لنا ولكم ولهما ولهم ولهن

2) تعليق بواسطة :
23-11-2012 01:41 PM

هناك عقليه غريبه عند بعض الناس تنكر على غيرها كل شيء وهي تفعله، هذه السلوكيات نلاحظها على المستوى الشخصي، مردها هو الغرور والاستكبار والاستعلاء بدون علم وبجهل مطقع، ظانين أنفسهم أنهم يمكن لهم ادارة الأمور بشكل أفضل لما في شخصياتهم مزايا لا توجد في الاخرين.

الاخوان فعلوا نفس الشيء : كل المحرمات وقائمة الخيانات والحرمات بعدم تطبيق الشريعه استحلوها الان طبعا بفتاوي خاصه بهم ، وهذه هي الخطيئة التني وقع بها بنوا اسرائيل.

الاخوان أخطأوا خطا فظيعا عندما التفوا على الثورة بمساعة العسكر وأمريكا فقط للوصول للسلطة، ظانين بأنفسهم ان الوصول للسلطه هو بمثابة دخول الجنة، وهي هرم الأهداف، وهل بعد الرئاسه هدف؟

لنقارن بين اسلام ايران واسلام الاخوان: لماذا استطاع الايرانيون تطبيق أحكام الشريعه والزام الشعب الايراني بالأحكام الاسلامية وواجهوا غطرسة أمريكا وأغلقوا سفارتها وسفارة اسرائيل بدون هواده ،ولم يفعله الاخوان قي مصر؟ هل الشعب الايراني قبل الثوره كان أقرب من الشعب المصري اليوم للاسلام وتقبل الاسلام؟

لكنها هذه هي عقلية الاخوان، لهم مزاج خاص بالحياه لا ينسجم مع مزاج الشعوب وخاصة في الأردن.

طبعهم جميل وأسلوبهم رائع وصبرهم مأجور ورائع بكيفية نشرعهم للدعوة في الاوقات العصيبة التي يرفض فيها الحكام والطغاة تطبيق الدين، لكنهم في الأوقات هذه وقد عم الاسلام جميع نواحي الحياه هم لم يستطيعوا مجاراة الاحداث المتسارعة والزمن في فهم تطور التاريخ. بكل بساطه سبقتهم الشعوب، وهذا الشعب الأردني واع للأحداث الاقليمية أكثر منهم وسقف مطالبه أعلى منهم، وعلى العكس باسم الواقعيه هم وقعوا في أفظع المحرمات والكبائر منها تحليل الربا باسم المرابحة والاعتراف بواقية اسرائيل والأفظع من كل ذلك لا يريدوا قي مصر تطبيق أحكام الدين.

لقد خسروا أنفسهم وسجل التاريخ أن عام 2012 هو نهاية جماعة اسلامية رائده في التاريخ اسمها الاخوان المسلمين.

على كل أنا لا أؤمن بأي شكل من أشكال الحزبية، وأن ديننا دين أمه وليس دين حزب، وأمتنا منظمه بعاداتها وتقاليدها لا تحتاج لحوصلات حزبية تخرج أفرادها عن نسيجهم الاجتماعي.

عليهم في الأردن حل الجماعة والعودة كل منهم الى عشيرته وقريته، ومخيمه ففلسطين يجب أن تكون همهم وليس الأردن.

3) تعليق بواسطة :
23-11-2012 02:09 PM

الاخوان يفكروا بطريقة غريبه جدا جدا، كنا معهم أثناء الطفوله وعرفنا طريقة تفكيرهم:

هم لديهم حس غريب جدا بأنهم هم المتديننن وهم ببيعه مع المرشد العام للاخوان في مصر وهذه البيعة بمثابة بيعه للرسول (ص)وهم الجماعة الاسلامية الوحيده والصحيحه، ومحظوظ من يوافقوا عليه لدخول الجماعة، فيجب أن يخضع لدروس ومراقبات شخصيه، واذا شعروا أن ولاءه الشخصي ليس كاف يرفضوه ويطردوه من الجماعه.

بهذه الكيفية من التفكير ينشأ لديهم شعور متنامي من العرور والاستكبار والاستعلاء على الاخرين وما يجوز لهم لا يجوز لغيرهم ومهما فعلوا من أخطاء قابل للفتوى على أقلها للمخطيء أجر وللمصيب أجران،

الناس بنظرتهم عوام قطعان دشاديش جهل ينقصهم من يهديهم ويرشدهم، وجميع علماء الأمة والأزهر وعلماء ايران ولبنان والأردن كلهم لا يرقوا لمصاف مشاعر الاستكبار التي هم مفتونون بها ومخدوعين بغرور شيطانها. ولذلك تجدهم دائما بفتاوي متناقضه، اليوم هذا حرام وغدا حلال ويوم هذه خيانه لله ولرسوله وبعدها مسأله فيها نظر.

لكن للملاحظة فان التزام الناس في الأردن في مضافاتهم ومناسباتهم أفضل من التزام الاخوان. الاخوان ملتزمون بالدين بشل رسمي وشكلي وصوري وخيلائي ومظهري وبمراءاه واضحه وفي كثير من الأوقات بهزل ومزاح، أما الأردني فهو متمسك بالدين بشكل واقعي طبيعي وفق تقليد شعبي راسخ لا رياء فيه ولا تمثيل.

في مصر انكشفوا فلم يطبقوا الدين، وفي الأردن يريدوها وطن بديل. لا. نرجوا منهم حل هذه الجماعة وتوفير عناء وبنزين.
كما قال الروسان هداهم الله وهدانا جميعا ، انها نفس الأخطاء التي وقعت بها بنوا اسرائيل.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012