أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024


مرسي: لن أسمح أبدًا لأحد بالتخريب وترويع الآمنين وهدم الشرعية

06-12-2012 11:20 PM
كل الاردن -
قال الرئيس المصري محمد مرسي في خطاب أذاعه التلفزيون المصري، الخميس، إنه لن يسمح أبدا بأن يعمد أحد إلى التخريب، وترويع الآمنين، وتخريب المنشآت العامة، وهدم الشرعية القائمة بإرادة الشعب، في إشارة إلى أحداث قصر الاتحادية التي وقعت، الأربعاء، وأسفرت عن مقتل 5 وإصابة العشرات.

وأبدى الرئيس مرسي، في بداية خطابه، حزنه على ضحايا أحداث قصر الاتحادية، وقال إنه يشعر بحق كل مواطن مصري عليه، سواء كان مؤيدًا أو معارضًا.

وأضاف مرسي أنه لا يفرق بين أبناء الوطن الواحد في تحقيق الأمن والسلامة من العدوان، وتابع: جرت الأحداث تحت ستار من الخلاف السياسي، وكان يمكن أن يحل بالحوار، لتحقيق إرادة الشعب.

وأكد مرسي أن 'النظام السابق لن يعود إلى أرض مصر، ولابد أن ننزل جميعًا إلى إرادة هذا الشعب وهذه المصلحة لا يحققها العنف ولا يعبر عنها التجمعات الغاضبة، بل يتحقق بالتعقل والسكينة، وقبول القرار الصائب، التي تنزل فيه الأقلية على رأي الأغلبية، لأنها الديمقراطية، ويتعاونان جميعا على مصلحة مصر العليا، وترك التعصب للطائفة أو الحزب'.

وكان الحرس الجمهوري المصري قد اعاد الهدوء قرب قصر الرئاسة عصر يوم الخميس بعد اشتباكات عنيفة مساء الاربعاء وصباح يوم الخميس أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص لكن حدة الصراع السياسي على مستقبل البلاد زادت.

وقال التلفزيون المصري إن من المقرر أن يتحدث إلى الشعب يوم الخميس الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي انتقده معارضوه لصمته خلال أحداث الأيام الماضية. لكن مصدرا رئاسيا قال ان مرسي قد يتحدث غدا الجمعة بدلا من ذلك.

وكان مئات من أنصار مرسي اعتصموا أمام قصر الرئاسة بعد انتهاء الاشتباكات بينهم وبين معارضيه لكنهم تركوا المكان بعد إعلان الحرس الجمهوري -الذي تشمل مهامه حماية المنشآت الرئاسية- أنه يدعو المتظاهرين جميعا لترك المنطقة المحيطة بالقصر بحلول الساعة الثالثة عصرا (1300 بتوقيت جرينتش).

وبقي بالقرب من القصر عشرات من معارضي مرسي لكن أسلاكا شائكة تحرسها ثلاث دبابات فصلت بينهم وبين أسوار القصر الذي يقع في شرق العاصمة.

وفي المساء بدأ مئات من معارضي مرسي مسيرات جديدة إلى قصر الرئاسة انطلقت من أحياء مختلفة.

وقال مصطفى فهمي الذي يعمل مصورا إن ثلاث شاحنات تحمل كتلا من الأسمنت المسلح وصلت إلى قرب منطقة السلك الشائك الجديد لبناء جدار يعزل القصر عن المعارضين الذين وقفوا في شارع قريب لكن انسحبت بعد أن هتف المعارضون 'الشعب والجيش إيد واحدة'.

وكان المتظاهرون رددوا نفس الهتاف بعد نزول الجيش إلى الشوارع قبل نحو أسبوعين من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة العام الماضي.

ولعب الجيش دورا كبيرا في ابعاد مبارك اثناء الانتفاضة وتسلم منه إدارة البلاد لفترة انتقالية لكنه ظل على مسافة بعيدة من الأزمة الحالية.

واشتبك مؤيدو مرسي مع المعارضين حتى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس في ذروة احتجاجات على إعلان دستوري أصدره الرئيس المصري يوم 22 نوفمبر تشرين الثاني وسع سلطاته لمساعدته في تمرير مسودة دستور وضعها اسلاميون في الاغلب.

وقال مسؤولون إن 697 شخصا أصيبوا في الاشتباكات. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن ستة من القتلى من مؤيدي مرسي.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان المحققين في الاضطرابات قالوا ان اعضاء بجماعة الاخوان المسلمين احتجزوا 49 محتجا مصابا ويرفضون تسليمهم للسلطات.

ونفى المتحدث باسم الجماعة محمد غزلان ذلك وقال ان كل 'البلطجية' الذين احتجزهم اعضاء الاخوان المسلمين سلموا الى الشرطة او الحرس الجمهوري.

وتبين الاشتباكات عمق الانقسام السياسي في أكثر الدول العربية سكانا حيث عقدت الرؤى المتباينة بين الإسلاميين ومنافسيهم الليبراليين الجهود من أجل ترسيخ الديمقراطية بعد حكم مبارك الاستبدادي الذي استمر 30 عاما.

ودعت الولايات المتحدة إلى حوار. وتشعر واشنطن بالقلق بشأن استقرار الدولة التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 وتتلقى من واشنطن مساعدات عسكرية تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا.

وقال اللواء أركان حرب محمد زكى قائد الحرس الجمهوري الذي نشر دبابات وناقلات جند مدرعة لمساعدة الشرطة على إعادة الهدوء للمنطقة إن الهدف هو الفصل بين المتظاهرين لا قمعهم.

وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط 'القوات المسلحة وعلى رأسها قوات الحرس الجمهورى لن تكون أداة لقمع المتظاهرين كما أنه لن يتم استخدام أى من أدوات القوة ضد أفراد الشعب المصرى.'

وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة حسين عبد الغني إنه سيجري تنظيم المزيد من الاحتجاجات لكن ليس بالضرورة في حي مصر الجديدة حيث قصر الرئاسة.

وقال لرويترز 'شبابنا يقودنا اليوم وقررنا أن نوافقهم على ما يفعلون أيا كان ما يريدونه.'

وسقطت مصر في هاوية الاضطراب بعد أن أصدر مرسي الإعلان الدستوري وسارعت جمعية تأسيسية يهيمن عليها الاسلاميون بالانتهاء من كتابة مشروع الدستور ليجري التصويت عليه في استفتاء يوم 15 ديسمبر.

ومنذ ذلك الحين استقال ستة من مستشاري الرئيس ومساعد مسيحي للرئيس. واستقال ايضا عصام الامير رئيس التلفزيون الحكومي يوم الخميس.

ودعا محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين إلى الوحدة. وقال في بيان نشر بموقع الجماعة على فيسبوك 'علينا بالاتحاد والتماسك لبناء أوطاننا ولنغلب المصالح العليا على المصالح الشخصية... فتفرقنا واختلافنا وتشرذمنا لا يخدم سوى أعداء الأمة.'

واستخدم الطرفان في الاشتباكات حول قصر الرئاسة الحجارة وقنابل المولوتوف والبنادق.

وقال أحد المتظاهرين المؤيدين لمرسي ويدعى عماد أبو سالم (40 عاما) 'جئنا هنا لدعم الرئيس مرسي وقراراته. إنه رئيس مصر المنتخب. الشرعية معه وليست مع أحد غيره.'

وانتقد محتج معارض يدعى إيهاب نصر الدين (21 عاما) وضع على رأسه ضمادة بعدما أصيب بحجر أمس 'قبضة الإخوان المسلمين على البلد' وقال إنها ستشدد بعد إقرار الدستور الجديد.

واتهم آخر يدعى أحمد عبد الحكيم (23 عاما) الإخوان 'بإشعال البلد باسم الدين'.

ويتهم المعارضون مرسي بالسعي لإقامة 'دكتاتورية' جديدة. وقال الرئيس إن قراراته ضرورية لمنع المحاكم من تعطيل الدستور الذي يمثل أهمية كبيرة للانتقال السياسي في مصر.

وحثت المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة نافي بيلاي السلطات المصرية على حماية المحتجين السلميين والملاحقة القضائية لمن يحرض على العنف بما في ذلك السياسيون.

وقالت بيلاي في جنيف 'جاءت الحكومة الحالية الى السلطة في اعقاب احتجاجات مماثلة ولذلك يجب ان تكون حساسة بصورة خاصة للحاجة الى حماية حق المحتجين في حرية التعبير والتجمع السلمي.'

ولم يبد مرسي أي علامة على التراجع تحت ضغط الاحتجاجات وبدا واثقا من أن الإسلاميين الذين هيمنوا على العمليات الانتخابية منذ الاطاحة بمبارك قادرون على الفوز في الاستفتاء وفي الانتخابات البرلمانية القادمة.

وقال محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين إن الاستفتاء هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة واصفا المعارضين بأنهم 'فلول النظام (السابق) وبلطجية ومن يعملون على أجندات أجنبية'.

وإلى جانب اعتماده على قاعدة الدعم لجماعة الإخوان المسلمين ربما يستفيد مرسي أيضا من رغبة شعبية قوية في الاستقرار وانعاش الاقتصاد بعد نحو عامين من التوتر السياسي.

وهبط الجنيه المصري اليوم لأدنى مستوى في ثماني سنوات بعدما ارتفع في وقت سابق بدعم من الآمال في أن يحقق قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي الاستقرار الاقتصادي. وأغلق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية منخفضا بنسبة 4.6 في المئة.

وانخفضت احتياطيات البلاد من العملة الصعبة نحو 450 مليون دولار إلى 15 مليار دولار في نوفمبر تشرين الثاني مما يشير إلى أن البنك المركزي لا يزال ينفق بكثافة على دعم الجنيه. وكانت الاحتياطيات تبلغ نحو 36 مليار دولار قبل إسقاط مبارك.

وردد محتجون في بداية مسيرة من أمام مسجد النور في ميدان العباسية بشمال شرق القاهرة مساء اليوم 'ارحل' مطالبين مرسي بترك الحكم و'الشعب يريد إسقاط النظام' وهو هتاف تكرر كثيرا خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك يوم 11 فبراير شباط عام 2011.

وقال شاهد عيان من رويترز إن ركاب سيارات لوحوا للمشاركين في المسيرة بعلامة النصر.

ووزعت حركة الاشتراكيين الثوريين التي شاركت في المسيرة بيانا طالبت فيه بمحاكمة عاجلة لمن قالت إنهم مسؤولون عن الاشتباكات قرب القصر الرئاسي وإقالة حكومة هشام قنديل 'الفاشلة' وتشكيل حكومة ثورية تشرف على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية.

وانطلقت أيضا مسيرة من أمام جامع رابعة العدوية في شرق القاهرة رفع مشاركون فيها لافتات حمراء في إشارة إلى الدماء التي أريقت في الاشتباكات حول قصر الرئاسة وهتفوا 'يا رئيس مصر يا إخواني شيل دستورك الأفغاني' في إشارة إلى أفغانستان تحت حكم حركة طالبان المتشدد.

وتقدمت المسيرة عشرات النساء وقد حملن أكفانا على أيديهن في إشارة لاستعدادهن للتضحية بأرواحهن في سبيل إسقاط مشروع الدستور.

وهتف المشاركون 'يا أهالينا انضموا لينا الإخوان بيقتلوا فينا'.

وتجد الاضطرابات في القاهرة صدى في المحافظات.

وفي مدينة الزقازيق شمال شرقي القاهرة شارك مئات المعارضين في مظاهرات أمام مبنى يضم مسكنا لمرسي بجوار جامعة الزقازيق التي كان مرسي أستاذا بها ورشقوا الشرطة بالحجارة وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع مما أدى لإصابة عشرات المحتجين باختناق.

وفي مدينة كفر الشيخ بدلتا النيل حطم مئات المتظاهرين واجهة مقر جماعة الإخوان المسلمين في المدينة.

وشارك مئات المتظاهرين في مسيرة بمدينة الإسكندرية الساحلية

(رويترز)
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-12-2012 08:02 AM

الشعوب العربية تريد اسقاط الاخوان في كل مكان الاردن سوريا مصر تونس الامارات والكويت

2) تعليق بواسطة :
07-12-2012 10:08 AM

عند تقرير مستقبل البلد ووضع وثائق ذات بعد دستوري لا تنفع المعادلة اكثرية واقلية لان ذلك يقسم البلد. العمل المطلوب الوصول الى اقصى صور التوافق لصياغة رؤية مشتركة العيش في البلد الواحد اما مبدأ الاقلية والاكثرية فيستخدم في قارار القوانين والانظمة واتخاذ القرارات . مصر او غيرها فيها شرائح اجتماعية وطبقات وفئات لهاخلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة وليس المطلوب فيما يخص صياغة المستقبل ان تفرض جهة ما رؤيتها . تاريخ مصر بحد ذاته يوضح لنا ضرورة اتفاق اغلبية الشعب على ماذا يريد وصيغوا ذلك في الدستور اما ان يسلق سلقا فيدل ان القائمين على ذلك يحاولون سرقة ذلك المستقبل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012