أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


سر البرود

بقلم : فهد الخيطان
10-12-2012 12:01 AM
السؤال يثير حيرة المراقبين على الجانبين: ما الذي يحول دون عودة العلاقات الأردنية-العراقية إلى سابق عهدها؟الأستاذ والصديق جورج حواتمة جمع في منزله عددا من الشخصيات السياسية والاقتصادية الأردنية مع شخصية عراقية تنتمي إلى التيار القومي، ومقربة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.لم يكن عشاء سريا بالطبع، لكن لا يمكنني ذكر أسماء الحضور لأنني لم أحصل على موافقتهم بذلك. وقد دار حوار عميق وصريح حول إشكاليات العلاقة الأردنية-العراقية، واستكشاف إمكانيات إعادة الزخم إليها بما ينعكس إيجابا على البلدين.اتفق الحضور على أن هناك حالة من الجفاء والبرود تسيطر على علاقة عمان ببغداد. لكن الآراء تباينت حيال المسؤولية عن ذلك.فاجأ الضيف العراقي الحاضرين بتحليل مغاير للانطباع السائد عن حكومة المالكي إذ أكد بشكل قاطع أن المالكي، ومن خلفه حزب الدعوة، لا يتمتع بعلاقات مميزة مع إيران بخلاف جماعة الصدر التي تعد الحليف الرئيس لطهران في العراق. وزاد بالقول: إن ميول المالكي و'الدعوة' عربية بامتياز.كان كلام الضيف العراقي مثيرا وغير مألوف، وجاء ردا على تعليقات من الحضور عرضت لتاريخ العلاقات الحميمة بين الأردن والعراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين، والدعم الذي كان يقدمه للأردن، مما أكسبه شعبية كبيرة. أحد الحضور كان من أبرز مهندسي العلاقة الأردنية-العراقية، سرد على مسامع الضيف محطات 'لا تنسى' من الدعم والمساندة المتبادلة من البلدين، وشبكة المصالح المتعددة التي استفاد منها الشعبان على مدار سنوات طويلة.وتساءل الحضور عن سر البرود الذي قابل به المالكي وحكومته المبادرات الأردنية للانفتاح على العراق. وذكروا في هذا الصدد أن الملك عبدالله الثاني هو الزعيم العربي الذي زار بغداد مرتين بعد سقوط نظام صدام حسين. وباستثناء رئيس الوزراء الحالي، فإن جميع رؤساء الحكومات في عهد الملك عبدالله الثاني زاروا بغداد، ومثلهم العشرات من الوفود الوزارية. لكن، وبالرغم من ذلك، ظلت العلاقات بين البلدين تراوح مكانها.حمل الضيف العراقي بشدة على وسائل الإعلام، وحمّلها المسؤولية عن تسميم العلاقات مع حكومة المالكي وتشويه سمعتها. وكان صريحا أكثر من ذلك عندما تمنى على الجانب الأردني تجنب استفزاز العراقيين بالحديث المستمر عن صدام حسين بوصفه بطلا، بينما هو في نظر شعبه دكتاتور جلب لهم المصائب. واشتكى من استمرار طرح الأسئلة المتعلقة بالهوية الطائفية للعراقيين حال دخولهم الأراضي الأردنية، إضافة إلى المعاملة السيئة التي تلقاها سياسيون من المعارضة في الماضي القريب.يؤمن الضيف العراقي بأن استقرار الأردن وأمنه هدف استراتيجي لا يجوز التفريط فيه، وأن من واجب الحكومة العراقية مساعدة الأردن بكل الوسائل المتاحة. لكنه أخذ 'علينا' عدم القيام بما يلزم من خطوات تجاه حكومة المالكي لتحسين العلاقات. وأقر بعض الحضور بأن هناك تقصيرا من الجانب الأردني، وأشاروا في هذا المجال إلى الحاجة إلى تكثيف زيارات المسؤولين إلى بغداد.وتساءل البعض عما إذا كان الجانب الأردني متأثرا بموقف السعودية 'العدائي' من حكومة المالكي. ولا يمكن استبعاد ذلك بالطبع، لكن الأردن، في المقابل، يرى أن إيران ربما تقف خلف جفاء المالكي تجاه الأردن والعرب عموما.البرود الذي يطبع العلاقات بين البلدين على المستوى الرسمي لا ينسحب بالضرورة على علاقة رجال الأعمال في القطاع الخاص. أحد أبرز المستثمرين الأردنيين في السوق العراقية قال إنه، ومن خلال تجربته الخاصة، لم يلق غير التعاون من جانب الحكومة العراقية لتسهيل عمله.بعد ساعتين تخللهما عتب متبادل وود لا ينقطع، لم نخرج من الحوار مختلفين، بل متفقين على الحاجة إلى مبادرة تنقل العلاقة بين البلدين من المنطقة الرمادية و'الخضراء' أيضا إلى أفق جديد. وعندها، سنجد أن المستقبل والمصالح المتشابكة للشعبين أهم كثيرا من الاستمرار في اجترار ماض يثير الغضب والاستفزاز.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-12-2012 01:12 AM

؟؟؟؟ على الضيف والمضيف ... لايمكن ان تولد الداية كتاكيت .

2) تعليق بواسطة :
10-12-2012 04:05 AM

يا سلام ,,,يعني أصبح المالكي ليس حليف طهران!!!! ,,,وحد الله يا رجل ’ في الأنتخابات فازت قائمه علاوي بالأنتخابات وأصرت أيران كما نتذكر على فرض رجلها المالكي ,
يعني ضيفكم وداكم البحر وارجعكم عطشانين,

3) تعليق بواسطة :
10-12-2012 07:35 AM

ضيفكم العراقي هذا منحاز بلا شك. حزب الدعوة حزب طائفي لا يؤمن إلا بالشيعة مذهبا وسياسة وهو بالتالي منحاز لكل ما هو شيعي بل لكل ما هو شيعي متزمت. علاقات المالكي بإيران أكثر من وثيقة وعلاقاته بسوريا كذلك وبحزب الله أيضا كذلك ولا سر أبدا في كراهية هؤلاء للأردن والأردنيين، ولن ينسى "الدعوة" أبدا تحذير الملك من الهلال الشيعي ولن ينسى كذلك دعمنا اللامحدود لغريم المالكي الأول في العراق إياد علاوي، ولن ينسوا كذلك أن عمان تحتضن كل المحسوبين على النظام السابق ومعارضي الحالي باستثناء نائب الرئيس المحكوم بالاعدام المقيم في تركيا طارق الهاشمي. الخلاف بيننا وبين المالكي عميق ومبدئي والسبب قصر نظر الحكم عندنا فعلى الرغم من كل المشاعر السلبية والتاريخ البغيض بامكان الساسة إذا كانوا محترفين تحويل العدو إلى صديق. رحم الله الحسين.

4) تعليق بواسطة :
10-12-2012 11:47 AM

الدوله الفارسيه هدفها الاول لتحسين العلاقات مع الاردن هو فتح الابواب على مصراعيها للسياحه الدينيه والتي تعني بناء الحسينيات وتصدير الثوره الخمينيه لنشر المد الصفوي في كامل بلاد الشام حيث تم تحقيق هذا الحلم
في سوريا ولبنان بفضل نظام الاسد النصيري .
واما حزب الدعوه الذي يتحكم في العراق منذ الاحتلال الامريكي فما رئيسه المالكي الا ممثلا لملالي ايران وينفذ اوامر خامنئي وقد باتت العراق بعيده عن محيطها العربي ففي المدن ا العراقيه الجنوبيه اصبحت اللغه الفارسيه هي الطاغيه بل المتداوله بين الناس وربما تتبع يوما لبلاد فارس كما هو حال الاحواز وشعبها العربي الذي هجر وشتت شمله.
واقول للاخ فهد الخيطان ولمن اجتمعوا لتداول ظروف تحسين العلاقات مع العراق بان الشعب الاردني لن يسمح لملالي ايران بتحويل مقام سيدنا جعفر الطيار مكانا للطم والتطبير والزحف للقبور وبيع السيوف والجنازير .
واود ان اسأل المنادين بتوطيد العلاقه الاردنيه الايرانيه ومن ثم العراقيه لماذا كان البند الاول بعد احتلال العراق من قبل ازلام الخميني كالصدر والحكيم والمالكي اجتثاث حزب البعث العراقي وتصفيه رجالاته واليوم تشارك ايران واتباعها في العراق بقتل وتهجير الشعب السوري زتدمير الدوله من اجل زرقه عيون بشار وعصاباته وهو يعتبر الممانع والمقاوم والحاكم باسم حزب البعث ...ماهذه المفارقه الصفويه .

5) تعليق بواسطة :
10-12-2012 06:20 PM

شكله ضيفكم بده نمد سجاده حمراء من الرويشد لعمان استقبالا لحضرته واشياعه وجود العراقيين في عمان بهذا الكم غير مرحب به شعبياً سيدي الكاتب, فقد ارتفع سعر العقار وانخفضت القيمه الشرائيه للدينار بفضل اموالهم المسروقه والمغسوله,, ابناءهم يزاحمون ابناءنا في قاعات الدرس والاردني اللي مش عاجبه المدارس الخاصه تكسر خلفه جرّه لأن هنالك من يدفع اكثر ودون سؤال او تذمر..على الحكومه وضع حد للوجود العراقي في عمان والذي لم ولن يخدم استقرارنا.. صدام بنظر الاردنيين كان بطلاً وسيبقى ولا نستطيع ان نكمم افواه الناس ارضاء للمالكي وضيفكم.

6) تعليق بواسطة :
10-12-2012 06:41 PM

هذا الضيف باطني
احببنا صدام لانه كان كريما و شهما

نتمنى ان يكون المالكي كريما و شهما و نحن على استعداد ان نضع يدنا بيده لكن طالما انه يتعامل معنا بباطنية فلن نثق به و ما بدنا نفطه

7) تعليق بواسطة :
11-12-2012 09:07 PM

ما قدمه الاردن للعراق و العراقين لم يقدمه أحد ابتداءا من توظيف الدبلوماسية الاردنية لفتح الحدود الوحيدة لادخال الغذاء و الدواء سابقا انتهاءا بانقاذ حياة عشرات الالاف من العراقين الذين كانوا مهددين بالقتل و التصفية في بلدهم من خلال السماح لهم بالاقامة بتسهيلات كريمة للغاية في الاردن و بعد ان أغلقت معظم أو كل دول العالم الحدود في وجوههم ناهيك عن أعطائهم كل أشكال الحقوق المكتسبة للمواطنين من تعليم و علاج و عمل و حتى تسهيلات تفوق تلك المعطاة للمواطنين كل ذلك كان له ثمن هائل تكبده المواطنبن و الاقتصاد الوطني من تضخم في الاسعار و انهيار في السوق المالي و تضخم في فاتورة المواد المدعومة ... في المقابل لم يحصل الاردن على شيء من الحكومة العراقية الناكرة للجميل ل حصلت الدول الاخرى التي أدارت ظهرها للعراق على كل عقود اعادة الاعمار و الامتيازات الاستثمارية... أنا برأي الشخصي أن التوجه الصحيح يجب أن يكون بقطع كافة العلاقات مع حكومة العراق و التوقف عن اضاعة الجهد في هذا الاتجاه الغير مجدي و يكفينا مت تكبدناه من خسائر و قلة قيمة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012