أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


الملك يهدم الجدار

بقلم : فهد الخيطان
12-12-2012 12:08 AM
منذ أسابيع يواظب الملك عبدالله الثاني على عقد جلسات حوارية بمنازل شخصيات سياسية أردنية، مع ممثلين لمختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، تكرس للبحث في شؤون وهموم عامة كالأزمة الاقتصادية والانتخابات، مشاركة ومقاطعة، والفساد. وتمتد الحوارات لتشمل ملفات إقليمية كالقضية الفلسطينية والأوضاع المتفجرة في سورية وعلاقات الأردن مع دول الخليج  ومصر.لكنّ الجلستين الأخيرتين للملك تعدان اختراقا غير مسبوق في الحوار الملكي الذي جمع لأول مرة نشطاء من الحراك وممثلين لقوى سياسية صاعدة ومثقفين يساريين مع جلالته.منذ أن بدأ الحراك الشعبي في الشارع الأردني قبل عامين تقريبا، لم يتسن لممثلي هذا الطيف لقاء الملك مباشرة والحوار معه حول الأوضاع العامة في البلاد. غياب قنوات الحوار المباشر مع رأس الدولة رهن الحياة السياسية في البلاد لثنائية الدولة والإخوان. وفي ضوء الخلاف مع الحركة الإسلامية حول أجندة الاصلاح، سيطر محافظون تقليديون وليبراليون بلا خبرة في السياسة على مفاصل صناعة القرار في البلاد. بمعنى آخر أقيم جدار عازل بين الملك والقوى الاجتماعية الداعمة لبرنامجه الإصلاحي. بيد أن الملك قرر هدم هذا الجدار، وشرع في حوار مباشر مع من كانوا يصرّون حتى الأمس القريب على أنهم خصوم للملك وأعداء للدولة.في منزل الدكتور رجائي المعشر ومن قبل في منزل أيمن الصفدي دار حوار عميق وصريح بين الملك ونشطاء في الحراك وقادة أحزاب حول أكثر الأمور حساسية في المشهد الوطني. تحدث الحضور بجراءة ومسؤولية وطنية عن الإصلاح السياسي ورفع الأسعار والفساد وأخطاء الحكومات المتراكمة، والتجاوزات الأمنية بحق الحراك والهوية الوطنية، ودور الأردن في الأزمة السورية وكل ما يخطر ببال المواطن العادي من هموم ومشاكل.كات الملك صريحا وواثقا كعادته؛ ساجل بعمق، وعرض تصوراته للخروج من عنق الزجاجة، وبدا منفتحا على كل الأفكار التي يمكن أن تساهم في إنجاح تجربة التحول الديمقراطي والحكومات البرلمانية. وانهمك بمناقشة مساهمة الحراك والقوى الشبابية الصاعدة في بناء الأردن الجديد، وسبل دمجهم في العملية الانتخابية. كما قدم تحليلا تفصيليا للمشهد الإقليمي ومواقف الأردن من التطورات الجارية في المنطقة، خاصة في سورية وفلسطين، وجاءت كلها متطابقة مع توجهات الحضور.العديد من المشاركين في الجلستين لم يغيروا موقفهم  بعدم المشاركة في الانتخابات، لكن لم يكن هذا هو الهدف من الحوار. الأهم من ذلك هو شق قناة للحوار بين الملك والنشطاء السياسيين والحزبيين، وإدامة هذا الحوار في المستقبل.المشاركون في الحوار مع الملك خرجوا في غاية الارتياح؛ عبّروا عما يجيش في صدورهم، وحرصوا في كل مداخلة على تأكيد التزامهم بثوابت الوطن والدستور، ووضعوا على الطاولة كل مالديهم من اقتراحات وأفكار يمكن أن تساهم في تصويب الاختلالات في مسيرة البلاد.كان صدر الملك واسعا استمع باهتمام بالغ لكل كلمة، وأعتقد جازما أنه كان مرتاحا أيضا، فقد وجد بين يديه كنزا من الشباب المندفعين بوطنيتهم وحرصهم على مصلحة الأردن ونظامه، دون أن يبتغي أحد منهم مصلحة أو منصبا.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-12-2012 02:49 AM

عذرا و سامحاني,,انت و ناهض جوز منافقين بلبوس عصري, فالقضيه ليست ان يطلب من جلاله الملك ان يقابل الاطباء ليفتي في الطب و يقابل المهندسين ليفتي في الهندسه والمحامين ليفتي بالقانون فهذا تماما ما يريده المحيطين به لتسويق معادله حكم الاب العارف بحكم المنصب و الرعيه الجاهله لما فيه خيرها...ان الخطا ليس في الوسيله بل في المعادله ذاتها لان الملك انسان ولا يمكن لبشر ان يكنز المعرفه و يملك الوقت فيجير ذلك لمن حوله ولا يتغير شئ..انا من اشدالناس ولاء لال البيت ولم ولا اطلب مقابل ولائ سوى حقي في انتقاد ما لا ارى فيه خير الناس و خير ال البيت , لقد ان الاوان ليكون جلاله الملك ملكا دستوريا حكما لا حاكما و تحكم الناس نفسها بمعايير لا تملى عليها ووالله نحن من اقدر الامم على ذلك...لقد قاد ملك اسبانيا خوان كارلوس ثوره على سلطاته فانتزعها بنفسه من يده رغم معارضه الجيش و اعادها للشعب

2) تعليق بواسطة :
12-12-2012 08:16 AM

مليح بس ما تكون السولافة مثل ما قال أحمد حسن الزعبي اليوم في (العصفورة والسقف)

3) تعليق بواسطة :
12-12-2012 10:32 AM

ارجو ان لانظل نخض في الماءلاستخراج الزبدة او نحرث في البحرلزراعة المقاثي او ننفخ في قربة مخزوقةلنعوم فوقها ، المثل يقول ( اقطع العرق وسيح دمه )نريد حلولا جذرية حاسمة وسريعة .

4) تعليق بواسطة :
12-12-2012 03:15 PM

اجمل ما خرجت به من مقالي فهد وناهض هو ما يتعلق بثنائية الاخوان والدوله هذا الاتفاق في المقالين الذي يجعلني ان اضع مليون اشارة استفهام على هذا التناغم وبخاصة انها تاتي بعد لقاء دار المعشر

5) تعليق بواسطة :
12-12-2012 05:36 PM

لجنة الحوار الوطني...قامت الدنيا لها... ولم نجد لها اثرا....هل كانت لمصلحة الوطن حقيقة ...ام لذر الرماد في العيون وامتصاص حراكات الشعب المطالبة بالدستور؟!!!!!!

6) تعليق بواسطة :
12-12-2012 10:10 PM

سيدي,,لا يجوز لنا ان نغمز من الزاويه الدينيه فابوا صالح اكبر من ان يصنف لفئه على الاخرى وانتقادنا للاستاذين ناهض و فهد و ان قسى فهو من منطلق اختلاف النهج ...لنتذكر ان مسيحي الاردن نصروا مسلميه ضد المسيحيين الاغراب بدئ بالفرقه الارمنيه الروميه عند الفتح و مرورا بالصليبيين الذين قتلوا من مسيحيي الاردن اكثر من مسلميه و حتى مرحله الاستعمار البريطاني,و لك احترامي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012