أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


السقف والعصافير

بقلم : احمد حسن الزعبي
12-12-2012 12:24 AM
إلى متى سأظل هكذا «هبيلة» ومضحوكاً عليّ؟؟..
***
منذ الطفولة وكلما جُرحت ركبتي ذات سقوط، أو تعثر إبهام قدمي في درجة البيت، أو أطبق الباب الثقيل على أصابعي الأربعة، أو عضضت لساني العجول، أو «حرقتني» نار الصوبة ذات البواري، وبدأ صراخ الوجع يملأ غرفة الطين ودموع الألم تتساقط على وجنتي...وأنا أبتلع ذات الطُعم» اللفظي»..
منذ الطفولة و»المسعف الوهمي» يقترب منّي ...يكشف عن جرحي، عن حرقي..ينفخ عليه قليلاً من زفيره...ثم يطلب منّي ان انظر بسرعة إلى العصفورة التي تطير بين زوايا السقف محاولاً أن يلهيني عن وجعي..ولأنني طفل برىء ..كان نظري يتبع إصبعه الذي يؤشر على اذرع القصيب..يبقى يؤشر على العصفورة الوهمية بسرعة وخفّة ...حتى يتباطأ ذرف الدموع، ويخفت صراخ التأوه...فيقطف مني أول كلمة صامدة : «وينها»؟؟..عندها يتشجّع و يعيد وصفته بسرعة «شوف.. شوف.. هظاكيه.. هظاكيه.. شايفها.. صارت هون..صارت هناك..طارت هون..»..وبعد ان ألتهي بالمربوطة بسبّابته، وأتوقف تماما عن البكاء، كان يتركني ويغادر...عندها أخجل من العودة للبكاء ثانية لا سيما وأنني أوقفته بمحض إرادتي، باختصار لقد بعت وجعي بعصفورة... فلا خيار عندي سوى أن أحتمل وجعي.
كبرنا...وصرنا كلما صرخنا من الألم ووضعنا إصبعنا على الجرح، أتوا راكضين إلينا بحرصٍ..ينفخون على وجعنا بحلول..ثم يطلبون منّا ان ننظر بسرعة إلى عصفورة تحلق فوق رؤوسنا..ولأننا بريئون حد السذاجة ..نتتبع الإصبع «الرسمي» من باب الفضول وهو يؤشر على النقلة الوهمية بسرعة وخفّة..فيتباطأ ذرف الدموع، ويخفت صوت الألم ..وبعد ان نلتهي.. ونتوقف تماما عن الصراخ، يتركونا نتألم... لقد اشتروا هدير الوجع بعصفورة...
السقف لا يحتضن العصافير..؟!

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-12-2012 01:51 AM

أحسنت يا ايها الزعبي الامير ما اكثر العصافير في ...........

2) تعليق بواسطة :
12-12-2012 02:20 AM

Yazalameh you are something els your symbolic writing style is excellent but the problem is that whom you want to read and understand what you write does not know Arabic

3) تعليق بواسطة :
12-12-2012 02:55 AM

لبريطانيا برنارد شو....و للاردن احمد حسن الزعبي.....عملاق انت يابن الرمثا

4) تعليق بواسطة :
12-12-2012 08:10 AM

والله إنك صادق... والله راحت علينا وال مش عاجبه يشرب من محكمة أمن الدولة.

5) تعليق بواسطة :
12-12-2012 09:15 AM

"السقف لا يحتضن العصافير..؟!"
أستاذ أحمد ، أنا أخالفك في هذه العبارة ، في وقت كانت البيوت كبيرة ويملؤها الدفء كون السقف قصيب وخشب عرعر ونار الحطب تضفي دفئا آخر وقطع التبن وحوض القمح والشعير فإن السقف كان وطنا للعصافير ، ولكن تغيرت الدار وتغير ساكنوها فقد هجرت العصافير مكانها الدافىء وبحثت عن مكان آخر غير هذه السقوف المدهونة بالنفاق وألوانه بألوان قوس قزح .

6) تعليق بواسطة :
12-12-2012 10:42 AM

عصافير النظام كثيرة ، قناة البحرين ،المفاعل الذري ،مياه الديسي ،محاربة الفساد ، استرداد اموال الناس المنهوبة ،الديموقراطية الحقيقية .مجلس نواب نزيه .وغيرها ......الخ

7) تعليق بواسطة :
12-12-2012 03:03 PM

اخر العصافير هو انتظار مجلس النواب العتيد فنحن بانتظار اما الحسون الذي يطربنا بصوته والوانه الجميله او الغراب الذي سينعق على دارنا بالخراب الحكومة ومن فوقها يمنونا بهذا المنتظر الذي نرجوا ان لا يتمخض فيلد فأرا مع ان المكتوب معروف من عنوانه .

8) تعليق بواسطة :
12-12-2012 06:02 PM

جميل يازعبي جميل...عصفور الوهم الذي صوروه لك في طفولتك لايزال هو هو ذات العصفور لكن مربوط بخيط يطلقونه متى ما يشاؤون للضحك على الدقون وللتسلايه علينا لكن للأسف الكثير منا بتمر عليه.

9) تعليق بواسطة :
12-12-2012 06:04 PM

استحضار وترميز رائع وغير مسبوق - سلم اليراع واللسان

10) تعليق بواسطة :
12-12-2012 07:42 PM

عند الفلاحين صورة موازية لا تقل طرافة. فعندما يريدون أن "يوسموا" العجل، يديرون رأسه في الاتجاه المعاكس لقضيب الحديد المحمي، ثم ينفخ أحدهم في أذنيه ويقول: بارد! بارد! بارد!
وفي معظم الأحيان، يصدقه العجل!
ألله لا يقيمه!!

11) تعليق بواسطة :
12-12-2012 10:13 PM

كاتب رائع رائع حتى الثماله .....
انت سهل ممتنع .
من حظ الاردنيين انك منهم وليس من حظك.
لو كنت في بلد يحترم مقدراته لكان لك شأن اخر ولكن الله يرحم اخر اردني مات كان حبيب الزيودي.

12) تعليق بواسطة :
12-12-2012 10:28 PM

والله يا ابو الزعبي يا منحوس انها حلوه .بس عندنا بالاردن نسور بدل الدويريات وكلها تاخذ وما تجيب .ابدعت .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012