|
|
أسئلة .. برسم الرفاق
بقلم : ناهض حتر
17-12-2012 11:20 PM الأسئلة المطروحة على نشطاء الحركة الوطنية والاجتماعية، الوطنيين والتقدميين واليساريين والقوميين، المناضلين الجادين ـ الجادين ، أطرح، مباشرة، هي التالية: (1) هل نقدّم الدولة الأردنية، لإقامة دكتاتورية دينية؟ (2) هل نسمح بنجاح المشروع القَطري المصري التركي، الهادف إلى إقامة صيغة للوطن البديل تحت عنوان ' أرض الحشد والرباط'؟ (3) هل نساهم في خلق وضع سياسي يتيح هجرات جديدة إلى الأردن، وتصفية حق العودة في شرقي النهر؟ (4) هل نفتح، بأيدينا، الحدود أمام الإرهاب والسلاح ونطعن سورية من الجنوب؟ (5) هل نقود البلاد إلى الفوضى بين التيارات الوطنية والمدنية ـ ـ والتيارات الإسلامية ؟ (6) هل نحطّم البلد ووحدته، ونكسر الدولة؟ أم نتغاضى عن ذلك كله، لنبقى في التيه، بلا رؤية استراتيجية هي الأساس لكل فعل سياسي تغييري جدي. على هامش الأسئلة الكبرى، وكما يحدث عادةً، وَجَد هامشيّون ـ لا علاقة لهم بالأردن وقضاياه، ولا بالحركة اليسارية والشعبية، ولا بالنضال، ولا بالميدان ـ الفرصة للهَذَيان الثورويّ والمزايدات غير المسؤولة التي تصبّ، في النهاية، في الطاحونة الإخوانية القَطرية. وفي المتن، ظلّت الأسئلة، يتقدمها، جميعها، السؤال المركزي حول مآل برنامج الحركة الشعبية: استئصال الفساد، ومراجعة نهج الخصخصة ووقف حرية السوق النيوليبرالية المتوحشة، واستعادة القطاع العام، وتنمية المحافظات، وبناء الاقتصاد العادل والديموقراطية السياسية والاجتماعية، وكذلك، مراجعة معاهدة وادي عربة، ووضع حدّ نهائي لمشروعات الكونفدرالية مع الضفة الغربية، الهادفة إلى تصفية المشروع الوطني الفلسطيني والدولة الوطنية الأردنية، معا. ومن ثَمّ، أين هو الحد الفاصل، في استخدام الضغط الجماهيري، بين المستوى الذي يضغط على قوى النظام لتحقيق البرنامج الوطني الاجتماعي، والمستوى الخطر لهدم الدولة. إنه، بوضوح، سؤال البحث عن تسوية داخلية. وضعت هبة تشرين، هذا السؤال على طاولة البحث العام، وكوّنت اللحظة السياسية الملائمة للبدء في حوار وطني، حددت الشروط الموضوعية الملموسة للصراعات الإقليمية، أطرافَه وموضوعاته؛ أطرافه هي القوى التي تشترك في حرصها على سلامة الدولة، وفي موقفها الرافض للمشروع الدكتاتوري، وللكونفدرالية، وفي تأييدها الضمني والعلني للدولة السورية. وتتمثل هذه القوى في البيروقراطية المدنية والعسكرية، والعشائر، والحركة الوطنية الاجتماعية وطليعتها المتمثّلة في اليسار الأردني والقوميين. اللغة المشتركة، لا تحسم الخلافات والاختلافات في تعقيداتها العديدة، ولكنها تؤسس لحوار ربما ينجح في التوصل إلى تفاهمات، وربما يفشل، إنما لا يمكن لبلد يواجه جملة من التحديات الوجودية، أن ينكص عن هذه الفرصة. التفاهمات، هنا، تبدأ بالسياسات الإقليمية؛ كيف يحافظ الأردن على حياده في الأزمة السورية؟ وكيف يدرأ مخاطر المشروع المعادي؟ وكيف يدير علاقاته مع مصر الإخوانية والمعارضة المدنية؟ و كيف يخرج من منزلق الصراع المذهبي السني ـ الشيعي على المستوى الإقليمي؟ وكيف يبني سياسة خارجية متوازنة بين 'الهلالين'؟ وكيف يستعيد علاقاته الاستراتيجية مع العراق؟ وكيف يدمج مواطنيه من في الإجماع الوطني على رفض الكونفدرالية والتوطين الخ، من دون المساس بحقوق المواطنة أو حقوق العودة؟ وعلى المستوى الداخلي، كيف يمكن التوصل إلى صيغة سياسية وقضائية، لضرب شبكة الفساد؟ وكيف يمكن إعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس عادلة؟ وكيف يمكن بناء ديموقراطية حديثة لا تؤول إلى دكتاتورية دينية ؟
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|