أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


بين الأسد و"الإخوان"

بقلم : ناهض حتر
26-12-2012 11:23 PM
وفق مصادر صحفية لبنانية، وضع الرئيس السوري بشار الأسد، شرطين للبدء بالحوار مع الإخوان المسلمين ، يلتزم بهما ـ مسبقا ـ أي نظام سياسي ينشأ عن حوار وطني ينهي الأزمة الراهنة. ما هما؟
أولا، الالتزام بعدم تقديم تنازلات لإسرائيل في الجولان عن حدود 1967. ومن المعروف أن إحدى نقاط الخلاف الأساسية في المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، هي إصرار دمشق على استعادة كامل الأراضي التي تقع تحت السيادة السورية حتى شاطئ طبريا، أي حتى حدود العام 1967، بينما تعرض تل أبيب الانسحاب حتى الحدود الانتدابية مع فلسطين، وضم الأرض الواقعة بين الجولان وطبريا، باعتبارها أرضا فلسطينية، تحصل عليها إسرائيل مقابل ' التخلي' عن أراض في النقب للدولة الفلسطينية. الإخوان المسلمون السوريون وافقوا على العرض الإسرائيلي، كذلك، رئيس السلطة، محمود عباس. ويريد الأسد من 'الإخوان' أن يعلنوا تمسكهم بالموقف الوطني السوري، في وثيقة تسبق أي حوار.
ثانيا، الالتزام بمبدأ علمانية الدولة السورية، واعتبار هذا المبدأ ـ الذي يمثل في سورية المتعددة الطوائف والمذاهب ـ ركيزة وطنية أساسية لا تخضع للنقاش.
ومن الواضح أن إخوان سورية سيرفضون الشرط الأول؛ فتنازلاتهم المعلنة لإسرائيل في مسألة الجولان، هي جزء لا يتجزأ من تفاهماتهم مع الولايات المتحدة. والقضية لا تتعلق بمجرد تنازلات حدودية، بل تتعلق بأمن إسرائيل وضمان مصالحها. وهو ما يمثل حجر الزاوية في التحالف الإخواني الأميركي. ومن الملاحظ أن واشنطن دعمت الرئيس الإخواني محمد مرسي في فرض دستور دكتاتوري ثيوقراطي مقابل تشدده في هدم الأنفاق، ومنع توريد السلاح إلى غزة، وتقديم ضمانات تمنع المقاومة المنطلقة من القطاع.
كذلك، سيرفض ' الإخوان'، الشرط الثاني؛ فبقبوله يخسرون موقعهم القيادي في الإسلام السياسي السوري، كما يخسرون حلفاءهم في المشروع الطائفي الخليجي التركي.
وجه الأسد، بهذين الشرطين، ضربة موجعة للإخوان؛ كشف تورّطهم مع إسرائيل ضد مصالح سورية، ووضعهم في عزلة عن قوى المعارضة العلمانية.
يريد الأسد ـ وهو محق في ذلك ـ وثيقة ثوابت خارج الحوار وقبل الحوار. وهذه الثوابت هي:
عدم التفريط بأراض سورية لصالح إسرائيل أو تركيا، وعدم المساس بقوة وعديد وتسليح الجيش العربي السوري، وعدم التفريط بسيادة سورية ومصالحها في أي من مشاريع النفط والغاز الخ، والالتزام بعلمانية الدولة.
ومن المعروف أن ائتلاف المعارضة السورية الذي يقوده الإخوان، وافق على الشروط الأميركية ـ الإسرائيلية ـ التركية ـ القطرية، وهي:
ـ القبول بالحدود الانتدابية ـ بدلا من حدود 1967 ـ في الجولان،
ـ القبول بالتنازل عن أراض سورية يطالب بها الأتراك،
ـ القبول بتخفيض عديد وتسليح الجيش السوري، وربطه بالغرب،
ـ القبول بشروط مجحفة في مشاريع إقليمية كبرى ( خط الغاز القطري إلى أوروبا، وخط المياه التركي إلى إسرائيل الخ ) وتفكيك القطاع العام وإلغاء كل المكتسبات الاجتماعية للعمال والفلاحـين في سورية.
وتعتبر دمشق، بالمقابل، الأرض الوطنية والجيش والسيادة والعلمانية، خارج الحوار، لكن هناك إشارات مزعجة لقبولها بسيطرة كاملة لاقتصاد السوق، كما يريد الإسلاميون والغرب.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012