|
|
|
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الكبش
بقلم : احمد حسن الزعبي 27-12-2012 12:14 AM تقول الحكاية أن «أبا اسعد» كان قصّاصا بارعاً للأثر..فقد حباه الله ذكاءً خارقاً، ودقة ملاحظة شديدة، وسرعة بديهة عجيبة، وقدرة هائلة على ربط الأشياء ببعضها البعض، وبالتالي الوصول الى الحق والى الفاعل دون استخدام أجهزة أو معدّات سوى بصيرته وحواسه المستيقظة.. ذات يوم لجأ إليه أحد سكّان القرية «فارعاً دارعاً» وشكا له أن «كبشه الأملح» - أبو عيون زرق وأسنان فُرق» - قد سُرق من الحظيرة ليلة أمس وقد أضناه البحث والسؤال والرجاء والمناشدة طيلة النهار دون فائدة ..فرجا الرجل «محمد الأسعد» ان يساعده في معرفة مصير كبشه المفقود..لبس أبو أسعد عباءته وتناول عصاه..ثم رافق الرجل الى الحظيرة ليرى خيط الجريمة من بدايته.هناك وقف،التفت شرقاً وغرباً، درس الطرق المؤدية الى الحظيرة، «قرمز» أمام الباب المفتوح، شاهد بعر «الكبش»، تقدم قليلاً، لمح آثار قدم، بعدها بأمتار رأى مزعة صوف عالقة بالشيك القريب..طلب من صاحب «الكبش» ان يقف في مكانه وهو سيتابع الطريق، ظل ابو اسعد يقتص الأثر بدليل هنا ودليل هناك الى أن وصل الى «خربوش» على حدود القرية قد نُصب حديثاً، سلّم على صاحب الخربوش، وسأله :هل شاهدتم كبشاً مرّ من هنا؟ فأنكر صاحب الخربوش ان يكون رأى شيئا! ..صمت قليلاً: ثم عاد و سأله إن كان قد شاهد أحداً غريباً مر من أمام خربوشه أو كان بضيافته أمس..فعاد وأنكر صاحب الخربوش قائلاً: إن أحدا لم يزره منذ أسابيع..خجل الرجل من اتهامه مباشرة..ثم سأله: هل طبختم لحماً او شحماً أمس!..فحلف له يميناً قاطعة ان اللحم لم يدخل بيته منذ شهور..فلم يكن من «محمد الأسعد» الاّ ان طلب من صاحب البيت ان يحضر له شربة ماء ويرتاح قليلاً داخل الخربوش ..فرحّب الرجل وأدخله ..التفت أبو اسعد إلى زوايا البيت فشاهد نملة صغيرة تحمل قطعة بحجم حبة العدس «من الشحم»..أخذها ووضعها على حافة عباءته،ثم شاهد أخرى تحمل كتلة أكبر من «الدهن» انتزعها من النملة ووضعها إلى جانب الكتلة السابقة فوق عباءته..وهكذا إلى ان أصبح ما لديه يمكن ان يشم او يذاق او يلمس جيّداً..عندها واجه صاحب الخربوش بالدليل .. فاعترف الرجل على الفور بسرقة كبش.. «نتفة شبطة» لا تتعدى رأس الإصبع كشفت عن شخصية سارق الكبش.. وهيئات مكافحة الفساد .. لم نستّدل بعد على من سرقوا «الكبش» وأكلوا لحمه؟؟! غطيني يا كرمة العلي بعباية «محمد الأسعد». (الراي)
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
27-12-2012 12:19 AM
 الله عليك يا رجل
2) تعليق بواسطة :
27-12-2012 01:14 AM
كان هناك شخصا اسمه علي وكان هذا العلي راغبا في ان......الى اخر القصة.
3) تعليق بواسطة :
27-12-2012 01:29 AM
عزيزي ابا عبد الله, بعد التحية,
4) تعليق بواسطة :
27-12-2012 01:33 AM
لو أن أبو أسعد لجأ الى مكافحة الفساد لطلبوا منه الدليل قبل أن يعترف صاحب الخربوش ولحبسوا النملات لأنها تحاول أن تغتال شخصية الخربوشي وتسء الى سمعته!!
5) تعليق بواسطة :
27-12-2012 01:54 AM
وهكذا سيكشف اي رئيس وزراء سرق اكثر !!
6) تعليق بواسطة :
27-12-2012 07:32 AM
ذلك لأن "الإرادة" كانت متوفرة لدى أبي أسعد أسعده الله في كشف مصير الكبش وتحديد هوية سارقه وطابخه من بعد.
7) تعليق بواسطة :
27-12-2012 09:20 AM
اشكرك يا زعبى ذكرتنى بقصاص الاثر ناصر السعيد وهو شرطى كان يخدم معنا بشرطة الخليل وسرقة شلية غنم من احدى القرى وسار ناصر كما سار ابو سعد ونحن معة مسافة تزيد عن خمسين كيلو حتى وقف على باب بئر مغلق بحجر واخذا يدور حول البئر واذا مدخل لة من الناحية الاخرى ووجدنا شلية الغنم بداخل البئر ولا تنسى فطنة كلاب الاثر ولها قصص اكثر دقة من قصص قصاصى الاثر وتحية لكرمة العلى ولك شخصيا
8) تعليق بواسطة :
27-12-2012 09:23 AM
هيئة مكافحة الفساد لاينقصها الذكاء ولاتنقصها الوطنية ولاتنقصها الخبرة وهي مكونة من موظفين صغار ليس لاحدهم مورد رزق الا راتبه وهذا مايقيدهم ويخيفهم عن كشف السرقات وملاحقة الفاسدين . واعظم واكثر ما يقيدهم عن كشف الفاسدين هي الاوامر التي تنصب عليهم من فوق فوق وتحذرهم من كشف الغطاء عن الفاسدين .
9) تعليق بواسطة :
27-12-2012 09:31 AM
لكننا لسنا بذكاء الاسعد انما بغباء الكبش او لاننا اكباش اصلا نؤكل يا سيدي
10) تعليق بواسطة :
27-12-2012 09:48 AM
هذه السوالف قبل التقدم التكنلوجي وقبل ان تظهر قناة روتانا
11) تعليق بواسطة :
27-12-2012 12:44 PM
كل التحيه يا زعبي وخذلك هالسالفه :في الستينات وزعت الدوله بواريد 10 غيار كندية الصنع على القرى الحدوديه فيما يسمى المقاومه الشعبيه وذات يوم سرقت بندقية مواطن فقير كحيان اسمه ابو فنش ورغم ان الحرامي ظاهر وواضح وضوح الشمس بعز دين الظهر الحمرا بايام القيظ بس ما حدا قدر يلمح اله مجرد تلميح حتى ما كان فيه داعي يستعينوا بمحمد الاسعد .جاء الفرسان وولعوا بريمس كاز وحطوا عليه صاج حتى صار احمر وقعدوا عليه ابو فنش عدا عن الرفش بالبساطير والدفش والهبش .كيف يعترف انسان بفعله لم يفعلها .استمرت العمليه ايام ولا حياه لمن تنادي ابو فنش على وشك الهلاك واللص يسرح ويمرح والباروده بداره لكن من يعلق الجرس .نهاية القصه تدخل احد وجوه الخير واشترط عليه قايد الفرسان اخذ فرسه الاصيله مقابل الباروده واطلاق ابو فنش وكان شرط رجل الخير ان ياخذ اول مولوده انثى من فرسه وقبل قايد الفرسان بذلك .يا زعبي كله واضح اللي سرق الباروده مبين واللي اكل الكبش مبين واللي واللي واللي وريح محمد الله يجزيه الخير وسلامتك .
12) تعليق بواسطة :
27-12-2012 02:13 PM
الفساد عندنا متجذر لايقلعو سوى طوفان
13) تعليق بواسطة :
27-12-2012 03:10 PM
في القضاء العشائري يوجد مصطلح "حفار دفآن " ويستخدم عندما يتم الأصلاح بين عشيرتين ويكون هناك أضرار على الطرفين , فيتم الصلح على أساس نهائي بمعنى (لقد حفرُنا ودفًنا ) وبعدها نبدأ من جديد ....
14) تعليق بواسطة :
27-12-2012 04:17 PM
يا خوفي استاذ احمد المحترم انه يصير معك مثل الي صار مع ابو فنش الي ذكره الاخ في تعليق 11 في موضوع ابو الضرائب والله يستر وقلب الاردنين معاك وخلي قلمك دائما ينطق بالحق والذي لايخشى به لومة لائم او لئيم
15) تعليق بواسطة :
27-12-2012 05:39 PM
العزيز خالد المجالي:
16) تعليق بواسطة :
27-12-2012 05:40 PM
العزيز خالد المجالي:
17) تعليق بواسطة :
27-12-2012 07:41 PM
لله درك يا زعبي قسما بالله اني استمتع بقراءه مقالاتك لا لهجتك بحد ذاتها هي هويه اردنيه اصيليه وترجعنا للماضي الذي بدانا ننساه هذا بالاضافه ان لكل مقاله مغزافهمه من فهه وجهله من جهله
18) تعليق بواسطة :
27-12-2012 09:31 PM
طول عمرك رائع لو انك قريب مني غير ابخرك كل يوم عن العين بس بقول الله يبط عين الي بدو يحسدك ويبط عين الي بكرهك حتى لو كان وزير ولى رئيس وزراء كمان
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق